احتجاجات سيدي بوزيد تتمدّد في المدن التونسية ضد «النهضة»
في حراك ينبئ بمزيد من توابع الصيف الملتهب الذي تعيشه تونس، واصلت مدينة سيدي بوزيد تحركاتها الاحتجاجية من خلال مسيرات ليلية تطالب بالإفراج عن الموقوفين الذين قررت المحكمة الابتدائية تمديد إيقافهم على ذمة التحقيق ونقلهم الى ولاية صفاقس.
ورفع المتظاهرون شعارات تندّد بما سمته «الممارسات الأمنية القمعية التي جوبهت بها مطالبهم الشرعية»، فيما سرت عدوى الاحتجاجات ضد حكومة «النهضة» في غالبية المدن التونسية من سوسة والكاف إلى صفاقس وباجة.
واتسعت دائرة الاحتجاجات لتشمل مدينتي الرقاب والمكناسي، في الوقت الذي قرر فيه الناشطون الموقوفون على ذمة التحقيق الدخول في إضراب جوع مفتوح. وعلمت «البيان» أن الحركة الشعبية المناهضة لحكومة النهضة الاسلامية في سيدي بوزيد قررت مواصلة المسيرات بشكل يومي الى حين إطلاق سراح الموقوفين وتطوير نسق الاحتجاجات في الفترة القادمة.
تحذير سوسة
وفي مدينة سوسة الساحلية، حذّر النقابيون في قطاعات الرصيف والنقل والبريد والمطارات والكهرباء والغاز مما سموها «قوى الشر المتربصة بالاتحاد العام التونسي للشغل والميليشيات المأجورة المعادية للعمل النقابي؛ من أي اعتداء قد يطال مقرات السيادة النقابية ومناضلي الاتحاد في كامل الولايات».
وطالب النقابيون بالإفراج الفوري عن النقابيين الذين دخلوا في إضراب جوع منذ الأربعاء الماضي والذين تدهورت حالتهم الصحية احتجاجا على ايقافهم وسير محاكمتهم، جاء ذلك على إثر دعوات أطلقها أنصار حركة النهضة الاسلامية الحاكمة على صفحات التواصل الاجتماعي بحرق مقر الاتحاد العام التونسي للشغل بصفاقس.
احتجاج الكاف
وفي مدينة الكاف، نفّذ مجموعة من الشباب الثوري وقفة احتجاجية أمام مقر الولاية احتجاجا على عدم وفاء الحكومة بوعودها تجاه أبناء الكاف في ما يتعلق بالتشغيل والتنمية الجهوية. ورفع المحتجون شعار «بالأمس سيدي بوزيد.. والكاف اليوم».
الى ذلك، تجددت الاشتباكات بين أهالي منطقة طينة من ولاية صفاقس وعناصر الأمن ليل السبت بسبب فقدان الخدمات الاساسية والانقطاع المستمر للماء، وقام المحتجون بإغلاق الطرق وإحراق العجلات المطاطية ورفع شعارات تندد بالحكومة الاسلامية التي تقود البلاد، ما دعا قوات الأمن الى التدخل لتفريق المحتجين باستعمال القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي.
من جانبها، دعت القوى الديمقراطية من أحزاب ومنظمات وناشطين في مدينة باجة الى المشاركة في وقفة احتجاجية من المقرر أن تنفذ اليوم الاثنين. وسيكون انطلاقة التحرك الاحتجاجي من مقر «الاتحاد الجهوي للشغل» في اتجاه قصر البلدية بالمدينة، وذلك احتجاجا على ما اعتبروه التفافاً على أهداف الثورة ومكاسب المجتمع المدني ومواصلة سياسة التهميش والإقصاء لأهالي ولاية باجة.
