ادعى القضاء اللبناني أمس على رئيس مكتب الامن الوطني السوري اللواء علي مملوك والوزير اللبناني السابق ميشال سماحة بتهمة القيام بـ«اعمال ارهابية» بواسطة عبوات ناسفة والتخطيط لقتل شخصيات دينية وسياسية، بحسب ما ذكر مصدر قضائي، في مؤشر على البعد الإقليمي لمخطط التفجيرات والذي وصفه الرئيس ميشال سليمان بـ«المرعب والخطير».

وجاء في الادعاء ان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية ادعى على الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة ومدير مكتب الأمن الوطني في سوريا اللواء علي المملوك، وعقيد في الجيش السوري يدعى عدنان بجرم «القيام باعمال ارهابية بواسطة عبوات ناسفة تولى سماحة نقلها وتخزينها بعد ان جهزت من مملوك وعدنان» مع «التخطيط لقتل شخصيات سياسية ودينية». وفي حال إدانة المتورطين فإن عقوبة هذه التهم تصل إلى الاعدام.

وقالت مصادر قضائية لبنانية في وقت سابق على صدور الادعاء إن التحقيق انتهى من قبل فرع المعلومات مع سماحة وأحال المدعي العام التمييزي بالوكالة القاضي سمير حمود ملف التحقيق الى النيابة العامة العسكرية، حيث تم سوق سماحة الى المحكمة العسكرية في بيروت.

واستقبل المدعي العام التمييزي المحاميين يوسف فنيانوس ومالك السيد وشدد أمامهما على أن سماحة أدلى بإفادته «من دون ضغوط»، فيما ندد بالتسريبات التي حصلت بعيد التوقيف. وقال: «هذا عمل غير قانوني، علماً بأن أي تسريب لم يحصل من جانب القضاء»، داعياً الجميع إلى «انتظار انتهاء التحقيق وترك الأمر للقضاء العسكري بعيداً عن التحليلات».

في هذه الأثناء، قال مصدر وزاري واسع الاطلاع ومعني بمجريات التحقيق: إن العنصر الذي كشف مخطط سماحة، وهو من آل الكفوري، «كان يعمل لحساب دولة أجنبية، هي التي جنّدته لمراقبة تنقلاته ووضع تقارير يومية عنه، وإن هذا العنصر بات وثيق الصلة بسماحة إلى حد أنه طلب منه الأخير نقل العبوات الناسفة التي حصل عليها، الأمر الذي حدا بالعنصر بكشف المخطط وإبلاغ الجهة المرتبط بها».

وأفاد المصدر أن الهدف من العبوات التي كانت معدة للتفجير «تهجير المسيحيين أولاً من منطقة عكار، وتوفير الأرضية لفرز طائفي في إطار خطة تهدف إلى إعادة تفتيت المنطقة، بدءاً من الشمال اللبناني».

بدوره، أكد وزير الداخلية مروان شربل أنه علم بأن «سماحة اعترف خلال التحقيق معه بضلوعه في مسألة أمنية معينة، ولكن الأمر بقي سرياً».

إلى ذلك، وصف الرئيس اللبناني ميشال سليمان الحديث عن تحضيرات لعمليات تفجير في لبنان بـ«المرعب والخطير». وقال بيان رئاسي: إن سليمان رأى أن «ما حصل في اليومين الأخيرين مرعب ومخيف بمجرد التفكير ان هناك تحضيرات لتفجير الوضع وإحداث فتنة وجعل اللبنانيين يدفعون مرة أخرى الثمن من أرواحهم وأرزاقهم».

وجاء كلام سليمان خلال استقباله المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ومدير فرع المعلومات العميد وسام الحسن، وهو الفرع الذي ألقى القبض على سماحة. وقال البيان: إن سليمان نوه خلال اسقباله اللواء ريفي والعميد الحسن بـ«ضبط المتفجرات لتجنيب البلاد الوقوع بالفتنة».