لجأت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، التي تخشى تسليح المعارضة السورية بشكل مباشر، إلى حل أميركي نموذجي عندما لا تريد الإدارة أن تتورط، وهو ترك المهمة للشركات الخاصة. ومن بين خليط من منظمات المعارضة السورية في الولايات المتحدة التي يديرها مغتربون، ظهرت مؤخرا «مجموعة الدعم السورية» التي لديها هدف محدد يتمثل في جمع الأموال للجيش السوري الحر المعارض.
مكتب في واشنطن
وتقول المجموعة: إنها أقنعت الإدارة الأميركية بأن تعطيها ترخيصاً بإرسال أموال للمعارضة بعد أن أسست مكتباً في واشنطن واستعانت بمسؤول سياسي سابق في حلف شمال الأطلسي لإدارته. ويمكن للمؤيدين الآن أن يدخلوا إلى موقع الجماعة ويقوموا بتحميل استمارة لتقديم تبرع للمعارضة السورية عن طريق بطاقة الائتمان أو خدمة باي بال.
ولم تعلن «مجموعة الدعم السورية» عن حجم الأموال التي جمعتها ولم تقل إنها لم ترسل أموالاً بعد. ووفقا للؤي السقا المؤسس المشارك للمجموعة وهو كندي من أصل سوري يعيش في تورنتو، فإن الأعضاء بدأوا بجمع سبعة ملايين دولار شهريا. ويعترف بأن جمع هذه الأموال كان سيكون صعباً بدون قدر من المساعدة «المؤسسية الكبيرة».
وقال مدير مجموعة الضغط الخاصة بالجماعة في واشنطن برايان سايرز وهو مسؤول سياسي سابق في حلف الأطلسي: «لا نستطيع تمويل منطقة لحظر الطيران». مضيفاً القول: «إن منطقة كهذه ضرورية لنجاح المعارضة السورية التي تريد أن تنشئ مناطق آمنة للمدنيين ليفروا من القتال دون خوف من القصف الجوي».
جهود كبيرة
وجاءت الخطوة بعد جهود بذلها أعضاء الجماعة على مدى شهور لتقييم قيادات المعارضة وتقديم تقارير لإدارة أوباما وللكونغرس عنهم. ولم يتضح بعد ما إذا كانت جماعات أخرى حصلت على تنازلات مماثلة.
ويقول السقا، الذي غادر سوريا قبل 15 عاما، عبر الهاتف: إنه وآخرين أسسوا منظمة المغتربين السوريين في فبراير شباط عام 2011 لدفع التغيير السلمي في بلده. ولكن بعد أن بدأت حكومة الأسد الرد على الاحتجاجات بالذخيرة الحية «بدأنا نرى الناس تتجه للسلاح».
وفي نوفمبر الماضي بدأ مع مجموعة من المغتربين السوريين تحري الوضع العسكري في المحافظات السورية باستخدام اتصالاتهم والإنترنت للاتصال مع قادة المعارضة المحليين والتحقق من التقارير عن الانشقاقات عن الجيش السوري. وبحلول مايو، كانوا جاهزين للتوجه إلى واشنطن بما لديهم من معلومات عن المجالس العسكرية للمعارضة العاملة في عدد من المحافظات السورية.
وجادلوا المسؤولين والمشرعين الأميركيين بأن استخدام أموال غربية للدفع لمقاتلي المعارضة قد تكون نقطة ثقل موحدة لمتطرفين مثل القاعدة التي انضمت إلى القتال في سوريا. وقال السقا: «إذا كنتم تريدون مكافحة فراغ يتشكل وسيطرة القاعدة وبعض الجماعات المتطرفة الأخرى فلا بد من توحيد المعارضة». وأضاف: «علينا أن نكون قادرين على أن ندفع لهم رواتبهم».
وتقول المجموعة: إنها تمثل آلاف المقاتلين في تسع محافظات وقعوا إعلان مبادئ يدعو إلى دولة ديمقراطية لجميع السوريين بغض النظر عن الطائفة أو الدين أو العرق. وترفض المبادئ كذلك الإرهاب والتطرف والقتل بغرض الانتقام.
ويقول السقا: إنها تريد أن ترسل أموالا إلى هذه المجموعات. وربما تشكل في الوقت الراهن ما يقرب من نصف المقاتلين في الجيش السوري الحر. وتعهدت جماعة الدعم بعدم تمويل قادة المعارضة إلا إذا التزموا بالمبادئ المنشورة على الموقع الإلكتروني للجماعة.
ويؤكد عضو المجلس الوطني رضوان زيادة أنه لا توجد صلة مباشرة بين المجلس الوطني السوري و«مجموعة الدعم السورية» ولكن الاثنين يعملان من أجل الهدف ذاته، لافتاً إلى أنه «لا يوجد بديل آخر أمام السوريين سوى الجيش الحر للدفاع عن أنفسهم».
اتهام
اتهمت دمشق كلاً من تركيا والولايات المتحدة ودولاً عربية بإدارة مراكز عمليات عسكرية في تركيا لدعم المعارضة المسلحة وإدارة معاركها في الانتفاضة المستمرة منذ 17 شهرا.
وفي رسالة إلى مجلس الأمن نشرت اول من امس، اتهم مندوب النظام لدى الامم المتحدة بشار الجعفري أنقرة وواشنطن ودولا عربية بإيواء وتمويل وتسليح الجماعات «الإرهابية المسلحة». وأضاف أن تلك المراكز تستخدم للاشراف على المعارك التي يشنها «الإرهابيون» على المواطنين السوريين في حلب وغيرها من المدن.