واصل الجيش المصري عملياته ضد المتشددين في سيناء معلنا القبض على ستة «إرهابيين» عقب حملة أمنية واسعة طالت العديد من المناطق التي وصفها بـ«الساخنة»، تزامنت مع نشر قوات في مناطق واسعة واستخدام طائرات هليكوبتر هجومية للمرة الاولى منذ معاهدة السلام، عقب موافقة إسرائيل على تلك الخطوة.
وقال مسؤول اسرائيلي رفيع ان تل أبيب وافقت على طلب من القاهرة بأن تستخدم طائرات هليكوبتر هجومية في سيناء للمرة الاولى منذ معاهدة السلام التي ابرمت في العام 1979 والتي تقيد بصرامة نشر قوات عسكرية في شبه الجزيرة الصحراوية.
والقرار الذي اتخذ من خلال استطلاع آراء وزراء اسرائيليين بالتليفون «للإسراع بالعملية يسري فعليا بأثر رجعي» لان مصر ارسلت بالفعل الطائرات في اطار أكبر هجوم تشنه في سيناء في 40 عاما للرد على قتل 16 مصريا من حرس الحدود يوم الاحد بأيدي مسلحين.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لوكالة «رويترز» ان مجلس الوزراء الامني المصغر في اسرائيل وضع قيدا بأن يستمر ذلك عدة ايام «للقيام بعمل محدد». وقال المسؤول ان تل أبيب سمحت في السابق للقاهرة بنشر مزيد من قوات الامن في سيناء. واضاف انه منذ الحادث الذي وقع الاحد حضت اسرائيل القاهرة ايضا على ارسال قوات «كوماندوس» الى حدود مصر مع ليبيا والسودان لمنع مسلحين من تهريب اسلحة الى سيناء.
وفي الماضي لم توافق اسرائيل على السماح لمصر باستخدام طائرات عسكرية في سيناء لان معاهدة السلام تسمح فقط باستخدام محدود لطائرات الاستطلاع أو الدورية.
تسعير الضربات الأمنية
في السياق الميداني، أعلن مصدر أمني أن قوات من الجيش والشرطة اعتقلت ستة من كبار المتهمين في الهجوم على نقطة للجيش برفح الأحد الماضي. وأوضح المصدر أنه أثناء عملية البحث ومداهمة القرى بالمنطقة الشرقية التابعة لمركز مدينة الشيخ زويد ضبطت القوات ستة من كبار المتهمين والمطلوبين لدى الجيش وأجهزة الأمن، وتم اعتقالهم وجار التحقيقات الأولية معهم. وأضاف أن الجيش لا يزال في حالة استنفار قصوى في سيناء وأنه سيشن حملات متتابعة حتى القضاء على بؤر الإجرام.
اطلاق نار
وأطلق مسلحون مجهولون ليل الخميس النار على نقطة «الريسة» الأمنية على طريق العريش رفح، فيما ردت عناصر الجيش عليهم وأجبرتهم على الفرار.
وأوضحت مصادر أمنية أن عناصر من الجيش والشرطة بادلت المهاجمين بإطلاق الرصاص بكثافة حتى أجبروهم على الفرار مستقلين سيارة رباعية الدفع إلى المناطق الجبلية الوعرة بالقرب من الريسة، مشيرة الى أن الهجوم لم يسفر عن خسائر بالأرواح.
وأضاف أن العناصر الإرهابية المسلحة تركز على مهاجمة نقطة الريسة باعتبارها تمثِّل المفتاح للوصول إلى العريش وباقي مناطق محافظة شمال سيناء، لافتاً إلى أن الهجوم الذي تعرضت له النقطة هو الـ 30 من نوعه منذ نحو عام ونصف.
لقاء قادة البدو
في هذه الأجواء، وعد قادة من بدو هذه المنطقة بتقديم المساعدة لسلطات بلادهم خلال اجتماع مع وزير الداخلية احمد جمال الدين عقد في العريش على مسافة حوالى 50 كيلومترا من الحدود مع قطاع غزة.
وعقب الاجتماع، اكد وزير الداخلية للصحافة ان الجيش سيهزم المجموعات المسلحة بمساعدة قبائل البدو رغم ان الاخيرة تتهم الحكومة المركزية «بتهميشها». واكد الوزير للصحافيين ان المهمة ستنجح بمساعدة سكان سيناء.
غير ان مسؤولا امنيا مصريا كبيرا متمركزا في سيناء اقر بان السلطات «تواجه عدوا يصعب رصده ويتفوق بمعرفته للمنطقة بجبالها وصحرائها». وقال المسؤول لوكالة «فرانس برس» طالبا عدم كشف اسمه إننا سنتوصل الى تحقيق هدفنا شيئا فشيئا، مشيرا الى ان الجغرافيا، الصحراء والجبال، «ستجعل العملية صعبة».
وطلب القادة البدو خلال الاجتماع مع وزير الداخلية برؤية جثث الناشطين العشرين الذين قتلوا في عملية شنتها القوات المسلحة.
سلامة السائحين
طالبت وزارة الخارجية الروسية السلطات المصرية بكفالة أمن السائحين الروس خلال عملية مكافحة الارهاب في شبه جزيرة سيناء. وذكرت الوزارة في بيان أوردته وكالة «ريا نوفوستي» الروسية للانباء أن موسكو تأمل، نتيجة لاجراءات مكافحة الارهاب، ان يعود الوضع في سيناء الى طبيعته، وضمان مستوى مناسب من الامن. وحذرت الوزارة السائحين الروس في مصر من الخروج من المنتجعات السياحية في سيناء.
القاهرة تتجاوب مع دعوة هنية وتعيد فتح معبر رفح
تجاوبت السلطات المصرية مع الدعوة التي أطلقها رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة إسماعيل هنية، والتي حض فيها الرئيس المصري على فتح معبر رفح وإعادة الحياة إلى القطاع، حيث أعيد فتح المعبر في اتجاه واحد ليتاح للفلسطينيين العالقين على أراضيها العودة إلى القطاع بشكل استثنائي دون تحديد كم سيبقى مفتوحاً.
وذكر التلفزيون المصري الرسمي أمس أن القاهرة قررت اعادة فتح معبر رفح في اتجاه واحد ليتاح للفلسطينيين العالقين على أراضيها العودة الى غزة. وأوضح أنه تقرر فتح معبر رفح في اتجاه واحد، خصوصا ليتمكن المعتمرون الفلسطينيون العائدون من السعودية من العودة الى بيوتهم. وأشار التلفزيون إلى أن فتح المعبر «استثنائي»، دون أن يوضح كم سيبقى مفتوحا. واكد مصدر أمني أن المعبر أعيد فتحه في اتجاه واحد.
وتوافد مئات من الفلسطينيين من أهالي غزة على مطار القاهرة قادمين من الخارج في الطريق للقطاع بعد فتح المعبر بصفة استثنائية.
وفي وقت سابق، حض هنية السلطات المصرية على فتح المعبر. وقال: «أوجه ندائي إلى أخي رئيس مصر د. محمد مرسي وندعو إلى فتح معبر رفح وإعادة الحياة إلى غزة».
إلى ذلك، حمل رئيس الحكومة المقالة في غزة اسماعيل هنية على إسرائيل، مشيرا إلى أن سيناريو الهجوم المسلح على الجيش المصري في سيناء «يؤكد تورط تل أبيب فيه».
وأضاف رئيس الحكومة المقالة أن سيناريو الجريمة وما سبقها من وقائع يؤكد تورط الاحتلال الإسرائيلي بطريقة أو بأخرى لتحقيق أهداف سياسية وأمنية وخلط الأوراق في سيناء وخلق متاعب للقيادة المصرية الجديدة وفرض حالة من التوتر على الحدود المصرية الفلسطينية وتخريب الجهود المشتركة لإنهاء الحصار.
