أطلقت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من عاصمة جنوب السودان، جوبا، التي وصلتها أمس، تصريحات تصالحية، حيث دعت السودانيْن إلى التوصل إلى تسوية، مطالبة دولة الجنوب بالتوصل إلى اتفاق نفطي «مؤقت» مع الخرطوم، ومذكرة بعلاقات بلادها «الوثيقة» مع الجنوب في فترة ما قبل الانفصال، في وقت انتهت المهلة الأممية للدولتين لحل خلافاتهما.
وقالت كلينتون في تصريحات أمس بعيد وصولها في زيارة غير مسبوقة هي الأولى لمسؤول أميركي على هذا المستوى إلى أحدث دولة في العالم رغم أنها لم تستغرق أكثر من ثلاث ساعات: «من الملح ان يبذل جنوب السودان والسودان أقصى الجهود وان يتوصلا في أقرب فرصة إلى اتفاقات حول كل المسائل العالقة».
وأضافت ان على البلدين «التوصل إلى تسويات للخلافات المستمرة بينهما»، في إشارة إلى المسائل التي لم تتم تسويتها في اتفاق السلام الموقع العام 2005. وتابعت: «مع ان جنوب السودان والسودان باتا دولتين منفصلتين إلا ان مصيرهما مرتبط بشكل وثيق»
والتقت كلينتون الرئيس سالفا كير ووزير خارجيته نيال دنغ نيال. ودعت رئيسة الدبلوماسية الأميركية جوبا إلى التوصل إلى «اتفاق مؤقت» مع الخرطوم بشأن النفط من أجل استئناف انتاجه في جنوب السودان والمتوقف منذ يناير الماضي، قائلة لنظيرها نيال: «أثبتم وجهة نظركم حول حقوقكم ومواردكم بطريقة قوية وغير قابلة للجدل، لكن لا بد من استئناف ضخ هذه الموارد لتتمكنوا من الإفادة منها».
وتابعت: «برأينا ان اتفاقاً مؤقتاً مع السودان حول انتاج النفط ونقله يمكن ان يتيح تأمين حاجات السكان في جنوب السودان على المدى القصير، وأيضاً يزودكم بسبل البحث عن حلول على المدى البعيد».
وأضافت كلينتون ان المساعدات الأميركية ستستمر «لكن المساعدة لا تشكل بديلاً»، مذكرة بالعلاقات «الوثيقة» والتي تعود إلى فترة ما قبل الانفصال بين الولايات المتحدة وجنوب السودان. وشددت وزيرة الخارجية الأميركية على «وجود تحديات كبيرة مستمرة»، محذرة من ان «الاستمرار في تحقيق تقدم رهن بقدرة جنوب السودان على تخطي هذه التحديات».
المهلة الأممية
على الصعيد ذاته وفي أعقاب انتهاء مهلة مجلس الأمن للطرفين لحل خلافاتهما، أعلن دبلوماسيون في الأمم المتحدة أنّ «أمام الدولتين مهلة إضافية لتسوية خلافاتهما».
وقال المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرار ارو الذي تترأس بلاده مجلس الأمن هذا الشهر: «من البديهي أنّه لا السودان ولا جنوب السودان نفذ الشروط التي وضعت»، مضيفاً: «في نفس الوقت حصل تقدم». وأردف القول: «لم يحن الأوان بالضرورة للانتقال إلى عقوبات، ولكن يتوجب علينا أن نواصل ممارسة الضغط على الطرفين كي يواصلا المحادثات».
واعتبر ارو أنّ «مجلس الأمن الذي سيبحث المسألة في التاسع من أغسطس سوف يقرر كيفية استغلال الدينامية الهشة جداً والجزئية التي ظهرت».
