حذر الناطق الاقليمي الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية دانييل ارنست الحكومة السورية من مغبة استخدام الأسلحة الكيماوية التي توعد باستخدامها قائلا بأنها تتحمل مسؤولية حماية وتخزين الأسلحة الكيماوية. وبأنه ستتم محاسبتها من قبل المجتمع الدولي والولايات المتحدة إذا فعلوا الخطأ المأساوي باستخدام تلك الأسلحة.
وعبر ارنست في حديث لـ«البيان» عن اعتقاده بأن هذه المخزونات لا تزال تحت سيطرة الحكومة السورية. إلا أنه لم يخف قلق حكومة بلاده من إمكانية استخدام النظام السوري لتلك الأسلحة رافضا التكهن حول الخطوات التي يمكن أن يتخذها المجتمع الدولي او الولايات المتحدة إذا تغيرت طريقة التصرف في تلك الأسلحة .
وفيما يلي نص الحوار :
هل المعارك الضارية الجارية اليوم بين قوات الأسد والجيش الحر في دمشق مؤشر على قرب سقوط نظام الأسد ؟
تقييمنا هو أن العنف يتزايد في دمشق، وبأنه من الواضح أن النظام لا يسيطر على المناطق بأكملها. نظام الأسد يفقد السيطرة ويستمر في أخذ بلاده نحو نهاية خطيرة.
نرى أن هناك زيادة في السيطرة على الأراضي من جانب المعارضة وجهودهم الرامية إلى التوحد بحيث يكون لديهم قاعدة للعمل من خلالها. المعارضة تسعى للسيطرة على أجزاء من الأراضي لحرمان الأسد من المقدرة على ارتكاب مجازر ضد شعبه في هذه المناطق. النظام الآن مضطر للقتال في أماكن أكثر فأكثر ولسوء الحظ فهو يزداد عنفاً في جميع أنحاء سوريا .
المبادرة العربية
كيف تقرؤون المبادرة العربية التي عرضت على الأسد والمتمثلة في تنحيه مقابل تأمين مخرج آمن له ولعائلته .. هل تدعمون تلك المبادرة ؟
الأسد لن يبقى في السلطة وسوف يكون هناك تغيير الى حكومة جديدة. وهكذا فنحن نعمل بنشاط للتأكد من أننا مستعدين لجميع السيناريوهات المحتملة. ونحن ننظر الى سبل خارج إطار مجلس الأمن بينما نعمل على استراتيجيتنا ونفضل الانتقال السياسي للحصول على سوريا جديدة ويوم أفضل .
اليوم الحديث عن تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة عضو في نظام الأسد .. هل ترون بأنه المخرج الوحيد للأزمة السورية؟
الشعب السوري يقرر من سيختار من القيادات السورية الجديدة. ما نحاول القيام به هو تشجيع ومساعدة جميع فروع المعارضة السورية بالعمل معاً، وأيضا التحضير لعملية الانتقال السياسي، انتقال يكون على صعيد حماية حقوق الإنسان لجميع السوريين ومنحهم جميعاً صوتاً في مستقبلهم وضمان بلد آمن والتأكد من وجود بعض الأسلحة المروعة في مكان آمن .
يجب علينا جميعاً أن ندعم خطة المعارضة السورية لسلطة الحكم الانتقالي حيث ستكون هناك سلطة مؤقتة الى حين وصولهم لمرحلة الانتخابات وبالتالي يجب أن يصب كل دعمنا في ذلك. يجب أن يكون هناك نوع من الترتيبات الأمنية الانتقالية ليتمكن جميع الأطراف في سوريا من ضمان سلامة جميع السوريين في الفترة الانتقالية .
الترسانة الكيماوية
بما تفسرون نقل النظام السوري لترسانته الكيماوية إلى مطاراته الحدودية .. هل استخدام نظام الأسد لتلك الأسلحة الفتاكة وارد الحصول ؟ وهل لدى الولايات المتحدة خطط لمواجهة تهديد من هذا النوع للمنطقة ؟
الحكومة السورية تتحمل مسؤولية حماية وتخزين الأسلحة الكيماوية. كما أوضح الرئيس أوباما نفسه للأسد والمحيطين به، وسيتعين على المجتمع الدولي محاسبة أي من المسؤولين السوريين الذين يفشلون في الوفاء بهذا الالتزام. الولايات المتحدة تراقب عن كثب المواد الحساسة الانتشار في سوريا، والتي تشمل الأسلحة الكيماوية والمرافق.
ونحن نعتقد أن الأسلحة الكيماوية لا تزال تحت سيطرة الحكومة السورية، ولكن نظرا لتصاعد العنف في سوريا وهجمات النظام المتزايدة على شعبه، نحن مازلنا قلقين جدا على هذه الأسلحة. بالإضافة إلى مراقبة المخزون نحن نتشاور بشكل فعال مع الدول المجاورة لسوريا وأصدقائنا في المجتمع الدولي لنؤكد قلقنا المشترك إزاء أمن هذه الأسلحة والتزام الحكومة السورية في تأمينها .
هل تدخل الولايات المتحدة عسكريا إذا تحولت التهديدات السورية باستخدام الأسلحة الكيماوية وارد الحصول؟
نحن نعتقد أن هذه المخزونات لا تزال تحت سيطرة الحكومة السورية. ولكن نحن قلقون ،كما عبرت للتو، وهذا هو السبب في اننا نتشاور مع شركائنا في المنطقة، فضلا عن حلفاء داخل المجتمع الدولي حول هذه المسألة لأنها مسألة مثيرة للقلق. لكنني لا أريد التكهن حول الخطوات التي يمكن أن يتخذها المجتمع الدولي او الولايات المتحدة إذا تغيرت طريقة التصرف في تلك الأسلحة.
تحذير روسيا
الولايات المتحدة كانت قد حذرت روسيا من تسليح نظام الأسد إلى أي مدى يمكن أن يؤثر الملف السوري على مستقبل العلاقات الروسية الأمريكية ؟
نحن نعارض بشدة جميع عمليات نقل الأسلحة إلى النظام السوري، بما في ذلك صفقات الأسلحة الجديدة والقائمة. حان الوقت لتلك الدول التي تواصل تسليح ودعم النظام السوري لوضع حد لإراقة الدماء. لقد أعربنا مراراً في محادثاتنا الخاصة والعلنية مع كبار المسؤولين الروس عن قلقنا حول مبيعات الاسلحة الى سوريا. هذه الأسلحة لا تسهم إلا في قمع النظام السوري العنيف وتهدد المنطقة.
إيران
قال دانييل ارنست: نحن نعتقد أن إيران حتى الآن لم تثبت للمجتمع الدولي انها مستعدة للعب دور بناء في المنطقة، اذا أراد النظام الايراني التوقف عن إعطاء الدعم المادي المباشر لآلة القتل السورية ولعب دور بناء، فنحن سنرحب بذلك. نحن لسنا في تلك المرحلة بعد وعلى إيران أن توقف سلوكها المدمر في سوريا .
