تضاربت أمس بشأن سيطرة جيش النظام السوري على بعض أحياء مدينة حلب التي وقعت في وقت سابق بيد الجيش السوري الحر الذي توعد بأن تكون معركة حلب «أم الهزائم» للنظام مع إعلانها الاستيلاء على ثماني دبابات، بالتزامن مع استمرار القصف العنيف على المدينة بالطائرات المروحية وطائرات الـ «ميغ»، فيما كشفت الأمم المتحدة أن قرابة 200 ألف شخص هربوا من المدينة على خلفية القصف العنيف والاشتباكات التي تدور فيها، فيما استمرت قوات النظام بقصف واقتحام بلدات العاصمة دمشق وريفها وحمص ودرعا وحماة ودير الزور حيث سقط تسعة قتلى.
وأفاد مصدر أمني سوري، أن قوات النظام سيطرت على جزء من حي صلاح الدين الذي يعد مركزاً قوياً للجيش الحر، وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ذلك بقوله: «سيطر الجيش على جزء من حي صلاح الدين، وهو يواصل هجومه». وأفاد المرصد «الاشتباكات والقصف العنيف استمر في أحياء صلاح الدين والإذاعة والأعظمية والسكرية والصاخور والزهراء».
نفي الحر
إلا أن القيادة العسكرية للجيش الحر، نفت أنباء سقوط أجزاء من حي صلاح الدين بيد قوات النظام. وردا على سؤال لوكالة «فرانس برس» في اتصال هاتفي، نفى رئيس المجلس العسكري في حلب التابع للجيش السوري الحر العقيد عبد الجبار العكيدي أن تكون القوات النظامية تقدمت «مترا واحدا».
وقال العكيدي إن «ما يحكى عن تقدم، غير صحيح». وأضاف «صدينا محاولة ثالثة للتقدم في اتجاه صلاح الدين الليلة الماضية، ودمرنا لهم أربع دبابات واستولينا على ثماني دبابات أخرى»، مشيرا أيضا الى وقوع خسائر بشرية كبيرة في صفوف الجنود. وقال العكيدي إن قوات النظام «تقصف حي صلاح الدين بالحوامات وطائرات الميغ»، متابعا أن حلب «ستكون بالنسبة اليهم أم الهزائم، لا أم المعارك». وقال العبيدي إن «الجيش الحر يسيطر على حوالى 35 الى أربعين في المئة من مدينة حلب».
نقطة استراتيجية
من جهة أخرى، استولى الجيش السوري الحر صباح أمس، على نقطة استراتيجية شمال غرب مدينة حلب تسمح لهم بربط المدينة بالحدود التركية.
وقال العميد فرزات عبد الناصر وهو ضابط انشق عن الجيش قبل شهر: «تمكنا عند الساعة الخامسة فجراً من الاستيلاء على حاجز عندان على بعد خمسة كيلومترات شمال غرب حلب، بعد عشر ساعات من المعارك».
الأمم متحدة
من جانبها، قالت مسؤولة العمليات الانسانية في الأمم المتحدة فاليري اموس إن عمليات القصف في مدينة حلب التي تضم 2.5 مليون نسمة، أدت الى نزوح حوالى 200 ألف شخص، داعية السلطات السورية الى السماح لمنظمات الاغاثة بدخول حلب «بأمان».
إلى ذلك، أعلنت قناة الجزيرة القطرية، أن مراسلها عمر خشرم أصيب بجروح أثناء تغطيته المعارك في حلب. وذكرت القناة أن خشرم يتلقى العلاج في مستشفى داخل الاراضي التركية حيث يتم استخراج شظايا من جسمه.
اشتباكات واقتحامات
وفي دمشق، أفادت لجان التنسيق المحلية عن «حملة مداهمات لعدد من المنازل في ساحة شمدين في حي ركن الدين، وحملة دهم واعتقالات عشوائية في حي كفرسوسة في غرب المدينة». كما شملت المداهمات بلدة مديرا في الريف الدمشقي.
وذكر المرصد السوري في بيان أن «منطقة المزارع في ريف دمشق بين مسرابا وحرستا تعرضت للقصف من القوات النظامية التي تنفذ حملة مداهمات في المنطقة». وأفاد المرصد أن فتى في السادسة عشرة قتل في بلدة معضمية الشام في الريف برصاص قناص.
وفي حمص، قتل مدنيان في سقوط قذيفة على منزلهما في قصف تعرضت له مدينة الرستن. وفي مدينة درعا، قتل مقاتلان معارضان في اشتباكات، ومدني برصاص قناص. كما قتل مقاتل في بلدة الشيخ مسكين في المحافظة.
وفي حماة، اقتحمت القوات النظامية السورية بلدة بريديج ونفذت حملة مداهمات واعتقالات أسفرت عن اعتقال نحو عشرين شابا. كما اقتحمت بلدة كفرنبودة ومزارع مجاورة لها وسط إطلاق رصاص كثيف.
وفي إدلب، تعرضت بلدة الهبيط لليوم الرابع على التوالي لقصف من القوات النظامية. وفي محافظة دير الزور، قتل مدني إثر إصابته بإطلاق رصاص فجر الاثنين في مدينة البوكمال.
إلى ذلك، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» أن السلطات أحبطت محاولتي تسلل لـ «مجموعات إرهابية مسلحة» قادمة من الأردن ولبنان الى سوريا وتمكنت من إيقاع خسائر كبيرة في صفوفها.
إشتباكات عنيفة في أكبر المدن السورية (جرافيك)
إصابة 22 لاجئاً برصاص القوات النظامية السورية على حدود الأردن
أصيب 22 لاجئا سوريا بجروح مختلفة في الجسم، برصاص الجيش النظامي السوري أثناء اجتيازهم الشبك الحدودي في منطقة تل شهاب السورية المحاذية لبلدة الطرة الأردنية أول من أمس، فيما طالب مفوض الحكومة الألمانية لحقوق الإنسان ماركوس لونينج، الرئيس السوري بشار الأسد بتمكين منظمات الإغاثة من الوصول إلى المدنيين السوريين المتضررين من أعمال العنف الدائرة في البلاد لمساعدته، داعياً في الوقت ذاته مواطني بلاده للتبرع للاجئين السوريين.
ونقلت مصادر إعلامية أردنية، عن مصدر طبي في مستشفى الرمثا الحكومي قوله، إن «من بين المصابين الـ 22 طفلا وامرأة، وإن الجرحى السوريين وصلوا إلى الحدود الأردنية، حيث قامت القوات المسلحة بنقلهم وإسعافهم في مستشفى الرمثا الحكومي والملك عبدالله الجامعي».
وقال شهود عيان من سكان بلدات: الطرة، الذنيبة، الشجرة وعمراوة الأردنية على الحدود مع سوريا، إنهم «شاهدوا العشرات من الدوريات التابعة للجيش الأردني وخصوصا في بلدة الطرة بعد أن سمعوا ليل الأحد إطلاق أعيرة نارية على الحدود». وحسب السكان فقد وصلت تعزيزات عسكرية وأمنية كبيرة من الجيش الأردني للمرابطة على الحدود، شملت مدرعات مصفحة وعدد من الدبابات والأسلحة الثقيلة على متنها العشرات من الجنود.
مطالبة ألمانية
إلى ذلك، اتهم مفوض الحكومة الألمانية لحقوق الإنسان ماركوس لونينج، روسيا بأنها توفر «اليد الحامية» للرئيس السوري واصفا ما يفعله الأسد هناك وكذا الموقف السياسي للروس من هذه الأزمة بأنه أمر «لا يحتمل».
وفي مقابلة أمس مع القناة الأولى بالتلفزيون الألماني «ايه آر دي» قال لونينج، إن «الممر الإنساني هو أقل ما نحتاجه ويجب أن يتمكن الصليب الأحمر من توفير الرعاية للناس». وطالب النظام السوري بتوفير ممرات آمنة لإيصال المساعدات الطبية والإنسانية لآلاف السوريين الرازحين تحت ظروف قاسية وكارثية.
دعوة للتبرع
في الوقت نفسه، قال لونينج إن «ثمة تقارير تفيد أيضا بأنه ليس دائما ما تضع قوات المعارضة مسألة حماية المدنيين نصب أعينها، لكن المسؤولية الرئيسية في إنهاء هذا الصراع وإيجاد طريق سياسي للأزمة تقع على عاتق الرئيس الأسد وحكومته».
ودعا لونينج، مواطني بلاده للتبرع، مشيرا إلى أن «اللاجئين السوريين كلهم تقريبا من النساء والأطفال الذين يحتاجون إلى مساعدتنا».
معضمية الشام «مدينة منكوبة»
اتهم المجلس الوطني السوري المعارض، النظام السوري بشن «حرب إبادة» على بلدة معضمية الشام قرب دمشق، عبر قصفها وحصارها، معلنا إياها «مدينة منكوبة».
وقال المجلس في بيان أمس: «تقوم قوات النظام التابعة لماهر الأسد وعدنان الأسد بشن حرب إبادة حقيقية على بلدة معضمية الشام قرب العاصمة السورية دمشق، حيث تقصف المدينة بوحشية وتحاصرها بهدف تدميرها كليا».
وأعلن المجلس، بلدة معضمية الشام «مدينة منكوبة»، طالبا «من جميع مؤسساته وجميع القوى والتنظيمات السورية ومن كل المواطنين السوريين تقديم المساعدة العاجلة لأهل المعضمية».
وأكد أن «ما تعيشه المعضمية يحصل الآن في بلدة الحراك المنكوبة وبلدات أخرى في محافظة درعا، وفي دير الزور وحمص، فيما تبلغ المأساة السورية قمة اللامعقول حين يتفرج العالم وعلى الهواء مباشرة على استعداد النظام لارتكاب أبشع الجرائم في حلب وريفها».
حول الحدث
تعزيزات عسكرية تركية
أرسل الجيش التركي خلال الـ 48 ساعة الماضية، تعزيزات عسكرية جديدة إلى منطقة كيليس المتاخمة للحدود السورية. وذكرت وكالة أنباء «الأناضول»، أن «التعزيزات تتألف من دبابات وأنظمة صواريخ ومدرعات وسيارات عسكرية وأسلحة وذخيرة، بالإضافة إلى عدد كبير من جنود المشاة». وانطلقت قافلة التعزيزات أمس من قيادة اللواء الخامس في مدينة غازي عنتاب الحدودية.
وكانت تركيا عززت مؤخراً تواجدها العسكري عند الحدود السورية بعد أن سيطر أعضاء حزب «الوحدة الديمقراطي الكردي» السوري على مناطق متاخمة للحدود. يو.بي.آي
لجوء 12 ضابطاً
قال مسؤول تركي أمس، إن نائب قائد شرطة اللاذقية الواقعة بغرب سوريا كان من بين 12 ضابطا سوريا انشقوا وفروا إلى تركيا ليل الأحد.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إنه «بالإضافة إلى الضباط الـ 12 ومنهم العميد نائب قائد شرطة اللاذقية، عبر نحو 600 سوري إلى تركيا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية مما يرفع من عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى نحو 43500، كما ارتفع عدد الضباط برتب عالية إلى 28».
اغتيال طيار مدني
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان اغتيال طيار مدني هو نجل لجنرال في الجيش السوري بنيران مسلحين مجهولين في محافظة دمشق فجر أمس. وقال المرصد في بيان: «في محافظة دمشق، اغتال مسلحون مجهولون فجر الاثنين الكابتن الطيار المدني فراس إبراهيم الصافي اثر إطلاق الرصاص عليه على طريق مطار دمشق الدولي».
