دارت اشتباكات عنيفة امس في عدد من احياء مدينة حلب السورية بين الجيش الحر والقوات النظامية التي بدات اول من امس هجوما لاستعادة السيطرة الكاملة على المدينة بدون ان تحقق اي تقدم، في حين تمددت المعارك بين الجانبين لتصل الى احياء المدينة القديمة، التاريخية والاثرية، ووسطها، مع سقوط 114 قتيلا في مختلف أنحاء سوريا معظمهم في درعا وريف دمشق.
وافاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» امس ان «محاولات الجيش النظامي للسيطرة على مدينة حلب مستمرة»، مشيرا الى ان "المعارك تتركز في حيي صلاح الدين وسيف الدولة ومدخل مخيم الحندرات للاجئين الفلسطينيين الذي تقع بالقرب منه قاعدة للدفاع الجوي».
ولفت عبد الرحمن الى «وصول المعارك الى وسط مدينة حلب وتحديدا حلب القديمة حيث يحاول الجيش النظامي استرجاع حي باب الحديد».
وافاد الناشط الميداني ابو علاء الحلبي لـ«فرانس برس» ان الاشتباكات بين الجيش النظامي والمقاتلين المعارضين «وصلت اليوم الى احياء باب النصر وباب الحديد والمدينة القديمة».
واوضح ان هذه الاحياء هي عبارة عن «حارات أثرية وازقة ضيقة جدا تضم أسواقا مسقوفة وخانات وتتميز بكثافة سكانية كبيرة وبالتالي يستحيل اقتحامها قبل قصفها من بعيد»، مشيرا الى انها تشكل ايضا «قلب مدينة حلب التاريخي».
بدوره، قال الناشط الاعلامي ابو هشام الحلبي ان «رتل دبابات من دبابات الجيش النظامي بالقرب من ملعب الحمدانية حاول اقتحام حي صلاح الدين، لكن الجيش السوري الحر فاجأهم وهاجمهم على الاتوستراد الفاصل بين الحمدانية وصلاح الدين ودمر دبابة واستطاع ايقاف الهجوم».
ولفت الى ان «حي هنانو يشهد حالات نزوح كثيفة خصوصا بعد الاخبار التي تناقلتها وسائل الاعلام عن حشودات نظامية لاقتحام الاحياء وارتكاب مجازر في حلب». وعند مداخل حلب من الشمال، كان العديد من سكان القرى يتسوقون أو يعملون في حقولهم.
لكن أمكن ايضا مشاهدة مقاتلين من الجيش السوري الحر في حين كانت طائرات هليكوبتر عسكرية تحلق فوق المنطقة.
مناطق متفرقة
وفي ريف دمشق، نفذت القوات النظامية حملة مداهمات في منطقة الشيفونية بمحيط مدينة دوما ومعضمية الشام والسبينة، فيما سقط مقاتل من الجيش الحر في المهمة ومدني في عربين.
وفي مدينة حمص وسط البلاد، تعرض حي الخالدية لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية، في حين اقتحم مقاتلو الجيش الحر مبنى نقابة المهندسين في حي باب هود وسط مدينة حمص بعد اشتباكات مع القوات النظامية ادت الى مقتل اثنين من المقاتلين المعارضين الذين حطموا مجسما للرئيس السابق حافظ الاسد وصورة للرئيس الحالي بشار الاسد.
ولفت المرصد الى ان اشتباكات دارت بالقرب من قيادة الشرطة بين القوات النظامية والجيش الحر، اسفرت عن سقوط عنصر من الاخير.
وجنوبا، دارت اشتباكات عنيفة في بلدة الشيخ مسكين في درعا، بينما اشتبك الجيش الحر مع دورية امنية في قرية السيد حمود في الحسكة ما اسفر عن مقتل وجرح عناصر الدورية.
وقال المرصد ان «اشتباكات عنيفة وقعت قرب مقر الجيش الشعبي في مدينة ادلب، بينما قتل مدنيان اثر القصف الذي تعرضت له بلدة حيش في ريف ادلب».
من جهتها، ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ان القوات النظامية في حماه اقتحمت العوينة وحيالين والشيخ حديد وبريديج في سهل الغاب وسط إطلاق نار كثيف ومحاصرة كفرنبودة من كل المداخل وقصفها بالرشاشات الثقيلة واقتحام قرية المغير وهدم العديد من المنازل.
