استمرت التحركات وردود الفعل السياسية بشأن تطورات الملف السوري، حيث أكد نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي امس ان المجموعة العربية في الأمم المتحدة اعدت مسودة قرار عربي بشأن سوريا سيطرح على الجمعية العمومية، سيستمد عناصره من قرارات الجامعة السابقة، مشيرا الى ان العرب يتشاورون مع المجموعات الجغرافية والسياسية المختلفة في المنظمة الدولية لنيل الدعم، في وقت حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من «مأساة وشيكة» في مدينة حلب، التي تهاجمها قوات النظام، مدافعا عن موقف قوات بشار الأسد في هذا الصدد.
وصرّح بن حلي أمس أن المجموعة العربية في الأمم المتحدة، برئاسة المملكة العربية السعودية، «أعدت المسودة الأولى لمشروع قرار عربي بشأن الوضع السوري لعرضه على الجمعية العومية للأمم المتحدة، وهي حاليا بصدد مناقشته مع المجموعات الجغرافية والسياسية المختلفة في الأمم المتحدة، وخاصة أعضاء مجلس الأمن؛ لنيل الدعم والمساندة للمشروع العربي»، معربا عن تفاؤله بـ«الاستجابة للجهود العربية من قبل الكثير من الدول».
ولفت بن حلي إلى أن مشروع القرار «يستمد عناصره الأساسية من قرار مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري الأخير الذي عقد في الدوحة، بما فيه الدعوة إلى إنشاء مناطق آمنة لتوفير الحماية للمدنيين وتأكيد وصول المساعدات الإنسانية وتطبيق العقوبات السياسية والاقتصادية التي قرّرتها الجامعة العربية على النظام السوري».
قلق الجامعة
وفي سياق متصل، أكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في بيان أنها «تتابع ببالغ القلق ما يتردد عبر وسائل الإعلام الدولية والعربية وما تؤكده المؤشرات عن اقتحام القوات السورية مدينة حلب بالقوة، وما يترتب عليه من ارتكاب ضد سكان المدينة ذات الكثافة السكانية العالية».
وأعربت جامعة الدول العربية عن «بالغ استيائها مما تقوم به السلطات السورية من بطش وقتل واستعمال كافة أنواع الأسلحة، بما فيها الأسلحة الثقيلة والطيران الحربي ضد الشعب السوري المنتفض والمطالب بالتغيير والتطوير وتحقيق الديمقراطية».
موقف روسيا
الى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن «الدعم الدولي للمعارضة السورية سيقود الى مزيد من الدماء»، مضيفا انه «لا يمكن توقع أن تذعن الحكومة لمعارضيها طواعية»، على حد وصفه.
وقال وزير الخارجية الروسي في مؤتمر صحافي عقده في سوتشي مع نظيره الياباني كويتشيرو جيميا: «نحن بصدد اقناع الحكومة السورية بأن عليها القيام ببعض المبادرات الأولى، لكن عندما تحتل المعارضة المسلحة مدنا مثل حلب، حيث يلوح خطر وقوع مأساة أخرى، فمن غير الواقعي تصور ان الحكومة السورية ستقبل بذلك».
وتابع القول إنه قد تكون ثمة «مأساة وشيكة» في حلب، مستطردا: «ينبغي الضغط على الجميع». وأردف لافروف: «للأسف يفضل شركاؤنا الغربيون القيام بأمر مختلف، ويشجعون إلى جانب بعض الدول المجاورة لسوريا القتال المسلح ضد النظام».
رفض العقوبات
قال الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفتش امس إن روسيا لن تشارك في العقوبات الأوروبية على سوريا، ولن تسمح بتفتيش سفن تبحر تحت علمها. ونقلت وسائل إعلام روسية عن لوكاشيفتش قوله إن الاتحاد الأوروبي «فرض في23 يوليو 17 رزمة من العقوبات على سوريا». واردف: «ارتباطا بهذا، نؤكد موقفنا المبدئي الثابت برفض العقوبات من جانب واحد». وكان الاتحاد الأوروبي وافق الاثنين الماضي على مجموعة جديدة من العقوبات ضد دمشق، بينها تشديد الحظر على التسلح.
