دخلت المعارك حامية الوطيس في مدينة حلب، بين الجيش السوري الحر، المكون من جنود منشقين، وقوات الرئيس بشار الأسد اسبوعها الثاني مع مرور سبعة أيام على انطلاقها، في وقت يتوقع المعارضون بدء هجوم الجيش النظامي لاستعادة المبادرة في المدينة خلال 24 ساعة، مع انتشار نحو 4 آلاف عنصر من الجيش الحر متمركزين تحديدا في شرق حلب، حيث سيطروا على نصفها، في وقت لم يمنع الوضع الأمني المتوتر من خروج تظاهرات حاشدة ضد الأسد.
وذكر مصدر أمني لوكالة «فرانس برس» أمس ان «تعزيزات من القوات الخاصة انتشرت في الجهة الشرقية للمدينة، بالاضافة إلى وصول قوات أخرى ستشارك في هجوم مضاد شامل الجمعة أو السبت على حلب». وأوضح المصدر أن «1500 إلى ألفي مقاتل وصلوا أيضا من خارج المدينة لدعم حوإلى ألفي مقاتل من المسلحين موجودين في المدينة».
مشيرا إلى ان هؤلاء «ينتشرون في الاحياء الجنوبية والشرقية على اطراف حلب، لا سيما صلاح الدين والجوار». كما توقع الجيش السوري الحر من جهته حصول هجوم وشيك لقوات النظام على ثاني كبرى المدن السورية.
وقال رئيس المجلس العسكري لمحافظة حلب التابع للجيش الحر العقيد عبد الجبار العكيدي: «وصلت تعزيزات عسكرية إلى حلب، ونتوقع هجوما كبيرا في أي لحظة، لا سيما في المناطق الجنوبية والشرقية والغربية الواقعة على الاطراف». واشار إلى ان «حوالى مئة دبابة وعددا كبيرا من الآليات التابعة لقوات النظام وصلت إلى حلب»، التي بدأت فيها الاشتباكات بين الطرفين قبل اسبوع ودخلت المعارك فيها اسبوعها الثاني.
من جهته، قال القيادي في الجيش الحر أبو عمر الحلبي لوكالة الأنباء الألمانية إن الثوار «يسيطرون على 50% من المدينة وأنهم تمكنوا من صد ما لا يقل عن هجومين كبيرين من قبل قوات النظام». بدوره، اكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» «ان «التعزيزات العسكرية لقوات النظام لا تزال تتوافد إلى مدينة حلب». وأشار إلى «قافلة مؤلفة من دبابات ومدرعات وشاحنات عسكرية لنقل الجنود وغيرها من الآليات كانت قادمة من معسكر النيرب في ادلب في اتجاه حلب، تعرضت ليلا لهجوم من المقاتلين المعارضين تلتها اشتباكات».
كما وقعت اشتباكات في حي المحافظة، فيما سقطت قذائف النظام على حيي المشهد والشيخ بكر اسفرت عن مقتل طفلة. واظهرت صور التقطها مصور «فرانس برس» سيطرة مقاتلين من الجيش الحر على مركز الشرطة في حي الشعار بالمدينة. وقتل ثلاثة من الجيش الحر في اشتباكات قرب مخفر الكلاسة في المدينة «الذي سيطر عليه الثوار واحرقوه».
تظاهرات احتجاج
وعلى الرغم من التوتر الامني واستقدام تعزيزات عسكرية ضخمة من الطرفين إلى المدينة، خرجت الليلة قبل الماضية وامس «تظاهرات حاشدة في احياء الفرقان والاشرفية وحلب الجديدة تنادي باسقاط النظام ورحيل رئيسه بشار الاسد».
وضع دمشق
وفي دمشق، التي استعادت القوات النظامية السيطرة عليها بشكل شبه كامل، سجلت اشتباكات متقطعة في جيوب وحارات لجأ اليها المقاتلون المعارضون. وذكرت لجان التنسيق المحلية ان «اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر وجيش النظام في حي مخيم اليرموك»، مشيرة إلى استخدام «قذائف الار بي جي والرشاشات الثقيلة فيها». وسمع دوي انفجارات في حي الحجر الاسود حيث قال شاهد عيان انه رأى دبابات توجهت إلى هذا الحي القريب من مخيم اليرموك. وافاد المرصد بالعثور على 14 جثة مجهولة الهوية في حي القابون الذي دخلت إليه القوات السورية أخيرا، مشيرا إلى أنهم «قتلوا قبل أيام خلال العمليات العسكرية في الحي».
مناطق متفرقة
وفي مناطق أخرى، قتل سوريان أحدهما برصاص قناص عند دوار التموين في مدينة دير الزور، وآخر في مدينة الميادين برصاص حاجز أمني. أما في مدينة حماة، فقتل سوريان أثر إطلاق رصاص على سيارتهما في حي القصور، في حين لقي شاب حتفه إثر إصابته برصاص قناص النظام فجرا في حي طريق حلب. كما تتعرض بلدة تلبيسة ومدينة الرستن في محافظة حمص إلى قصف جيش النظام استخدمت فيه الطائرات الحوامة.
محكمة إرهاب
أصدر الرئيس السوري بشار الأسد أمس قانونا باستحداث محكمة تختص بالنظر في قضايا الإرهاب بعد يوم واحد على إقرار مجلس الشعب السوري للقانون. وكان الأسد أصدر بداية الشهر الجاري ثلاثة قوانين لمكافحة الإرهاب، وتسريح العامل بالدولة في حال ارتكابه عملا إرهابيا، ومعاقبة من يقوم بفعل الخطف بالأشغال الشاقة. دمشق- د.ب.أ
