نشطت روسيا على الجبهة الدبلوماسية أمس دفاعاً عن النظام السوري، حيث كشفت عن تأكيدات دمشق بأن الأسلحة الكيمياوية «مخزنة في أمان تام»، معتبرة في الوقت ذاته العقوبات الأوروبية المعززة «حصاراً بحرياً وجوياً» على سوريا، فيما حمل وزير الخارجية سيرغي لافروف على موقف الولايات المتحدة من الثورة، زاعماً أنه «تبرير للإرهاب».

وصرح نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أمس أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد قدم «ضمانات أكيدة لروسيا بأن الأسلحة الكيمياوية مخزنة في أمان تام».

وقال غاتيلوف في مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية: «تلقينا ضمانات أكيدة من دمشق بأن هذه الترسانات مؤمنة بشكل كامل»، محذرا في الوقت ذاته من «خطر وقوع هذه الأسلحة بأيدي المعارضة المسلحة».

ودعا غاتيلوف مجددا الدول التي وقعت بروتوكول جنيف في 1925 الذي يحظر استخدام الغازات الخانقة أو السامة أو غيرها من الغازات إلى «احترام التزاماتها».

 واتهم غاتيلوف بعض شركاء روسيا الغربيين في تسوية الأزمة السورية بأنهم «يبذلون كل ما يرونه ضرورياً من وجهة نظرهم لحث المعارضة على مواصلة إراقة الدماء». وأسف غاتيلوف لأن الوضع في سوريا «يزداد غموضاً»، مشيراً إلى ورود «تقارير متضاربة» من هناك.

عقوبات وموقف

وبالتزامن، أصدرت الخارجية الروسية بيانا أبدت فيه استياءها من تعزيز الاتحاد الأوروبي عقوباته على دمشق، مدعية أن الأمر «سيأتي بنتائج عكسية». وأبدت الخارجية الروسية «استياءها من إجراءات تطالب دول الاتحاد الأوروبي بتفتيش الشحنات البحرية والجوية المتجهة إلى سوريا من دولة ثالثة إذا اشتبهت في أنها تحتوي على أسلحة».

وتابعت في بيان: «روسيا لا تعترف بعقوبات الأمم المتحدة، وترى أنها ستأتي بنتائج عكسية، ولن تستطيع التوصل إلى حل في سوريا»، مضيفة أنها «تتعارض مع نص وروح خطة السلام التي وضعها الوسيط الدولي كوفي أنان». وقال البيان ان «الإجراءات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي تعتبر في نهاية الأمر حصارا جويا وبحريا».

تبرير للإرهاب

وفي تصريح لافت، حمل وزير الخارجية سيرغي لافروف على موقف الولايات المتحدة من الثورة، زاعماً أنه «تبرير للإرهاب». وقال لافروف إن واشنطن «لم تدن تفجير مكتب الأمن القومي»، مستطردا انه «موقف رهيب». وأضاف: «إنني أعجز عن إيجاد الكلمات للتعبير عن موقفنا في هذا الشأن.

تبرير مباشر للإرهاب». وانتقد رئيس الدبلوماسية الروسية مندوبة واشنطن في الأمم المتحدة سوزان رايس، مؤكدا أنها صرحت بعد التفجير أنه على مجلس الأمن التصويت على قرار يفرض عقوبات على دمشق، قائلا: «هذا يعني ان الولايات المتحدة ستواصل دعم مثل هذه الأعمال الإرهابية طالما ان مجلس الأمن لا يفعل ما نريد».

نفي إيراني

في هذه الأثناء، نفى وزير الدفاع الإيراني العميد أحمدي وحيدي وجود قوات لبلاده في سوريا. ونفى وحيدي في تصريحات «ما تروجه وسائل الإعلام الأجنبية عن وجود قوات إيرانية»، مضيفا ان ما وصفها بـ«التخرصات»، باتت «تطلق للتغطية على وجود إرهابيين أجانب في سوريا»، على حد زعمه.

 

خطط للتدخل العسكري

 

كشف تقرير أصدره المعهد الملكي للدراسات الأمنية والدفاعية في لندن أن التخطيط لتدخل عسكري محتمل في سوريا «يجري تنفيذه حالياً في عواصم غربية وتركيا والأردن». وقال التقرير إن هذا التحرك «تم بدافع المخاوف من احتمال وقوع الأسلحة الكيماوية السورية في الأيدي الخطأ، ومنع الحرب الأهلية المتفاقمة في سوريا من الانتقال إلى دول الجوار».

لكن التقرير استبعد احتمال القيام بغزو «على نطاق كامل»، مرجحاً «عملاً محدوداً لحماية المدنيين أو من أجل تأمين وتدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية، يمكن أن يشمل أيضاً تسليح جماعات المعارضة السورية أو تجميع تحالف دولي من أجل العمل العسكري».

وأضاف أن «الآثار الأوسع نطاقاً المترتبة على العنف داخل سوريا تثير الآن قلق الدبلوماسيين أكثر من البؤس البشري داخل البلد، كما أن هذه الأمور تجعل الغرب يعيد النظر في استراتيجيته الراهنة بعدم التدخل».

واقترح التقرير المعهد الملكي بأن إيران وروسيا «قد تكونان مستعدتين لمحاولة القيام بتحرك داخلي محكم من خلال العمل على استبدال الرئيس بشار الأسد بشخصية سنية مفضَلة».