في تصريحات من شأنها أن تزيد الموقف تعقيدا بين دولتي شمال وجنوب السودان، أعلنت الخرطوم أن المفاوضات مع جوبا عادت إلى نقطة البداية في ظل وساطة الاتحاد الأفريقي، مشيرة إلى أنها تريد مفاوضات مباشرة بين الطرفين تتناول الموضوعات على أساس استراتيجي لا يتم التركيز على موضوع واحد فقط.
وقال الناطق الرسمي باسم وفد التفاوض السوداني مع دولة جنوب السودان مطرف صديق إن المفاوضات بين الدولتين «عادت إلى نقطة البداية». وأضاف صديق في مؤتمر صحافي عقده بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إن الانتقال من التفاوض المباشر إلى التفاوض في ظل وجود الوساطة الأفريقية هو عودة إلى نقطة البداية وإلى المواقف المبدئية، بحسب وكالة الأنباء السودانية «سونا». وأردف القول إن المفاوضات كانت مباشرة بين الوفدين وتناولت الموضوعات على أساس استراتيجي شامل بحيث لا يتم التركيز على موضوع واحد فقط ومعالجة كافة القضايا كحزمة واحدة.
واستطرد صديق، أن الجولة كانت تسير بصورة معقولة حتى صدور قرار وفد جنوب السودان بالانسحاب من المفاوضات المباشرة إثر دخول قوات متمردة تابعة لحركة العدل والمساواة والتي كانت متمركزة حوالى 80 كيلو مترا داخل حدود جنوب السودان وهو الأمر الذى نبهت إليه حكومة السودان ممثلة في وفدها المفاوض وحيث تعاملت معها القوات الجوية السودانية عند اختراقها للحدود السودانية.
وأصدرت اللجنة رفيعة المستوى برئاسة رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي والتي تشرف على المفاوضات بين السودان وجنوب السودان بيانا أشارت فيه إلى قبول الطرفين الجلوس لمواصلة التفاوض عقب تقدم جنوب السودان
بشكوى عبر مفاوضه الرئيسي باقان أموم يتهم فيها القوات الجوية السودانية بقصف أراضي جنوب السودان.
وأكد بيان أصدره الاتحاد الأفريقي أن وزير الدفاع السوداني الفريق ركن عبدالرحيم محمد حسين نفى أن تكون القوات المسلحة السودانية هاجمت أراضي جنوب السودان وأنه قدم شرحا شفهيا لدخول قوات حركة العدل والمساواة المتمردة من جنوب السودان الأراضي السودانية في رتل من السيارات وأن القوات الجوية تعاملت معها عند دخولها السودان.
يشار إلى أن هناك قضايا عالقة بين السودان وجنوب السودان الذي انفصل العام الماضي تتعلق بالحدود وعائدات النفط ومنطقة أبيي الغنية بالنفط.
وكانت الدولتان خاضتا اشتباكات حدودية في منطقة هجليج في أبريل الماضي ما أدى إلى قيام الرئيس السوداني عمر حسن البشير بإلغاء زيارة إلى جنوب السودان للقاء رئيسها سلفا كير ميارديت لتسوية القضايا محل الخلاف.
وكانت جوبا عرضت أول من أمس مسودة اتفاق على طاولة المفاوضات لحل خلافاته مع السودان تتضمن زيادة الرسوم المدفوعة للخرطوم، مقابل عبور نفطه وإجراء استفتاء حول تقرير المصير من الآن وحتى نهاية 2012 في منطقة ابيي المتنازع عليها. ولم يبحث الجانبان رسمياً هذا العرض الجديد. واستأنف وفدا السودان وجنوب السودان محادثاتهما في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا برعاية الاتحاد الأفريقي لكن التوترات تبقى حادة بين البلدين.
قتال حدودي
من جهة أخرى، اعلن الجيش السوداني انه رصد سيارات تنقل جرحى من حركة العدل والمساواة المتمردة باتجاه أراضي دولة جنوب السودان عقب قتال دار أول من أمس بين عناصره ومقاتلي الحركة المتمردة في جنوب كردفان على الحدود مع دارفور.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية «سونا» عن الناطق باسم القوات المسلحة السودانية العقيد الصوارمي خالد سعد قوله ان قواتنا رصدت ناقلات تحمل جرحى المتمردين جنوبا لتلقي العلاج في أراضي جنوب السودان.
وأضاف: «قتلنا اكثر من خمسين من متمردي العدل والمساواة كما جرحت أعداد كبيرة منهم».
وأصدرت الحركة المتمردة بيانا أكدت فيه اندلاع معارك مع الجيش السوداني، ولكن من دون ان تشير الى حصيلة القتلى او الجرحى.
وتتهم الخرطوم جوبا بمساندة متمردي العدل والمساواة وكذلك أيضا متمردي الحركة الشعبية-شمال السودان التي تقاتل الحكومة السودانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق، ولكن جوبا تنفي هذه الاتهامات نهائيا وتتهم بالمقابل الخرطوم بمساندة متمردين جنوبيين يقاتلونها.
