ظهر الارتباك أمس في مقررات وآراء المجلس الوطني السوري المعارض بشكل واضح بشأن قبوله أو رفضه تنحي الرئيس السوري بشار الأسد ونقل صلاحياته إلى إحدى شخصيات النظام، ففيما أكد ناطق باسم المجلس القبول بهذه الخطة، نفت مسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس بسمة قضماني ذلك بشدة معتبرة أن ذلك غير وارد في حسابات المعارضة، فيما أعلنت فرنسا أن الاسد لن يفلت في النهاية من العقاب كما اقترحت الجامعة العربية، في حين اعتبرت تركيا، أن الشعب السوري أقرب إلى «الانتصار» من أي وقت مضى.

وقالت مسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس بسمة قضماني: «لم يكن واردا يوما تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة عضو في نظام الاسد». وأضافت قضماني إن «تشكيل حكومة انتقالية مسالة واردة بالطبع لكن من المعارضة، لا أن يرأسها عضو في السلطة».

وجاءت تصريحات قضماني، بعد ساعات من تصريح الناطق الآخر في المجلس جورج صبرا، الذي أكد موافقة المجلس على نقل صلاحيات الأسد في حال تنحيه إلى شخصية من أركان النظام.

وقال صبرا في اتصال مع وكالة «فرانس برس» «نحن موافقون على خروج الأسد وتسليم صلاحياته لإحدى شخصيات النظام لقيادة مرحلة انتقالية على غرار اليمن»، معتبرا أن «سوريا مليئة بالشخصيات الوطنية وحتى من قبل الموجودين في النظام وبعض الضباط في الجيش السوري التي يمكن ان تلعب دورا» في هذا المجال.

موافقة على المبادرة

وأعلن صبرا موافقة المجلس، أحد أكبر تشكيلات المعارضة في الخارج، على المبادرة العربية الأخيرة التي عرضت على الأسد تأمين مخرج آمن له ولعائلته مقابل تنحيه عن الحكم. وقال «نوافق على هذه المبادرة لأن الأولوية حالياً هي لوقف المجازر وحماية المدنيين السوريين وليس لمحاكمة الاسد التي تبقى حقاً قانونياً لا يمكن لأحد أن يحرم أي مواطن سوري منه».

وشدد صبرا على أن المجلس يوافق «على أي خطوة توقف أعمال القتل وتفسح المجال أمام بداية مرحلة انتقالية لانتقال سلمي وآمن للسلطة من دون هذا القدر من الضحايا»، مشيراً إلى أن بلورة الصيغة الأمثل لقيادة المرحلة الانتقالية «ما تزال قيد الدرس» بين جميع مكونات المعارضة، لافتاً إلى أن جميع الخيارات مفتوحة بما في ذلك ان «يقود مجلس عسكري انتقالي المرحلة الانتقالية».

من جانب آخر أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس أن الرئيس السوري بشار الاسد لن يفلت في النهاية من العقاب كما اقترحت الجامعة العربية لأنه «على كل الطغاة أن يدفعوا ثمن» جرائمهم.

وصرح فابيوس لقناة فرانس 2 ان «الجامعة العربية قدمت هذا الاقتراح لكن اعتقد انه على الأجل الطويل سيدفع كل الطغاة ثمن جرائمهم» مشيرا الى «سقوط 20 الف قتيل» في سوريا منذ مارس 2011.

وقال فابيوس «في النهاية لن يفلت الأسد ولا الطغاة الآخرون من العقاب». وأضاف القول إن «الأسد سيسقط لا محالة، انها فقط مسألة وقت. وكلما حصل ذلك بسرعة كان الأمر أفضل».

وتابع «لا يمكن لطاغية أن يبقى إلى الأبد ضد إرادة شعبه» داعياً خلال التحضير لمرحلة ما بعد الأسد، إلى توجيه «رسالة» إلى الأقليات الطائفية في سوريا (منها العلويون والمسيحيون) بأن سوريا المستقبل لتتعهد بحماية حقوقهم. موضحاً أنه «يجب ألا يؤدي سقوط بشار الأسد إلى اضطهاد الأقليات».

انتصار محتم

إلى ذلك قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، إن الشعب السوري أقرب إلى «الانتصار» من أي وقت مضى.

ونقلت وكالة الأناضول تصريحات لأردوغان أدلى بها مساء أول من أمس ، خلال الإفطار السنوي الخامس للسفراء الأجانب المعتمدين لدى أنقرة والذي نظمته رئاسة العلاقات الخارجية بحزب العدالة والتنمية بالمقر العام للحزب، أكد فيها على إيمانه الشديد بأن «الشعب السوري أقرب إلى الانتصار من أي وقت»، لافتاً إلى أن «النظام الدموي سيرحل عاجلاً أم آجلاً».

وناشد أردوغان «المجتمع الدولي ضرورة أن يتحمل مسؤولياته بشكل أكبر أمام التطورات الراهنة»، مشيراً إلى أن الخطة التي طرحها المبعوث الأممي والعربي الخاص إلى سوريا كوفي أنان أسيء استخدامها من قبل نظام الرئيس السوري بشار الأسد».

حملة التبرعات

على صعيد آخر وصل حجم التبرعات النقدية والعينية في الحملة الوطنية السعودية لنصرة الشعب السوري والتي وجه بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لنصرة الشعب السوري في جميع مناطق المملكة، في يومها الثاني أمس إلى قرابة المليوني ريال. وأوضح الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية المشرف العام على الحملة الوطنية السعودية لنصرة الشعب السوري أنه صدرت التوجيهات السامية الكريمة باستمرار حملة التبرعات لمدة خمسة أيام في جميع المناطق السعودية بدءاً من بعد صلاة العشاء اول أمس.

 

رفض الخروج الآمن

 

رفض قائد «الجيش السوري الحر» العقيد رياض الأسعد، اقتراح الجامعة العربية منح الرئيس السوري بشار الأسد خروجا آمنا مقابل تخليه عن الحكم، مشددا على أن لا حل سياسيا في سوريا، بل مواصلة القتال حتى إسقاط النظام. وقال الأسعد بشأن مقترح الجامعة العربية حول ضمان خروج آمن للأسد «لا، لا نقبل بتأمين خروج آمن للأسد، بل يجب أن يحاكم على المجازر التي اقترفها في حق الشعب السوري، وأن يحاسب على دماء السوريين التي سالت».