ضمن حملة انتقامية تنفذها قوات النظام السوري و«الشبيحة» بحق الأحياء الثائرة في العاصمة دمشق؛ ارتكبت هذه القوات أمس مجزرة جديدة في حيي المزة وبرزة عبر «إعدامات ميدانية» سقط ضحيتها قرابة 23 شاباً، وقامت الآليات العسكرية بدهس رؤوس اثنين من ضحايا المجزرة، فيما تصاعدت سحب الدخان وسمع إطلاق نار كثيف في الحيين المنكوبين، في وقت لقي 22 مدنياً سورياً مصرعهم في اشتباكات في مختلف أرجاء البلاد كان أشدها في مدينة حلب، وسط انقطاع تام للتيار الكهربائي في العاصمة دمشق وريفها ومعظم بلدات درعا والسويداء وإدلب.

وفي حين تراجعت العراق عن موقفها إزاء استقبال اللاجئين السوريين حيث أمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس بفتح الحدود أمام اللاجئين السوريين بعد 3 أيام من إعلان الحكومة رفضها السماح بدخول أي لاجيء،ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية السورية نفذت «إعدامات ميدانية» في حق 23 شخصا في حيي المزة وبرزة في دمشق اللذين دخلتهما قوات النظام بعد ثلاثة أيام من المعارك العنيفة.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: إن «16 شخصا معظمهم لا يتجاوز عمره 30 عاما، أعدموا ميدانيا برصاص القوات النظامية ليل الأحد خلال مداهمات في المزة في غرب العاصمة السورية». وأضاف أن «سبعة آخرين أعدموا بالطريقة نفسها في حي برزة في شمال شرق العاصمة». وتابع أنه «بين القتلى اثنان تم دهس رأسيهما بالآليات العسكرية»، وواحد مصاب بطلق ناري في عينه. وأوضح عبد الرحمن أن ثلاثة من الضحايا وجدوا مقيدين، بينما تعرضت جثث أخرى للطعن.

الفرقة الرابعة

وفي برزة، قال شاهد وناشطون: إن «أفراد الفرقة الرابعة بالجيش السوري، والتي يقودها ماهر شقيق الرئيس بشار الأسد، أعدموا العديد من الشبان خلال عملية لاستعادة السيطرة على ذلك الحي الواقع في شمال دمشق». كما أفاد ناشطون بوقوع اشتباكات عنيفة في حي القدم في العاصمة دمشق.

وذكرت لجان التنسيق المحلية أن «تعزيزات عسكرية ضخمة» وصلت بعد منتصف الليل الى محيط أحياء: الميدان ونهر عيشة والزاهرة الجديدة، مشيرة الى أنها تتألف من 15 باصاً أمنياً وأكثر من 50 عنصر مشاة.

وقالت صحافية من وكالة «فرانس برس»: إن «أعمدة دخان سوداء ترتفع فوق المزة التي استمر فيها القصف وإطلاق النار الكثيف طوال ليل الأحد وفجر الاثنين. بينما بدت حركة السير خفيفة جداً في كل أنحاء دمشق».

الرواية رسمية

على الصعيد ذاته، ذكر الإعلام السوري الرسمي أن القوات النظامية قامت بـ «عملية نوعية وسريعة» في بساتين الرازي في منطقة المزة.

وبث التلفزيون السوري صوراً عن اقتحام البساتين ظهر فيها عدد كبير من الجنود يطلقون النار وهم يدخلون بين الاشجار. وقال أحدهم للتلفزيون: «جئنا الى منطقة المزة تلبية لنداء المواطنين لمكافحة الارهابيين الذين تم القضاء عليهم». وأظهر التلفزيون صور بطاقات لمن سماهم «إرهابيين» تشير الى أنهم أردنيون ومصريون.

وأوردت وكالة الانباء السورية الرسمية، أن «القوات المسلحة أعادت الأمن والأمان الى حي بساتين الرازي في منطقة المزة وطهرته من فلول المجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت الأهالي واعتدت عليهم وعلى مساكنهم وعاثت فساداً في أكثر من مكان بالحي».

ضحايا المدن

إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن أكثر 120 شخصاً قتلوا في اشتباكات الاثنين. وقال المرصد في بيان: «قتل ثلاثة مواطنين بينهم سيدة إثر القصف الذي تعرضت له مدينة معرة النعمان بريف إدلب فجر الاثنين».

وفي محافظة درعا، تعرضت عدة بلدات بريف درعا للقصف العنيف، حيث استهدف القصف مناطق: الحراك ونوى واللجاة وتل شهاب ومحجة والطيبة وخربة غزالة، بينما قتل شاب في بلدة النعيمة من جراء القصف، وفي بلدة جاسم نفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات بعد منتصف الليل.

وفي محافظة اللاذقية، قتل مسلح من الكتائب الثائرة المقاتلة إثر اشتباكات مع القوات النظامية في قرية ربيعة بريف اللاذقية. وفي محافظة ريف دمشق، قتل مواطنان أحدهما طفل وسقط عدد كبير من الجرحى إثر القصف الذي نفذته القوات النظامية على قرية زبدين بريف دمشق، كما تجدد القصف على بلدات الهامة وقدسيا فجراً، بينما سمع صوت إطلاق نار كثيف في بلدة المعضمية بريف دمشق.

دماء حلب

وفي مدينة حلب، التي شهدت خلال اليومين الماضيين اشتباكات عنيفة بين قوات النظام و«الجيش السوري الحر»، تعرض حي مساكن هنانو للقصف العنيف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول فرض سيطرتها على الحي، وشوهدت المروحيات تحلق في سماء المدينة، وفي حي الصاخور قتل مواطنان على الأقل اثر إطلاق نار وسقوط قذائف على الحي الذي شهد اشتباكات عنيفة، ووردت معلومات أولية عن مقتل مالا يقل عن ثلاثة من القوات النظامية، كما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في أحياء الزيدية والفرقان، كما سمع صوت انفجار تبعه إطلاق نار في حي طريق الباب، بينما خرجت مظاهرات صباحية في أحياء السكري والميسر وحلب الجديدة وبستان القصر طالبت بإسقاط النظام.

في السياق، أفادت لجان التنسيق المحلية عن «انقطاع التيار الكهربائي عن كامل أحياء وبلدات العاصمة وريفها منذ الصباح الباكر»، مشيرة الى انقطاع كامل للتيار أيضا في مناطق درعا والسويداء وإدلب.

 

غليون: المعارضة تعقد مشاورات بشأن الإعلان عن حكومة انتقالية

 

قال الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون إن المجلس الوطني وأطراف المعارضة يبحثون الإعلان عن حكومة انتقالية لإدارة الحكم في سوريا.

وأضاف غليون لوكالة الأنباء الألمانية في الدوحة أمس: «نحن في مرحلة تداول الأفكار بشأن الحكومة الانتقالية، هناك اجتماع للمجلس الوطني لكننا لم نحدد موعدا بعد للاجتماع مع أطراف المعارضة السورية الأخرى».

لكن غليون قال: «أعتقد أنه لايزال هناك وقت على الحكومة الانتقالية، لسنا مستعجلين ولكن لابد من وفي لحظة من اللحظات من التفكير في أمر الحكومة الانتقالية». وأشار إلى أن أمر الحكومة الانتقالية جرى البت فيه في اجتماع القاهرة الذي شاركت فيه أطراف المعارضة السورية وتضمنته وثائق الاجتماع.

وقال غليون إن «الحديث عن الحكومة الانتقالية في سوريا يثار الآن من بعض الأطراف وبعض الدول وقد أثاره وزير الخارجية الفرنسي على أساس أن تشكيل حكومة انتقالية يمكن أن يؤثر معنويا على النظام في دمشق ويزيد من عزلته

الدولية ويدفع الناس أكثر للتخلي عن النظام». وأضاف «ينـبغي التشاور حول الموضوع بعـمق بيـن أطـراف المعارضة السورية وهـو أمـر مطروح للتداول وينبغي التشاور مع الجيش الحر والثوار المدنيين والتنسيقيات وجميع أطراف المعارضة».

وكان غليون يشارك في الاجتماع الوزاري العربي الذي عـقد الأحد بالعاصمة القطرية الدوحة وبحث تـطورات الوضع في سوريا وخرج بنداء للرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي والخروج الآمن من الحكم.

 

اغتصاب الأطفال

 

أفادت منظمة خيرية بريطانية لرعاية الأطفال في تقرير أصدرته أمس الاثنين، أن المئات من الأطفال في سوريا قُتلوا واغتُصبوا واستُخدموا دروعاً بشرية، ودعت حكومة المملكة المتحدة إلى تكثيف الجهود لحماية الأطفال المحاصرين في القتال هناك.

وقالت منظمة «طفل الحرب»: إن «ما يتراوح بين 500 و1300 طفل قُتلوا في سوريا، فيما جرى تجنيد أطفال لا تتجاوز أعمارهم ثماني سنوات كجنود، واغتصاب فتيات وفتيان من عمر 12 عاماً، ووضع أكثر من 600 طفل في مراكز الاعتقال حيث ينتشر التعذيب وذُبح 49 طفلاً منهم في حادث واحد».

وأضافت المنظمة أن «أياً من الطرفين في هذا الصراع لم يميز نفسه من خلال حماية الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرته، وقام نظام الرئيس السوري بشار الأسد والميليشيات التابعة له بإطلاق النار واعتقال وتعذيب وانتهاك الأطفال جنسياً منذ اندلاع الاحتجاجات في مارس 2011، فيما ضمت قوات المعارضة الأطفال إلى صفوفها وفشلت في حماية الأطفال بشكل صحيح عند الانخراط في القتال في مناطق مدنية».

وأشارت المنظمة الخيرية في تقريرها إلى «أن 635 طفلاً وضعوا في مراكز الاعتقال في سوريا حيث تعرضوا للتعذيب والاستجواب مراراً وتكراراً، وأُجبر فتيان وفتيات في سن الثامنة على المشاركة في العمليات القتالية، وهناك ما يُقدّر بنحو 470 ألف طفل وشاب تضرروا بفعل الأزمة».

 

وعود المعابر

 

أكدت وزارة الخارجية السورية أمس، أن السلطات السورية ستستعيد قريبا السيطرة على المعابر الحدودية التي استولى عليها مقاتلون معارضون خلال الايام الماضية. وقال الناطق باسم الخارجية جهاد مقدسي: «هناك معبران خرجا عن السيطرة وهما من المعابر المعزولة والمتروكة وغير المستخدمة منذ يونيو الماضي».