وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للبدء فوراً بحملة وطنية لجمع التبرعات لنصرة الشعب السوري، في وقت جدد السفير الروسي في فرنسا الكسندر اورلوف حديثه السابق عن رحيل الرئيس بشار الأسد، قائلا انه «من الصعب تصور» بقائه في الحكم، معتبرا انه يتعين تنظيم رحيله «بطريقة حضارية كما تم اثناء العملية الانتقالية في اليمن»، فيما طفت على السطح تقارير عن تدريب قوات بريطانية خاصة لعناصر الجيش الحر، المكون من جنود منشقين.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أمس بيانا عن وزارة الداخلية جاء فيه أن العاهل السعودي «وجه بالبدء فوراً بحملة وطنية لجمع التبرعات لنصرة أشقائنا في سوريا، اعتبارا من الاثنين، وسيكون ذلك في جميع مناطق المملكة».
وأهابت الوزارة بـ«جميع أبناء الوطن المسارعة في المساهمة في تلك الحملة في هذا الشهر الفضيل». وكان الملك عبدالله بن عبدالعزيز امر مؤخرا بتسيير قافلة الحرمين لإغاثة السوريين النازحين في الأردن.
وقال المشرف على القافلة، الشيخ حمود الشمري إن الجسر الإغاثي يضم نحو 10 آلاف سلة غذائية، بحمولة وصلت إلى 325 طناً. وطالبت السعودية اكثر من مرة المجتمع الدولي بمضاعفة جهوده لحماية الشعب السوري وإدخال المساعدات الإنسانية لهم.
حديث التنحي
إلى ذلك، جدد السفير الروسي في فرنسا الكسندر اورلوف حديثه السابق عن رحيل الرئيس بشار الأسد، قائلا انه «من الصعب تصور» بقائه في الحكم، معتبرا انه يتعين تنظيم رحيله «بطريقة حضارية كما تم اثناء العملية الانتقالية في اليمن».
وقال أورلوف في تصريح لصحيفة «لو باريزيان» الفرنسية: «صحيح انه من الصعب تصور انه سيبقى.
سيرحل واعتقد انه هو نفسه يدرك ذلك لكن يجب تنظيم الامر بطريقة حضارية كما جرى في اليمن مثلا». واضاف: «خلافا لما حدث في ليبيا حيث كان القذافي رجلا وحيدا، في سوريا هناك نظام بعثي قائم منذ عقود. وبوجود الاسد او بدونه سيصمد النظام»، على حد وصفه.
واكد سفير موسكو، الذي كان تحدث عن احتمال رحيل متفاوض عليه للاسد في تصريحات اثارت الجدل ونفي دمشق الجمعة الماضية، موقف روسيا التي تؤكد ان مصير الاسد «لا يقرره الا الشعب السوري بعيدا عن اي تدخل اجنبي، بعكس ما ترى دول غربية تدعو لرحيله».
واردف ان «الشعب السوري هو من يتعين ان يقرر مستقبله»، معتبرا ان «هناك في الداخل معارضة مستعدة للتفاوض مع الرئيس الحالي».
واضاف ان «واقع ان البيان الختامي لاجتماع جنيف في 30 يونيو قبل به الاسد الذي عين اصلا ممثله للمفاوضات القادمة مع معارضيه، يظهر ان الرئيس يقبل في اعماق نفسه فكرة انه يمكن ان يرحل عن السلطة».
تدريبات خاصة
ومن جهة أخرى، كشفت صحيفة «صندي اكسبريس» البريطانية نقلاً عن مصدر في الجيش البريطاني أن جنوداً سابقين في القوات الخاصة البريطانية «يدربون المتمردين السوريين على التكتيكات العسكرية واستخدام الأسلحة ونظم الاتصالات في العراق».
وقالت الصحيفة إن «أكثر من 300 مقاتل من المعارضة السورية اجتازوا بنجاح دورة تدريبية في قاعدة داخل الحدود العراقية، في حين تجري حالياً دورة بالقيادة في السعودية».
واضافت أن «مجموعات من 50 شخصا، كل دفعة يجري تدريبها من قبل اثنتين من شركات الأمن الخاصة يعمل بها جنود سابقون من القوات الخاصة البريطانية».
ونسبت الصحيفة إلى جندي سابق بالقوات الخاصة البريطانية قوله: «دورنا هو تدريبي محض على التكتيكات والإجراءات القتالية، وبعض هؤلاء الرجال من أصحاب المتاجر والمدرسين الذين فقدوا كل شيء». واضاف الجندي البريطاني السابق: «إذا تمكنا من تعليمهم طرق الاحتماء واطلاق النار وتفادي رصدهم من قبل القناصة، فسيكون ذلك عاملاً مشجعاً»، على حد تعبيره.
خطط بريطانية
كشفت صحيفة «صندي تليغراف» البريطانية أمس أن قادة سلاح البحرية الملكي البريطاني يعدون خطط طوارئ لاجلاء جماعي لحملة الجنسية البريطانية من سوريا والدول المجاورة.
وقالت الصحيفة إن بريطانيا «ستنشر قوة بحرية كبيرة في شرق البحر الأبيض المتوسط لاجراء مناورات واسعة النطاق بعد انتهاء أولمبياد لندن، وستكون قادرة على مساعدة المدنيين الفارين من العنف المتصاعد في سوريا».
واضافت أن أسطول السفن من قوة التدخل السريع ستشمل حاملة الطائرات «إيلستريوس» والسفينة البرمائية «بولوارك» وعلى متنها مغاوير من مشاة البحرية الملكية البريطانية، وسيُنفذ عملية انزال برمائية في جزيرة سردينيا وألبانيا وتركيا قبل أن يرسو قبالة سواحل قبرص القريبة من سوريا.
