يقول خبراء إن استخدام روسيا والصين حق النقض ثلاث مرات في مجلس الأمن جعل القوى الكبرى مستعدة لدفن خطة المبعوث كوفي أنان وفتح المجال أمام الرئيس بشار الأسد والمعارضة السورية للقتال حتى الموت على الأرض. ورأى دبلوماسيون وخبراء ان استخدام موسكو وبكين «الفيتو» لتعطيل قرار لمجلس الأمن الخميس الماضي يشكل ضربة قاضية لجهود موفد الأمم المتحدة.

وينص القرار الذي أعدته بريطانيا على التهديد بعقوبات ما لم ينفذ الأسد بندا واحدا هو وقف استخدام الأسلحة الثقيلة. ويرى خبراء ان الأمر في المعركة الحالية حول سوريا يعود إلى الحملة على ليبيا العام الماضي التي تؤكد روسيا والصين انهما خدعتا من قبل الدول الغربية بموافقتهما على قرار للأمم المتحدة.

ويشير أستاذ الأمن والتنمية في قسم الدراسات الحربية في معهد «كينغز كوليدج» في لندن ماتس بيردال إلى أن «روسيا والصين تشعران بأن العقوبات كانت شفرة لتغيير النظام، وهما محقتان إلى حد ما»، مضيفا انهما «لن تتنازلا قيد أنملة في هذه القضية، وهذا يجعل الأمر بالغ الصعوبة».

واستطرد ان الموفد الخاص «يستحق الثناء لمواصلته جهوده من اجل إيجاد حل سياسي غير منحاز في مواجهة مهمة مستحيلة»، موضحا ان «مشاكل أنان لا يمكن تجنبها مع المأزق الذي وصل إليه مجلس الأمن والروس المصممين على عدم الموافقة إطلاقا على ممارسة أي نوع من الضغوط». ويؤكد الخبير ان «البعض يعتقدون بأنه ذهب بعيدا جدا مع النظام.

لكنه رأى ذلك دائما خطوة أولى للدفع بالعملية قدما وربما إيجاد صيغة تحفظ ماء الوجه للأسد ليغادر السلطة».

انتقاد غربي

في المقابل، ينتقد الغرب روسيا لعرقلتها دعوات أنان إلى تحمل «عواقب» عدم تنفيذ خطته التي تدعو إلى وقف العنف تمهيدا لبدء حوار سياسي. ويقول رئيس مجلس العلاقات الخارجية الذي يتخذ من واشنطن مقرا له ريتشارد هاس انها «ليست خسارة كبيرة بما ان الخطة لم تكن تتمتع بأي فرصة لقبولها».

ويوضح: «من الأفضل إنهاء هذا الجهد وبدء جهد جديد مهمته تأمين مخرج للنظام السوري الحالي». من جهته، يرى نائب مدير مركز التعاون الدولي في جامعة نيويورك ريتشارد غوان ان «مزيجا من الكذب والتعنت وعدم الكفاءة أدى إلى كارثة». وأضاف ان «التطورات في دمشق ونيويورك تجعل من الواضح ان نتيجة الحرب الأهلية ستتقرر على ارض المعركة اكثر منها مجلس الأمن».