دخلت الأحياء الثائرة في مدينة حلب في مرمى نيران الدبابات التابعة للنظام، بعد اندلاع معارك عنيفة للمرة الأولى بين الجيش الحر والقوات الموالية للنظام، في وقت يسود هدوء على معبر البوكمال الحدودي مع العراق بعد يوم من سيطرة المنشقين عليه والذي أغلقته السلطات العرقية من جانبها، بينما ذكرت تقارير بدخول مئات الأكراد السوريين من إقليم كردستان العراق للمشاركة في الاطاحة بالنظام في المناطق الكردية.

وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن أن اشتباكات تدور «للمرة الاولى» في العاصمة الاقتصادية للبلاد بين القوات النظامية والمعارضة، موضحاً أنها بدات منذ مساء أمس وتشمل «أحياء صلاح الدين والأعظمية والأكرمية وأرض الصباغ إضافة إلى مدينة الباب».

اشتباكات عنيفة

ووصف عبدالرحمن المعارك التي تشهدها المدينة بأنها «عنيفة». ولفت كذلك في بيان إلى أن «اشتباكات في حي صلاح الدين والاعظمية والاكرمية وأرض الصباغ تدور بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة».

واشار الى معلومات عن مقتل مواطن في حي باب النصر إثر إصابته برصاص قناصة، مضيفا أن مدينة الباب التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة امس تتعرض للقصف من قبل القوات النظامية السورية، ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن السكان شاهدوا دبابات تابعة للنظام وهي تخرج من ملعب الحمدانية متجهة إلى الأحياء التي تتراجع فيها القوات الموالية لها في مناطق الاشتباكات.

من جهتها، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن منطقة الحولة في حمص تعرضت للقصف تزامنا مع انطلاق التظاهرات. واضافت أن في اللاذقية، توجه متظاهرون في مشروع الصليبة من جامع البيرقدار إلى ساحة الشهداء (بن العلبي) و«جوبهوا بالرصاص الحي من قبل عناصر الأمن».

بينما خرجت كذلك «تظاهرة حاشدة في حي العوينة على الرغم من وجود عناصر الشرطة العسكرية التي أطلقت النار على المتظاهرين». وأفاد الناشط الاعلامي أبو غازي الحموي لـ«فرانس برس» في اتصال عبر «سكايب» أن مدينة حماة شهدت 14 تظاهرة اليوم، و21 في ريفها.

جنود أكراد

إلى ذلك، أكد مصدر كردي رفيع المستوى أن 650 مجنداً كردياً سورياً توجهوا من محافظة دهوك إلى سوريا، لحماية المناطق الكردية هناك، مبيناً أن المجندين كانوا هربوا من الخدمة العسكرية في سوريا خلال الأشهر الماضية، وتلقوا تدريبات في الإقليم. وقال المصدر: إن «قوة عسكرية تقدر بـ650 مجنداً كردياً سورياً، توجهت، قبل ظهر الجمعة (أمس) إلى الحدود العراقية السورية، تمهيدا لدخولها سوريا، بهدف حماية المناطق الكردية هناك».

في الأثناء، يسود الهدوء على المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق عند معبر البوكمال بعد ليلة طويلة من الاشتباكات وسط غياب لأي أثر لجنود سوريين، بحسب ما أفاد مراسل وكالة «فرانس برس» في الجانب العراقي. وتنتشر وحدات من الجيش والشرطة العراقيين عند طول الحدود بين منطقتي البوكمال السورية والقائم العراقية اللتين لا يفصل بينهما سوى سياج طويل تخرقه بعض البساتين الصغيرة.

إغلاق المعبر

بدوره، أعلنت السلطات العراقية أنها أغلقت المعبر من جانبها بسبب سوء الأوضاع الأمنية. وأفاد مصدر رفيع في قائمقامية قضاء القائم بسقوط معبر البوكمال، وسبعة مخافر عسكرية للجيش السوري بيد الجيش الحر واختفاء القوات النظامية السورية من المنطقة بالكامل، فيما قامت القوات العراقية بإغلاق المنفذ بدورها وسحب الموظفين العراقيين منه.

وأمر رئيس الوزراء العراقي بنقل العراقيين العالقين في سوريا عبر جسر جوي بين بغداد ودمشق. وكانت مئات العائلات العراقية وصلت خلال الأيام القليلة الماضية إلى العراق هرباً من توتر الأوضاع في المدن السورية.