وسط تصاعد وتيرة التطورات على الأرض داخل سوريا، لا تزال المشاورات السياسية تراوح مكانها، حيث أجل مجلس الأمن أمس التصويت على مشروع قرار قدمته دول غربية، ينص على فرض عقوبات على النظام السوري، الى اليوم الخميس، بسبب المخاوف من إشهار روسيا «الفيتو» بوجه القرار، حيث طلب المبعوث الأممي ـ العربي المشترك كوفي أنان التأجيل إلى اليوم، في وقت أكدت فرنسا ان تشبث الرئيس بشار الأسد بالسلطة «غير مجد».
وخاض وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن امس مفاوضات شاقة بخصوص القرار، الذي أكدت روسيا انها ستستخدم حق النقض ضده، وهو ما دعا أنان لأن يطلب تأجيل التصويت.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان موسكو لن تسمح للمجلس بإصدار قرار يؤدي الى دعم الأمم المتحدة «ثورة» في سوريا، معتبرا أن المعارضة اعلنت عن معارك «حاسمة» في بلادها.
وصرح لافروف على هامش اللقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان: «بدلا من السعي لتهدئة المعارضة، يحض بعض الشركاء على الساحة الدولية على استمرار التصعيد»، مضيفاً القول «الآن أطلق ما يسمى بركان دمشق وعملية معركة دمشق».
وأردف في هذا الاطار أن «تبني مشروع القرار الغربي سيكون بمثابة تقديم دعم مباشر الى حركة ثورية. ومتى تعلق الأمر بثورة، فلا علاقة للأمم المتحدة بالأمر».
وأضاف لافروف: «لا يمكن أن نقبل الفصل السابع والعقوبات»، في إشارة إلى فصول ميثاق الأمم المتحدة التي بنى عليها الغربيون مشروع قرارهم الذي قدموه إلى مجلس الأمن، والذي ينص على التهديد بعقوبات أو حتى اللجوء الى القوة ضد نظام بشار الأسد.
اجتماع ثان
إلى ذلك، أعلن لافروف أن أنان دعم اقتراح روسيا بترتيب اجتماع ثانٍ لمجموعة العمل حول سوريا، بمشاركة إيران والسعودية.
ونقلت وسائل إعلام روسية عنه قوله للصحافيين إن روسيا دعت خلال المحادثات مع أنان في موسكو إلى عقد جولة جديدة من المباحثات بشأن سوريا، بمشاركة إيران والسعودية.
واستطرد: «اقترحنا عليه أن يرتب عقد اجتماع آخر لمجموعة العمل حول سوريا على مستوى الخبراء ومسؤولي وزارات الخارجية، وقلنا إنه من الأفضل تصحيح خطأ نتج عن عدم توجيه الدعوة إلى إيران والسعودية لتشاركا في اجتماع مجموعة العمل بجنيف».
وأعرب رئيس الدبلوماسية الروسية عن شكوكه فيما إذا كانت البلدان الأخرى مستعدة لمثل هذا اللقاء، قائلا: «لا أعلم مدى استعداد الزملاء في الغرب لمثل هذا اللقاء، لأنهم يعملون كل شيء من أجل عدم مصادقة مجلس الأمن الدولي على الاتفاق، ويحاولون فرض ما لم نتفق عليه».
تشبث الأسد
على صعيد متصل، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أن باريس تعتبر ان تشبث الرئيس السوري بالسلطة «غير مجد»، داعية آخر جهات داعمة للنظام السوري «إلى ان تنأى بنفسها عن القمع».
وقال فاليرو: «على الأسد ان يدرك بأن تشبثه بالسلطة غير مجد وأن لا شيء سيوقف مسيرة الشعب السوري نحو مستقبل ديمقراطي يتماشى مع تطلعاته، وعلى آخر الجهات الداعمة للنظام ان تدرك بأن القمع لا يؤدي الى نتيجة، وندعوها الى ان تأخذ مسافة من القمع الدامي».
طارئ
اجتماع لوزراء الخارجية العرب في الدوحة
اكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ان «العنف يولد دائما عنفا مضادا»، مؤكداً على أن الجامعة «تتابع باهتمام التطورات».
وأكد العربي ان «المخرج الآمن الوحيد من الأزمة يتمثل في التجاوب الفوري مع المطالب المشروعة للشعب السوري في الانتقال السلمي الى نظام ديمقراطي سليم، يحقق للشعب السوري الحرية والعزة والكرامة».
وأوضح العربي ان وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا طارئا الأحد في الدوحة لبحث التطورات في سوريا
عقوبات أميركية
فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة، شملت عشرات المسؤولين السوريين.
وأعلنت وزارة الخزينة عن فرض عقوبات على 29 من عناصر النظام، من بينهم وزراء المالية والاقتصاد والعدل والإعلام والزراعة والإسكان والصحة والتعليم والبيئة والثقافة والنفط
