شهدت عدد من الولايات الجزائرية احتجاجات غير مسبوقة بسبب انقطاعات في الكهرباء في ظل الحر الشديد سرعان ما تحولت إلى مواجهات دامية بين قوات الأمن ومحتجين أسفرت عن إصابة 24 شرطياً وتخريب للممتلكات االعامة وحرق للسيارات، في وقت أعلنت مصادر طبية أن حصيلة ضحايا الحرارة ارتفعت إلى 42شخصاً بعدما أفادت في وقت سابق أن الضحايا 17 تزامناً مع بداية العطلة السنوية لأعضاء الحكومة والولاة «رؤساء المحافظات» ورؤساء بلديات.
وانتشرت الاحتجاجات بسبب انقطاعات الكهرباء على نطاق واسع من العاصمة الجزائر إلى الجنوب وشرق وغرب البلاد وشملت 16 ولاية.
وعرفت ولايات بسكرة ووادي سوف في الجنوب الجزائري أعنف المواجهات بين المحتجين وقوات الشرطة، حيث سجلت إصابات عديدة وسط رجال الشرطة مثلما حدث في ولاية بسكرة، حيث تم إصابة 24 شرطيا، كما عرفت المواجهات انزلاقات خطيرة أدت إلى تخريب ممتلكات عمومية وحرق سيارات هيئات وحكومية، بعضها ملك لرؤساء المجالس المحلية.
وفي الوادي، اندلعت مواجهات بين الشرطة ومحتجين خرجا للتعبير عن امتعاضهم الشديد من الانقطاعات المتكررة للكهرباء والماء التي أصبحت بحسبهم ظاهرة جد عادية لدى المسؤولين المحليين الذين يختفون بحسب المحتجين وراء عجز شركة «سونلغاز» القابضة في توفير الكميات المطلوبة من الطاقة وخاصة في أوقات الحر. كما شهدت مدينة بشار احتجاجات وحرق سيارات البلدية.
أما في ميلة خرج عشرات المواطنين للمطالبة بوضع حد لمعاناتهم الناجمة عن الانقطاعات المتكررة للكهرباء التي حولت حياتهم إلى جحيم بعد أن تجاوزت درجات الحرارة نهاية الأسبوع الماضي 47.
وفي المسيلة هدد المـئات من المتظاهرين شركة «سونلغاز»، بحرق مكاتبها إن لم تعوضهم عن إتلاف أجهزتهم الكهربائية ومكيفاتهم الهوائية بسبب ضعف التيار الكهربائي.
وفي حين أقدم سكان تيبازة الساحلية على قطع الطريق الولائي رقم 131 الرابط بين تيبازة وبلدية القليعة، أغلق المواطنون في برج بوعريريج الطريق الوطني رقم 5 لعدة ساعات وامتدت الاحتجاجات لتشمل عدة بلديات ودوائر.
اعتراف مسؤول
واعترف الرئيس المدير العام لشركة الكهرباء والغاز «سونلغاز» القابضة نورالدين بوطرفة، بتأخر استلام المحطات الجديدة لإنتاج الكهرباء، واتهم للمرة الأولى صراحة إدارة الجمارك بعدم الإسراع في جمركة التجهيزات المستوردة من الخارج والخاصة بمحطات إنتاج الطاقة.
وأضاف إنه على الدولة السماح برفع الأسعار، أو الاستمرار في تمويل عمليات الاستثمار.
إلى ذلك، ارتفعت حصيلة ضحايا ارتفاع درجة الحرارة، منذ بداية موجة الحر، من 17 إلى 42 شخصا، أغلبهم بولايتي أدرار وبسكرة، وبدرجة أقل الوادي وتمنراست، بينما بلغت مستويات درجات الحرارة، في بعض المناطق 57 درجة.
تحذير طبي
حذّر أطباء جزائريون في تقرير تم إعداده تزامنا مع ارتفاع درجة الحرارة التي تجتاح هذه الأيام مناطق الجنوب، من خطورة الوضع، حيث لاحظوا، من خلال الكشوفات الطبية التي قاموا بها، ومعاينة جثث الضحايا، أن درجة حرارة أجسام المصابين تفوق 43 درجة مئوية، ما يجعلهم يصارعون الموت.وطالب الأطباء، في تقريرهم، المواطنين بعدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة، ويتوقع الأطباء ارتفاع عدد الوفيات خلال شهر رمضان، إذا استمر الوضع على ما هو عليه، وكشف طبيب بمستشفى تيميمون أن ضربة الشمس من أشد أشكال الصدمات الحرارية، إذ تصل فيها حرارة الجسم إلى 1 ,43 درجة مئوية عند الأشخاص الأصحاء، وتودي بحياة المسنين.
أما الناجون من ضربات الشمس المحرقة فقد يتعرضون إلى الانهيار العصبي، وفي هذا الصدد تم الكشف عن 37 حالة انهيار عصبي، منذ حلول فصل الصيف.
