يشهد المثلث الدولي الداعم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، روسيا والصين وإيران، حراكاً دبلوماسياً تجاه الأزمة السورية، حيث يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غدا الثلاثاء بالمبعوث الأممي العربي المشترك كوفي أنان الذي يصل موسكو اليوم لمناقشة الأزمة السورية، في وقت طالب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أن تستخدم الصين «نفوذها» من أجل أن يتم تطبيق خطة أنان، فيما أعربت إيران عن استعدادها لتنظيم لقاء بين النظام السوري والمعارضة في طهران.

وأعلن المكتب الاعلامي للرئيس الروسي أن أنان سيصل اليوم الاثنين إلى موسكو وسيعقد لقاء غداً مع بوتين، مشيرا إلى ان «روسيا ستؤكد دعمها لخطة السلام التي طرحها كوفي انان».

ومن المتوقع أن يزيد انان من الضغط الدولي على موسكو لبذل جهد أكبر للمساعدة على إنهاء العنف في سوريا بعد اتهام المعارضة السورية لموسكو بأنها تطيل من أمد الصراع من خلال دعم الأسد. وقال الكرملين في بيان إن بوتين سيبرز دعم روسيا لخطة انان للسلام والتي تدعو كلا من الحكومة والمعارضة في سوريا إلى التعاون لإنهاء الأزمة.

واردف البيان: «الاجتماع المقبل يهدف إلى ضمان كسب دعم روسيا لخطة انان للسلام من أجل التعامل السياسي والديمقراطي مع الأزمة في سوريا».

وتابع: «مفهوم الجانب الروسي هو أن هذه الخطة هي السبيل الوحيد للتوصل لحل للمشاكل السورية الداخلية».

ومن المتوقع أن يلتقي انان اليوم بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

وهذه هي ثاني زيارة يقوم بها انان إلى روسيا منذ أن حصل على دعم الرئيس السابق ديمتري مدفيديف لخطته خلال لقاء عقد بينهما في 25 مارس في مطار فنوكوفو.

نفوذ الصين

وبالتزامن، اتصل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون هاتفيا بوزير الخارجية الصيني يانغ جيشي لمطالبته بأن تستخدم بكين «نفوذها» من أجل أن يتم تطبيق خطة انان كما افادت الامم المتحدة.

وقال الناطق باسم الامين العام مارتن نيسيركي انه جرى خلال الاتصال الهاتفي «بحث الوضع في سوريا والضرورة الملحة لوقف العنف فورا».

وأضاف إن الامين العام «طلب من الصين ان تستخدم نفوذها من اجل ان يتم التطبيق الكامل والفوري لخطة النقاط الست وبيان مجموعة العمل حول سوريا» الصادر في جنيف والذي ينص على عملية انتقال سياسي في سوريا. واكد كي مون ان بعثة المراقبين التابعة للامم المتحدة تحاول «في ظروف بالغة الخطورة» التحقيق في مجزرة التريمسة.

وساطة إيرانية

في هذه الأثناء، صرح وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي لقناة «العالم» الناطقة باللغة العربية أن ايران، حليفة دمشق، مستعدة لتنظيم لقاء بين النظام السوري والمعارضة في طهران في محاولة لتسوية الازمة . وأعلن صالحي ان ايران «مستعدة لدعوة المعارضة السورية إلى طهران لاجراء حوار مع الحكومة السورية» من دون أن يوضح ما إذا كانت الدعوة تشمل الحركات المسلحة التي تقاتل نظام الرئيس بشار الاسد.

وأضاف: «نعتقد أن المسألة السورية يجب ان يكون حلها سوريا»، مكررا موقف ايران من هذه القضية. وتحاول طهران المتخوفة من احتمال سقوط نظام دمشق، حليفها الاساسي في المنطقة، منذ عدة اسابيع فرض وجودها عبر مساع دبلوماسية من أجل إيجاد حل للازمة.

 

مواجهة محتملة

 

أفادت صحيفة «ميل أون صندي» البريطانية امس أن روسيا تتجه إلى مواجهة دبلوماسية مع بريطانيا بسبب سفينة شحن تحمل مروحيات متجهة إلى سوريا بمرافقة سفن من سلاح بحريتها. وقالت الصحيفة إن السفينة الروسية «ألايد» تحمل ثلاث مروحيات هجومية ومنظومات للدفاع الجوي، وتُبحر حالياً إلى الجنوب من النروج وتتبعها أربع سفن حربية روسية على مسافة 50 ميلاً بحرياً.

وكانت بريطانيا أوقفت السفينة «ألايد» قبالة سواحل اسكتلندا الشهر الماضي بعد سحب غطاء التأمين عنها من قبل شركة مقرها لندن بموجب العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على شحنات الأسلحة إلى الحكومة السورية.

وأشارت إلى أن السفينة ألايد أبحرت مرة أخرى الأسبوع الماضي تحت العلم الروسي بدلاً من علم جزيرة كوركاو في البحر الكاريبي في المرة السابقة، ما يعني أن اعتراضها هذا المرة عند دخولها المياه البريطانية في طريقها إلى سوريا قد يؤدي إلى حادث دولي. لندن- يو.بي.أي