عرفت العاصمة المصرية القاهرة أجواء نحو التهدئة بين مؤسسة الرئاسة والمجلس العسكري والقضاء، على إثر تصريحات أعلنتها مؤسسة الرئاسة بشأن تأكيدها احترامها للدستور والقانون وتقديرها للسلطة القضائية ولقضاة مصر الشرفاء، وكذلك التزامها بالأحكام التي تصدر عن القضاء وحرصها البالغ على إدارة العلاقة بين سلطات الدولة ومنع أي صدام. وبالتزامن مع أنباء عن مفاوضات يجريها الرئيس محمد مرسي مع القوى السياسية للخروج من الأزمة الراهنة، أكد رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي أن مصر ستعود أقوى مما كانت عليه ولن يستطيع أحد أن يجعلها تنحني.
وشددت مؤسسة الرئاسة المصرية في بيان على احترامها للدستور والقانون وتقديرها للسلطة القضائية ولقضاة مصر الشرفاء، وكذلك التزامها بالأحكام التي تصدر عن القضاء وحرصها البالغ على إدارة العلاقة بين سلطات الدولة ومنع أي صدام.
وأفاد البيان: «نؤكد أن قرارنا رقم 11 لعام 2012 بسحب قرار حل مجلس الشعب وعودته لأداء عمله وإجراء انتخابات مبكرة خلال 60 يوماً من وضع الدستور الجديد وقانون انتخابات مجلس الشعب كان الهدف منه هو احترام أحكام القضاء وحكم المحكمة الدستورية».
وقال الرئيس المصري محمد مرسي، إنه «سيسعى لإجراء حوار مع القوى السياسية والهيئات القضائية لحل الخلاف بشأن البرلمان الذي حله المجلس الأعلى للقوات المسلحة في وقت سابق تنفيذا لحكم المحكمة الدستورية العليا».
وأكد مرسي في بيان تلاه الناطق ياسر علي، أنه «سيتم التشاور مع القوى والمؤسسات والمجلس الأعلى للهيئات القانونية لوضع الطريق الأمثل للخروج من هذا المشهد، من أجل أن نتجاوز معا هذه المرحلة التي تمر بها البلاد»، مجدداً الالتزام بالقانون والدستور، مردفاً القول: «إذا كان حكم المحكمة الدستورية العليا الصادر أمس قد حال دون استكمال المجلس مهامه فسنحترم ذلك لأننا دولة قانون يحكمها سيادة القانون واحترام المؤسسات».
في غضون ذلك، وبينما أفادت تقارير عن مباحثات يجريها الرئيس مع القوى السياسية المختلفة من أجل الخروج من الأزمة الراهنة، أكد رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي أن بلاده تمر بمنعطف صعب، لكنها ستعود أقوى مما كانت عليه، ولن يستطيع أحد أن يجعلها تنحني. وشدَّد طنطاوي، في كلمة ألقاها خلال احتفال أُقيم بمناسبة تسليم وتسلُّم قيادة المنطقة المركزية العسكرية أمس، ان القوات المسلحة هي درع الوطن وسيفه وحصن الشعب المنيع، مؤكداً أن مصر ستعود أقوى مما كانت وأن أحداً لن يستطيع أن يجعلها تنحني، رغم أنها تمر بمرحلة صعبة.
وحيا ضباط وجنود المنطقة العسكرية على ما بذلوه من جهد طوال الفترة الماضية لتأمين العاصمة المصرية القاهرة وجميع المرافق الحيوية والممتلكات العامة والخاصة، مطالباً القادة العسكريين برعاية الأفراد المقاتلين باعتبارهم الركيزة الأساسية للقوات المسلحة وصُنَّاع النصر دائماً. كما وجَّه المشير طنطاوي التحية إلى القائد السابق للمنطقة المركزية العسكرية اللواء حسن الرويني على جهوده طوال الفترة الماضية، وهنَّأ القائد الجديد للمنطقة اللواء توحيد توفيق.
لافتاً إلى أن اختيار القادة داخل القوات المسلحة على كافة المستويات يحكمه عدة معايير، منها القدرة على القيادة والإسهام باستمرار القوات المسلحة متقدمة وقوية. وكانت المنطقة المركزية العسكرية قامت بالجانب الأكبر من عملية تأمين العاصمة المصرية القاهرة عقب إحراق مراكز الشرطة ومقار القوى الأمنية بعد أيام قليلة من اندلاع ثورة 25 يناير 2011 التي أجبرت الرئيس السابق حسني مبارك على ترك الحُكم، بعد أن أمضى نحو 3 عقود رئيساً للبلاد.
هدوء في التحرير
في الأثناء، شهد ميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة، هدوءاً صباح أمس بعد انتهاء فعاليات مليونية «دعم قرار الرئيس»، والتي دعت إليها جماعة الإخوان المسلمين لتأييد قرار مرسي بعودة البرلمان، حيث غادر المتظاهرون، فيما استمر العشرات داخل الحديقة الوسطى بالميدان، معلنين اعتصامهم، اعتراضاً على حكم المحكمة الدستورية العليا بإيقاف قرار مرسى بعودة مجلس الشعب مرة أخرى بعد حله.
بينما واصل العشرات من أعضاء حزب الحرية والعدالة اعتصامهم بالميدان، رداً على قرار المحكمة الدستورية العليا بإلغاء قرار مرسي، مقررين الاعتصام إلى حين حصول الرئيس على ما سموه «الصلاحيات الكاملة» لأداء مهام عمله، وتأييداً لقرار الرئيس بعودة البرلمان. وأكد المعتصمون على استمرارهم في الاعتصام، لحين التنفيذ الكامل لقرار مرسي بعودة مجلس الشعب، مشيرين إلى أن اختصاص المحكمة الدستورية العليا هو إصدار القرار، أما تنفيذه فهو من اختصاص القضاء الإداري أو السلطة التنفيذية
المرزوقي في القاهرة الجمعة
من جهة أخرى، يبدأ الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي غداً الجمعة زيارة رسمية إلى القاهرة، هي الأولى له منذ توليه مهامه خلال شهر ديسمبر من العام الماضي. وأفادت مصادر مقربة من الرئاسة التونسية أن زيارة المرزوقي الى مصر ستستغرق يوماً واحداً، يقدّم خلالها التهاني لنظيره المصري بفوزه بالانتخابات، كما يبحث معه سبل دعم علاقات التعاون بين البلدين، والقضايا الإقليمية والدولية.
انتقاد
قال رئيس الحكومة التركية رجب طيّب أردوغان ان أمر المجلس العسكري حل البرلمان في البلاد «لا يحترم إرادة الشعب».
ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عن أردوغان قوله إن البرلمانيين الديمقراطيين لن يقبلوا أبداً بهكذا قرارات، معتبراً أن المجلس العسكري يتصرف بقلة احترام لإرادة الشعب، عبر اتخاذه هكذا قرارات، واعتباره البرلمان غير موجود. ووعد بأن تواصل تركيا دعم الشعب المصري لتحقيق ازدهار بلادهم وإحلال النظام فيها. حدث وحديث
توضيح
نفت مشيخة الأزهر الشريف، أمس، صحة ما ردَّدته بعض وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي من أن الرئيس المصري لم يصافح شيخ الأزهر أحمد الطيب خلال تواجدهما باحتفال للقوات المسلحة. وذكرت مشيخة الأزهر، في بيان إنه خلافاً لما تناقلته بعض وسائل الإعلام والاتصال على شبكات الإنترنت أو غيرها، والتي توحي بأن رئيس الجمهورية لم يصافح شيخ الأزهر خلال تواجدهما في منصة المعهد الفني للقوات المسلحة يوم 9 يوليو الجاري نوضح أن هذه إيماءات لا أساس لها من الصحة على الإطلاق.
حوار وطني
دعا الدبلوماسي المصري السابق محمد البرادعي إلى حوار وطني وموسع للاتفاق على إعلان دستوري جديد مكمل كحل للخروج من الأزمة الحالية بين مؤسسة الرئاسة والسلطة القضائية. وكتب البرادعي على «تويتر»: «الحوار الوطني يجب أن يكون بين الرئيس والقوى المدنية والمجلس العسكري وبمشاركة السلطة القضائية للتوافق على إعلان دستوري مكمل جديد».
وفد ليبي في القاهرة
قدم وفد ليبي التهنئة إلى مرسي بمناسبة فوزه. وأوضحت مصادر مطلعة كانت في استقبال الوفد في مطار القاهرة أمس ان الوفد ضم 11 عضوا ورؤساء لجان في المجلس الانتقالي حيث سيلتقي مع عدد من المسؤولين المصريين لتأكيد حرص ليبيا على عمق العلاقات التي تربط البلدين كما سيبحث الوفد سبل دعم علاقات التعاون بين مصر وليبيا خلال الفترة المقبلة.
.. وآخر مصري إلى أثيوبيا
توجه وفد مصري إلى أديس أبابا في زيارة لأثيوبيا تستغرق عدة أيام للإعداد للزيارة المرتقبة لمرسي الأسبوع المقبل لأثيوبيا للمشاركة في القمة الأفريقية. وأعلنت مصادر مسؤولة في المطار أن الوفد يضم سبعة أفراد وسيلتقي مع عدد من المسؤولين الأثيوبيين ومفوضية الاتحاد الأفريقي في إطار الإعداد لزيارة مرسي والتي تعد الأولى لرئيس مصري منذ تعرض الرئيس السابق حسني مبارك لمحاولة اغتيال .
