هدد الرئيس السوداني عمر حسن البشير من أن ما سماه لهيب الصيف سيشوي أعداء السودان الذين لم يسمهم، فيما تواترت الأنباء عن حدوث اشتباكات بين الطلاب المعتصمين في جامعة الخرطوم وقوات الأمن أدت لسقوط جرحى، في وقت دعت منظمات حقوقية دولية السودان إلى الكف فوراً عن تعذيب وإساءة معاملة محتجي التظاهرات التي انطلقت في منتصف الشهر الماضي.

وسخر الرئيس السوداني من الداعين لمرور الربيع العربي بالسودان، معتبراً أنه «لا وجود لربيع عربي في السودان بل سيكون صيفاً حاراً يصطلي به أعداء السودان»، مضيفاً القول إن الذين يأملون أن يروا الربيع العربي في السودان لن يروه لأننا نعيش صيفاً حارقاً. وقال البشير إن لهيب هذا الصيف سيشوي جميع أعداء السودان الذين لم يسمهم.

عقبات

وقال البشير خلال احتفال بافتتاح مصنع للسكر بولاية النيل الأبيض وسط السودان، إن العقبات التي أدت إلى تأخير افتتاح مصنع السكر، تعود إلى ارتباط بعض الشركات المنفذة بالدول المعادية للسودان، ووجه بحظر التعامل مع أي شركة لها علاقة بدولة معادية للسودان في أي مكان وفي أي موقع، مشيراً إلى أن السودان لديه بدائل في تنفيذ مشاريعه التنموية وبمساعدة أصدقائه لا يحتاج للتعامل مع أي جهة أخرى.

يذكر ان المصنع تم تأجيل افتتاحه والذي كان مقرراً مطلع أبريل الماضي، وبررت الحكومة وقتها التأجيل لعدم توفر برنامج التشغيل «سوفت وير» بسبب المقاطعة الأميركية.

اشتباكات

تواترت الأنباء من داخل جامعة الخرطوم عن إطلاق الرصاص الحي بعد أن فشلت قوات النظام في اقتحام الجامعة لثلاث مرات، وقد ذكر طلاب جامعة الخرطوم على صفحتهم بالفيسبوك أن الشرطة قد قامت بإطلاق رصاص حي وأن هناك عشرات الجرحى دون إسعاف نتيجة الاشتباكات. تقرير مشترك

من جانب آخر دعت منظمة العفو الدولية السلطات السودانية في تقرير مشترك مع نظيرتها الأميركية «هيومن رايتس ووتش» أمس، إلى الكف فوراً عن تعذيب وإساءة معاملة المحتجين، اللتين قالتا إنها تحتجزهم منذ التظاهرات التي جرت في منتصف الشهر الماضي.

تقرير مشترك

وحضّت المنظمتان المدافعتان عن حقوق الإنسان السلطات السودانية أيضاً على «الإفراج الفوري وغير المشروط عن أي شخص اعتُقل لمشاركته باحتجاجات سلمية، وقدّرت جماعات حقوقية سودانية عدد المحتجزين لدى قوات الأمن السودانية بنحو 2000 شخص منذ تظاهرت يونيو الماضي في الخرطوم ومدن رئيسية أخرى.

وذكر التقرير «إن ما لا يقل عن 100 شخص ما زالوا رهن الاحتجاز في العاصمة الخرطوم وحدها يُحتجز غالبيتهم في مراكز الاحتجاز التابعة لجهاز الأمن القومي المعروف باستخدام التعذيب وإساءة المعاملة، فيما استخدمت قوات الأمن الأسبوع الماضي القوة المفرطة ضد مظاهرة في مسجد سيد عبد الرحمن وفي حي واد نوباوي بضاحية أم درمان في الخرطوم».

وأشار التقرير إلى أن متظاهرين اشتكوا من تعرضهم لاعتداءات بالأيام الأخيرة من قبل طلاب موالين للسلطة يحملون عصي وسكاكين وفؤوساً، فيما استخدمت قوت الأمن مراراً القوة المفرطة لتفريق التظاهرات وقامت باعتقال العشرات من المتظاهرين السلميين، بما في ذلك النشطاء والصحافيون والأطباء.

وقالت أستر فان كريغتن نائبة مدير برنامج أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إنه «يحظر تماماً استخدام التعذيب وغيره من ضروب اساءة المعاملة بموجب القانون الدولي، وندعو السلطات السودانية لضمان اخضاع أية شكاوى ذات مصداقية من مثل هذه الممارسات إلى تحقيقات سريعة ونزيهة، وضمان حصول الضحايا على تعويضات».