أعطى المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا أمس دفعاً جدياً لإشراك إيران في مساعي حل الأزمة السورية بتأكيده أن طهران اضطلعت منذ بدء الأزمة بـ«دور إجابي في حلها» وكشف عن نقاط في اتفاقه مع الرئيس السوري بشار الأسد بإيقاف العنف بدءاً من أشد المناطق توتراً خطوة بخطوة، في وقت دعت روسيا إلى اجتماع جديد لـ«مجموعة العمل» حول سوريا في موسكو، وهو ما يؤشر إلى مساع لإعادة الاعتبار لاتفاق جنيف بعيداً من تفسيرات دول «أصدقاء سوريا» حول مصير الأسد.

ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «ارنا» إلى أنان قوله في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الإيرانية علي أكبر صالحي في طهران، انه «جب على كافة التارات الساسة في سورا الجلوس إل طاولة المفاوضات»، مضيفاً أن «اران اضطلعت منذ بدء الأزمة في سورا بدور إيجابي في حلها»، لافتاً إلى أن «الجلوس إلى طاولة الحوار ُعد من النقاط الرئسة لمشروعه الذي تألف من 6 بنود».

مضيفاً أن المنطقة امام «خطر خروج الازمة السورية عن السيطرة وامتدادها الى المنطقة». وبحسب الوكالة الايرانية فإنه «تم التأكيد خلال اللقاء عل ان اران تعتبر المفتاح الذهبي لحل الازمة السورة».

خطوة بخطوة

وحول تفاصيل اتفاقه مع الأسد أول من امس، قال أنان إن الرئيس الأسد اقترح انهاء الصراع في سوريا خطوة بخطوة بدءا من المناطق التي تشهد أسوأ أعمال عنف. وأضاف وفقا لنسخة من حديثه في المؤتمر الصحافي وزعتها الأمم المتحدة: «اقترح الأسد وضع منهج تدريجي يبدأ من بعض المناطق التي شهدت أسوأ أعمال عنف في محاولة لاحتوائه فيها خطوة بخطوة والبناء على ذلك لإنهاء العنف في كافة البلاد». ورفض ذكر تفاصيل قائلا إن الخطة بحاجة إلى مناقشتها مع المعارضة السورية.

وفي السياق، جددت ايران دعمها الكامل لخطة انان، معتبرة انه يجب المضي بها «حتى النهاية» لارساء الاستقرار في المنطقة. واعلن وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي عقب مباحثات مع موفد الامم المتحدة والجامعة العربية: «ننتظر من انان ان يواصل تحركه حتى النهاية لاعادة الاستقرار والهدوء في سوريا والمنطقة».

واكد ان «ايران جزء من حل» الازمة، منتقدا بدون ذكرها الدول الغربية والعربية التي تعزل طهران في هذا الملف ومنوها «بحيادية» انان. وفور انتهاء زيارته في إيران، توجه المبعوث الأممي العربي إلى بغداد لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بخصوص الأزمة السورية.

دعوة روسية

إلى ذلك، دعا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الى اجتماع جديد لـ«مجموعة العمل» حول سوريا، في حين تستقبل روسيا اليوم مسؤولين من المعارضة السورية. واوضح بوغدانوف كما نقلت عنه وكالة «انترفاكس»: «من جهتي يمكنني ان اؤكد فقط اننا نرحب بتنظيم اجتماع جديد لمجموعة العمل في موسكو»، قبل ان يضيف انه «لا يعارض ان تستضيف جنيف» مثل هذا الاجتماع.

وفي 30 يونيو الماضي اتفقت الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) بالإضافة إلى تركيا وممثلين عن دول في الجامعة العربية في جنيف حول أسس عملية انتقالية في سوريا حيث تحولت الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الاسد الى نزاع مسلح. وبعد الاجتماع لم يتفق أعضاء مجموعة العمل على تفسير اتفاق جنيف لان الولايات المتحدة رأت انه يفسح المجال لمرحلة «ما بعد الاسد» في حين اكدت روسيا والصين انه يعود للشعب السوري تقرير مصير رئيسه.

واعلن بوغدانوف معارضته لان يتم تحديد مصير الأسد «من قبل منتدى دولي يتصرف في اطار قضائي»، لان ذلك «من صلاحيات السيادة السورية حصرا».

 

أربع سفن حربية روسية في طريقها إلى سوريا

 

أعلن مصدر عسكري يوناني أن اربع سفن حربية روسية دخلت بحر إيجه أمس، من البحر الاسود في طريقها الى الجنوب، وذلك بعد إعلان وكالة انترفاكس الروسية عن مغادرة اسطول روسي الى مرفأ طرطوس السوري.

وأوضح المصدر نفسه لوكالة «فرانس برس» ان السفن الاربع ستعبر بحر ايجه من الشمال الى الجنوب في المياه الدولية لشرق المتوسط حتى الاربعاء بحسب بلاغ ارسلته السلطات الروسية الى اليونان.

 لكن هذا البلاغ لا يحدد الوجهة النهائية للسفن التي عبرت بعد الظهر مضيق الدردنيل الخاضع للسيطرة التركية، كما أضاف المصدر نفسه. والسفن هي ناقلتا جند قيصر كونيكوف ونيكولاي فيلشنيكوف، وسفينتان حربيتان هما شاختار واوختنسكي.

وكانت وكالة «انترفاكس» الروسية أعلنت ان مجموعة من السفن الحربية الروسية بقيادة سفينة القيادة الادميرال تشابننكو المضادة للغواصات، غادرت ميناء سيفيرومورسك القريب من مورمانسك شمال غرب روسيا متجهة الى ميناء طرطوس، القاعدة البحرية الروسية الوحيدة في المتوسط.

وصرح مصدر رفض الكشف عن هويته لإنترفاكس ان «برنامج الرحلة يشمل التوقف في مرفأ طرطوس». وتابع المصدر أن الرحلة تندرج في إطار الاستعدادات العسكرية للاسطول الروسي. وتابعت «انترفاكس» أن المصدر شدد على ان الانتشار «لا علاقة له بتصاعد توتر الوضع في سوريا». وتابع المصدر ان «السفن ستتزود بالوقود والمياه والأغذية في طرطوس»، مضيفا أن انتشارها في المتوسط سيستمر حتى أواخر سبتمبر المقبل.

 

إيران والسعودية

 

اعرب بوغدانوف عن تأييده لمشاركة ايران ابرز حلفاء النظام السوري في المحادثات حول الازمة السورية والسعودية المؤيدة للمعارضة. وقال: «نأسف لغياب ايران والسعودية وهما دولتان لهما تأثير كبير على الوضع (في سوريا) عن اجتماع جنيف نتيجة لمواقف بعض شركائنا»، معربا ايضا عن امله في مساهمة دبلوماسية للبنان والاردن البلدين المجاورين لسوريا.

وينتظر وصول الرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري المعارض الكردي عبد الباسط سيدا اليوم الى موسكو لاجراء محادثات ايضا بعد مؤتمر «اصدقاء الشعب السوري» الاسبوع الماضي في باريس الذي قاطعته روسيا والصين الدولتان اللتان تعدان من اشد حلفاء نظام بشار الاسد.