تجددت أعمال الشغب في مدينة السلط الأردنية لليوم الثالث على التوالي، وأشعل عشرات من الشبان الإطارات والأخشاب في وسط المدينة، وأغلقوا العديد من المنشآت والمرافق العامة. في وقت يتجه الفنانون الأردنيون إلى الدخول في مواجهة مع الحكومة، بعد إعلان الحكومة الأردنية أن مطالب الفنانين بتحسين ظروف معيشتهم لا يمكن تلبيتها حالياً.
واشتبكت قوات الدرك مع الشبان الغاضبين على آلية تعاطي قوات الأمن معهم، على حد وصفهم رغم أن الدوائر الرسمية تقول إنها تجهل ما يريده الشبان بالضبط.
وبدأت أعمال الشغب قبل ثلاثة أيام على خلفية المطالبة بالإفراج عن المعتقل محمد جميل عربيات، المحكوم بمحاولة اغتيال مسؤول أمني بارز سابق، الذي كان مسؤولاً عن ملف الجماعات الإسلامية من خلال الدلالة على منزله.
أضرار كبيرة
وليلة أول من أمس، أحرق مجهولون إطارات في ساحة مدرسة عقبة بن نافع، الأمر الذي تسبب في انتشار أعمدة الدخان وأحدث إرباكاً في حركة المرور، ما اضطر قوات الأمن إلى التدخل.
وألحقت الاشتباكات أضراراً كبيرة بالشوارع، نتيجة احتراق الإطارات ونوافذ السيارات وألواح زجاج المنازل والسخانات الشمسية، خصوصاً في حي الجدعة السفلي، إضافة إلى مستلزمات إنشائية تعود لمقاول يعمل في مشروع تطوير وسط المدينة في منطقة ساحة العين ووحدات إنارة الشوارع.
وأقر الناطق الرسمي باسم مديرية الأمن العام المقدم محمد الخطيب بإصابة اثنين من أفراد الدرك خلال هذه الاشتباكات. وقال متصرف لواء قصبة السلط ممدوح الدعجة، في تصريح صحافي: «نواجه صعوبة في معرفة أهداف ومطالب الشبان الذين يحاولون زعزعة الحركة الطبيعية للمواطنين وإثارة الأمن العام».
وأكدت مصادر أمنية مطلعة أن مجموع ما تم اعتقاله من الشبان بلغ 36 شاباً سيتم تحويلهم للقضاء، وذلك منذ بدء أحداث الشغب يوم الخميس الماضي. وأصدرت اللجنة التنسيقية لحراك السلط والبلقاء بياناً بعد اجتماع لها ناقشت خلاله أحداث الشغب في المدينة، وتضمن إدانة ورفض التصرفات الأمنية في مدينة السلط، وإدانة استعمال القوة المفرطة من قبل الأجهزة الأمنية.
مطالب الفنانين
من جهة أخرى، أعلن وزير الثقافة الأردني صلاح جرار، أنه لا يمكن حالياً تلبية مطالب الفنانين الذين بدؤوا الشهر الماضي تحركاً لتحسين ظروفهم المعيشية.
وقال جرار في اتصال هاتفي مع «يونايتد برس انترناشونال»، إنه «لا يمكن حالياً تلبية مطالب الفنانين الأردنيين لأنها بحاجة إلى جهود ومتابعات». ورأى أن «مطالب الفنانين تتطلب إمكانيات مالية وليس هناك مخصصات لتلبيتها»، ولكنه أمل بأن يتم «تلبيتها على المدى البعيد».
وصعّد الفنانون الأردنيون من تحركهم ضد الحكومة، وتظاهروا بالقرب من المدرج الروماني الأثري وسط العاصمة عمان، وهددوا بنقل اعتصامهم قرب الديوان الملكي.
