بالتزامن مع وصول المبعوث الدولي الخاص باليمن جمال بن عمر للعمل على تجاوز العقبات التي تعترض التحضير لمؤتمر الحوار الوطني، وصلت دفعة جديدة من الخبراء العسكريين الأميركيين الى اليمن للمساعدة في تدريب القوات اليمنية على مواجهة تنظيم القاعدة، في وقت استمر مسلسل الاختطاف الذي تشهده البلاد بالكشف عن اختطاف قائد لواء في الحرس الجمهوري برتبة عميد على يد ميليشيات قبلية.

وقال ابن عمر إنه سيبذل جهدا خاصا لدعم الإعداد لمؤتمر الحوار الوطني وسيلتقي بجميع الأطراف حكومية وغير حكومية، ويهيئ لإعداد تقرير جديد لمجلس الأمن في 17 يوليو الجاري يتناول إلى أي مدى تم تنفيذ القرار الأخير للمجلس.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن الرئيس عبد ربه منصور هادي قوله خلال محادثات مع ابن عمر، إن «إرادة المجتمع الدولي تترجم بنجاح التسوية السياسية في اليمن وعدم السماح بالانزلاق الى متاهات الضياع والتمزق والحرب». وأشار الى أهمية تضافر الجهود بما يهيئ المناخات الملائمة لعقد المؤتمر الوطني الشامل الذي سيعنى بمناقشة كافة الملفات والقضايا.

حوار وطني

وأعلن المبعوث الدولي بعد لقائه وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي، أنه سيجري مشاورات مع الحكومة والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشباب، وأضاف أن «الحوار الوطني يشكل الهيكل الرئيسي للعملية السياسية».

وأضاف «سيتم خلال الزيارة متابعة تنفيذ القرار الأخير لمجلس الأمن المتعلق بدعم الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني، بالإضافة إلى القضايا المهمة المتعلقة بالمرحلة الانتقالية من بينها الإعداد الجيد لمؤتمر الحوار الشامل والتحضير للانتخابات العامة في فبرابر 2014».

من جانب آخر، رحب البرلمان اليمني أمس بعوده النائب يحي بدر الدين الحوثي الذي سبق ان رُفعت الحصانة عنه خلال المواجهات بين جماعة الحوثيين والحكومة منذ يونيو 2004.

خبراء أميركيون

الى ذلك نقلت صحيفة «عدن الغد» عن مصدر عسكري القول إن «150 جنديا أميركيا وصلوا إلى قاعدة العند العسكرية على متن طائرة نقل عسكرية وسط حراسة مشددة»، وأضاف المصدر «أقلّت طائرة أميركية الجنود ومعدات عسكرية وأخرى خاصة بالاتصالات لكن لم يعرف ما اذا كانت مهمة هؤلاء الجنود تدريبية أم قتالية».

لكن مسؤولا في الحكومة اليمنية أكد لـ«البيان» أن «هؤلاء خبراء عسكريون مهمتهم تدريبية في المقام الأول وتقديم الدعم اللوجستي للقوات اليمنية في ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة بعد فرارهم من مدن محافظتي ابين وشبوة ولجوئهم الى المناطق الصحراوية والقبلية».

في السياق، قالت وزارة الدفاع اليمنية إن أكثر من 50 يمنيا قتلوا بألغام زرعها مقاتلون مرتبطون بتنظيم القاعدة عند فرارهم من مدن بمحافظة أبين.

وقالت الوزارة على موقعها الإلكتروني أمس نقلا عن نائب محافظ أبين غالب الرهوي إن المتشددين زرعوا آلاف الألغام قبل ترك معاقلهم.

وأضاف الرهوي أن «أكثر من 50 شخصاً قتلوا بألغام زرعها إرهابيون قبل فرارهم من زنجبار وجعار. وأشار أن إزالة الألغام وإعادة الكهرباء والمياه أتاحت لمعظم النازحين في القتال العودة إلى بيوتهم. وقالت مصادر حكومية إن من بين القتلى مدنيين وجنودا يمنيين.

اختطاف عميد

على صعيد منفصل قال حزب الرئيس اليمني السابق إن «العميد مراد العوبلي قائد اللواء 62 حرس جمهوري اختطف على يد ميليشيات قبلية - بينها مجموعة من العسكريين - يقودهم قيادي كبير في التجمع اليمني للإصلاح بمديرية خولان بمحافظة صنعاء وإن المسلحين يطالبون بمستحقات مالية من وزارة الدفاع».

وقال مصدر أمني: «باشرت عناصر قبلية وضع حاجز على الطريق الرئيسي بمنطقة جحانة بمديرية خولان قبل فترة قصيرة من مرور سيارة القائد العسكري العوبلي والذي كان في طريقه الى خولان في زيارة خاصة، وقد توقفت سيارته في النقطة لدقائق قبل أن تواصل سيرها»، مرجحا أن يكون أحد العناصر المتواجدة في النقطة قد كلف بمهمة التعرف على شخصية العوبلي وتأكده من تواجده في السيارة من عدمه.