بعد قرابة الأسبوعين من الاحتجاج على نظام الخرطوم، يستعد السودانيون اليوم للخروج في جمعة «لحس الكوع»، إذ علمت «البيان» من مصادر مطّلعة، أن «تظاهرات اليوم ستخرج في معظم المدن الكبرى، ومنها الخرطوم وود مدني في الوسط وعطبرة وكسلا والقضارف والأبيض وكوستي وبورتسودان ونيالا ومدن أخرى»، وانضم المحامون إلى الاحتجاجات ، إذ نفّذوا وقفتين احتجاجيتين في مدينتي الخرطوم وأم درمان، في وقت شرع الصحافيون في مناقشات جادة لإعلان موقف موحّد مما تشهده البلاد، بالتزامن دعت مفوضة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة حكومة الخرطوم الكف عن قمع المتظاهرين السلميين وبدء حوار مع المعارضة» .
وفي وقت تشهد الساحة السودانية حراكاً واسعاً، انضم المحامون أمس إلى الاحتجاجات المشتعلة في البلاد منذ أكثر من عشرة أيام، إذ نفّذ عشرات المحامين وقفتين احتجاجيتين في مدينتي الخرطوم وأم درمان، في وقت شرع الصحافيون في مناقشات جادة لإعلان موقف موحّد مما تشهده البلاد، لاسيما وأن الشارع يتأهب للخروج اليوم الجمعة في ما سُمي جمعة «لحس الكوع». وأبلغ ناشطون في الحملة «البيان»، أن ترتيبات تجري لتنفيذ ما لا يقل عن 20 اعتصاماً في العاصمة الخرطوم وعدد من المدن الكبرى، مؤكدين أن تظاهرات اليوم ستخرج في معظم المدن على رأسها الخرطوم وود مدني في الوسط وعطبرة وكسلا والقضارف والأبيض وكوستي وبورتسودان ونيالا ومدن أخرى.
اشتباكات طفيفة
وفي الوقت الذي حسم حزب الأمة القومي أكبر أحزاب المعارضة السودانية بزعامة الصادق المهدي موقفه بشكل كامل بانحيازه للاحتجاجات، شهدت جامعة الخرطوم كبرى جامعات السودان وشرارة الاحتجاجات أمس، مخاطبات حاشدة لم تخل من اشتباكات مع «الربّاطة» وهو المصطلح الذي يطلق على مساندي النظام المدنيين.
وأكد طلاب من جامعة الخرطوم لــ «البيان»، إن «المخاطبات طالبت بالإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين، مؤكدين جاهزية طلاب الجامعة للمشاركة في جمعة «لحس الكوع».
تأجيل توقيع
وعلى صعيد وتيرة الأحداث المتصاعدة في السودان، أرجأت قوى المعارضة ، المعروفة باسم «تحالف الإجماع الوطني»، التوقيع على وثيقة الفترة الانتقالية ما بعد نظام عمر البشير إلى الأسبوع القادم، إذ طلب حزبا الأمة القومي والمؤتمر الشعبي مهلة بعد إبدائهما عددا من الملاحظات في الوثيقة. في الوقت ذاته، نفت قيادات في المعارضة وجود أي خلافات في عملية إسقاط النظام، مؤكدة أن «الخلاف يتمثل في رؤى كيفية تحقيق النظام البديل».
وقال رئيس هيئة قوى الإجماع الوطني المعارض فاروق أبو عيسى، في تصريحات صحافية، إن «اجتماع الهيئة كان جيدا وأكد قادة الهيئة على العمل الجماعي لإسقاط نظام البشير واستبدال آخر ديمقراطي تعددي ، لتحقيق المساواة والعدالة وسيادة حكم القانون»، مضيفاً «أكدنا أيضا على ضرورة تصعيد العمل الجماهيري الحادث الآن في العاصمة والأقاليم والمهاجر، واتخاذ إجراءات من شأنها دعم وتوسيع ومتابعة هذا النهوض».
وقال أبو عيسى إنه من الصعب الحكم في الوقت الراهن إن كانت المظاهرات ستستمر أم لا، وتابع «لكن المظالم كبيرة، ورغم القهر الواسع من قبل أجهزة الأمن التي يصرف عليها النظام 80 في المئة من الميزانية فإن الشعب السوداني بدأ بشكل جاد في مواجهته»، معترفا بأن اعتقال اللجنة الأولى سيعطل التعبئة لما سماه المحتجون بجمعة «لحس الكوع»، مضيفاً أن «خروج الشعب السوداني بمختلف فئاته أصاب النظام بهلع، وسترى الحكومة إن كان هذا الشعب شذاذ آفاق أم سيستطيع تحقيق البديل الديمقراطي».
دعوة حوار
وتعليقاً على الحراك الشعبي الذي يشهده السودان، قالت مفوضة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة نافي بيلاي أمس، إنه «ينبغي على السودان الكف عن قمع المتظاهرين السلميين وبدء حوار مع المعارضة» .
وقالت بيلاي إنه :«جرى إلقاء القبض على عشرات الأشخاص ، من بينهم مدافعون عن حقوق الإنسان وصحفيون وطلبة ومعارضون سياسيون ، منذ بدأت الاحتجاجات»، مضيفة أن «الحوار الصادق مع معارضي الحكومة أجدى بكثير من الاعتقالات العشوائية والعنف ، إذا كانت الحكومة تريد مجتمعا مستقرا وناجحا».
وتأتي تصريحات بيلاي قبيل مظاهرة حاشدة يعتزم ناشطو المعارضة القيام بها اليوم الجمعة في الخرطوم .
وبدأت أحدث موجة من المظاهرات المستمرة في 17 يونيو الجاري . ويقود هذه المظاهرات العفوية الطلاب احتجاجا على إجراءات التقشف ونقص الحريات السياسية في البلاد.
جاءت تعليقات بيلاي عقب إدانة وزارة الخارجية الأميركية لأساليب قوات الأمن السودانية في التعامل مع المتظاهرين، بما في ذلك استخدام الرصاص المطاطي والغازات المسيلة للدموع.
وجاء في بيان لواشنطن هذا الأسبوع أن «النهج العنيف الذي تتبناه قوات الأمن السودانية غير متكافئ ويدعو إلى القلق الشديد»، مشيراً إلى أن «بعض من جرى اعتقالهم تفيد تقارير بأنهم "تعرضوا لمعاملة سيئة للغاية في سجن الحكومة».
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية العبيد آدم مروح ، إن واشنطن «تتدخل بشكل فج» في الشؤون الداخلية لبلاده، موضحاً أن «الولايات المتحدة غير مؤهلة لإسداء النصيحة في مثل هذه القضية ، لأنها مستمرة في قصف المدنيين بعدة مناطق في العالم وقمع المتظاهرين في وول ستريت».
ونفى الرئيس السوداني عمر البشير ومسؤولون آخرون أن تكون بلادهم على وشك أن «تشهد واحدة من ثورات الربيع العربي».
إرجاء تفاوض
أرجئت أمس المحادثات المباشرة بين السودان وجنوب السودان التي تجري في العاصمة الإثيوبية أديس ابابا منذ أسبوع، إلى الخامس من يوليو المقبل بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق حول تحديد منطقة عازلة منزوعة السلاح على طول حدودهما المتنازع عليها، بحسب عضو في وفد الخرطوم.
وقال عمر دهب للصحافيين «نذهب للتشاور مع حكومتينا وسنعود بعد اسبوع، في الخامس من يوليو».
وردا على سؤال عما إذا كان الطرفان توصلا إلى اتفاق حول منطقة حدودية منزوعة السلاح، أجاب «للأسف كلا».
من جهته، هنأ وسيط الاتحاد الافريقي الرئيس الجنوب افريقي السابق ثابو مبيكي الطرفين بــ «جديتهما»، مضيفاً أن «الطرفين ابديا نضجا كبيرا وجدية في مقاربتهما للمفاوضات، هذا امر جيد لمواطني السودان وجنوب السودان».
