كشف تقرير أعده وفد من كبار المحامين في المملكة المتحدة بتمويل من الحكومة البريطانية ممارسات غير مقبولة، بحق الأطفال الفلسطينيين المعتقلين، تذكر بانتهاكات الجيش الأميركي في سجن ابو غريب العراقي، فيما حذّر مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد فولك، من زيادة هدم السلطات الإسرائيلية لمنازل الفلسطينيين بنسبة 87 في المئة على العام 2011 الفائت.
وأفادت صحيفة «ذي اندبندانت» البريطانية ان الوفد، الذي ضم 9 محامين بريطانيين بارزين بقيادة القاضي السابق بمحكمة الاستئناف ستيفن سيدلي، أجرى أول تحقيق من نوعه حول الطريقة التي تعاملت بها اسرائيل مع أطفال فلسطينيين لا تزيد أعمارهم على 12 عاماً بعد اعتقالهم، وأعد تقريراً بهذا الشأن.
ممارسات بشعة
وأضافت أن تقرير المحامين البريطانيين «الأطفال بالحجز العسكري»، أفاد أن الأطفال الفلسطينيين يتم سحبهم من أسرّتهم في منتصف الليل، وتقييد معاصمهم وراء ظهورهم، وعصب أعينهم، وإجبارهم على الركوع أو الانبطاح بمركبات القوات الإسرائيلية.
ونقلت الصحيفة عن التقرير، قوله إن الأطفال الفلسطينيين من الضفة الغربية «يُحتجزون في ظروف يمكن أن تصل إلى حد التعذيب، مثل الحبس الانفرادي، مع فرص محدودة أو معدومة للالتقاء بعائلاتهم، ويمكن أن يُجبروا على البقاء مستيقظين قبل تعريضهم لانتهاكات لفظية وجسدية وإجبارهم على توقيع اعترافات لا يستطيعون قراءتها».
وأضاف التقرير «أن كل طفل فلسطيني يُعامل مثل ارهابي محتمل، فيما ارتكبت إسرائيل خروقات متكررة لاتفاقيات الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الطفل، والتي تحظر المعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة».
وقالت «ذي اندبندانت» إن وزارة الخارجية البريطانية أكدت أنها ستواجه السلطات الإسرائيلية بنتائج التقرير، وذكرت في بيان أن حكومة المملكة المتحدة «ينتابها منذ فترة طويلة بواعث قلق بشأن معاملة الأطفال الفلسطينيين بالمعتقلات الإسرائيلية، ونتيجة لذلك قررت تمويل هذا التقرير المستقل».
زيادة الهدم
من جانب آخر حذّر مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد فولك، من زيادة هدم السلطات الإسرائيلية لمنازل الفلسطينيين بنسبة 87 في المئة على العام 2011 الفائت.
وقال فولك إن «السلطات الإسرائيلية هدمت خلال العام الحالي أكثر من 330 بناية فلسطينية بينها منازل وملاجئ للحيوانات وأحواض مياه، وطرقات»، مشدداً على أن نصف الفلسطينيين الذين نزحوا في العام 2012 هم من الأطفال، مشيراً إلى أن عمليات الهدم هذه «تعد انتهاكات بحق 2100 فلسطيني»، معبراً أيضاً عن القلق على الفلسطينيين في سوسيا، جنوب الضفة الغربية، مضيفاً أنه «لو نفذت أوامر الهدم من قبل إسرائيل، فإن 160 شخصاً سينزحون قسراً، بينهم 120 طفلاً، وهذا الوضع مثير جداً للقلق».
وأكد فولك القول «إن كانت السلطات الإسرائيلية تريد احترام التزاماتها الدولية القانونية، فإنها ستجمّد أوامر هدم منازل الفلسطينيين في السوسيا». ومن المقرر أن يقدّم فولك تقريره في 2 يوليو المقبل، لمجلس حقوق الإنسان.
اعتقالات
إلى ذلك اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلية 6 فلسطينيين فجر أمس، من مناطق متفرقة بالضفة الغربية. وقال مصدر فلسطيني في محافظة جنين شمال الضفة، إن الجيش الإسرائيلي داهم بلدات كفر راعي والسيلة الحارثية واليامون واعتقلت مواطناً واستجوبت 3 آخرين.
وأفاد المصدر أن الجيش الإسرائيلي اعتقل عبد الرحمن صبيح (22 عاماً) من بلدة كفر راعي، عند مروره عبر حاجز عسكري بالقرب من قرية بئر الباشا جنوب جنين.
وفي محافظة الخليل، اعتقل الجيش الإسرائيلي الطالب الجامعي رومل عصافرة، بعد مداهمة منزله في بلدة بيت كاحل شمال الخليل. وأشار المصدر الى أن الجنود الإسرائيليين سلّموا كافة أشقاء الطالب المعتقل ووالده بلاغات لمقابلة ضباط المخابرات، وجرى تنفيذ عمليات تفتيش دقيقة داخل المنزل وعبث بمحتوياته.
وفي البلدة ذاتها، أفادت مصادر محلية بأن الجيش اعتقل الشاب وسام عصافرة بعد مداهمة منزله وجرى نقله إلى جهة مجهولة. وأعلن الجيش الاسرائيلي كذلك عن اعتقال 3 مواطنين في مدينة الخليل فجر امس، فيما اعتقل مواطنين آخرين في بلدة تقوع جنوب بيت لحم بالضفة الغربية. حل الدولتين
طالبت وزارة الشؤون الخارجية في السلطة الفلسطينية، في بيان صحفي، اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط بتحمل مسؤولياتها في حماية حل الدولتين ووقف الاحتلال والاستيطان. كما طالبت السلطة الرباعية بتحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن تداعيات استمرار الاستيلاء على الأراضي والاستيطان وتهويد القدس، داعية الأمم المتحدة ومنظماتها إلى توفير الحماية للشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف «التمرد» الإسرائيلي المستمر على القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف الرابعة.
