أكدت حركة الوحدة والجهاد في غرب إفريقيا «موجاو» الإسلامية لوكالة «فرانس برس»، أنها «سيطرت بالكامل على مدينة غاو شمال شرق مالي، بعد معارك عنيفة مع تمرد الطوارق الذي تقوم به الحركة الوطنية لتحرير أزواد». وقال الناطق باسم «موجاو» عدنان أبو وليد الصحراوي، في بيان مقتضب: «سيطرنا على مقر الحاكم الذي كان تحت سيطرة متمردي الطوارق ومقر سكن بلال اغ شريف، أمين عام الحركة الوطنية لتحرير أزواد الذي فر مع جنوده».

 وأدت المعارك في المدينة إلى مقتل ما لا يقل عن 20 شخصاً أغلبهم من المقاتلين، أمس، بين متمردين طوارق من الحركة الوطنية لتحرير أزواد، وإسلاميي حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا «موجاو»، على ما أكد شهود لوكالة «فرانس برس».

ففي حي دغولابوغو في غاو، أعلن صحافي محلي أنه «شاهد 11 قتيلاً من مقاتلي تمرد الطوارق»، فيما أشار شهود آخرون إلى مشاهدة «عشر جثث على الأقل» على طريق بين الوسط والمطار.

وأكد مسؤول في مستشفى المدينة تسلم ثلاث جثث و14 جريحاً جميعهم من مقاتلي حركة التوحيد الإسلامية. وصرح مدرس في غاو بأنه ينبغي توقع «حصيلة كبيرة بحسب ما يسمع في المدينة».

وتجري المواجهات بين المقاتلين الطوارق والإسلاميين غداة تظاهرات عنيفة في غاو قام بها سكان غاضبون من اغتيال عضو المجلس البلدي ادريس عمرو، المدرس والعضو في حزب الرئيس الانتقالي ديونكوندا تراوري.

وقالت نينا عمرو، شقيقة العضو في المجلس البلدي الذي قتله مسلحون، إننا «نسمع عيارات نارية، إن مقاتلي الحركة الوطنية لتحرير أزواد يطلقون النار علينا، نحن خائفون»، مؤكدة أن «مجموعة من مقاتلي «موجاو» توجهوا إلى معسكر الحركة الوطنية لتحرير أزواد في حي شاتو دو».

وأفاد شاهد آخر بأن «عناصر «موجاو» يتجهون إلى معسكر الحركة الوطنية لتحرير أزواد في شاتو دو، ربما أنه هجوم».

وأطلق مسلحون النار على مئات المتظاهرين فقتلوا شخصاً على الأقل وأصابوا عشرة آخرين. واتهم شهود الحركة الوطنية لتحرير أزواد بإطلاق النار على الحشود لكن الحركة نفت ذلك قطعاً، وتحدثت عن «تضليل» من طرف «موجاو».

وأعلن ابراهيم اغ محمد الصالح المسؤول في الحركة الوطنية لتحرير أزواد في واغادوغو، أن «الحركة الوطنية لتحرير أزواد تدين بشدة قتل عضو المجلس البلدي، وتدين أيضاً بشدة مطلقي النار على حشود تعبر عن استيائها هذا الصباح في غاو، أياً كان انتماؤهم». وقد أعلنت حركة موجاو التي تعتبر منشقة عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، اعتقال شخصين متهمين بقتل عضو المجلس من دون أن توضح ما إذا كانا ينتميان إلى الحركة الوطنية لتحرير أزواد أم لا.

صراع أيديولوجي

احتلت حركات، التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، وأنصار الدين بدعم القاعدة، والحركة الوطنية لتحرير أزواد، ومجموعات عدة، مدناً ومناطق شمال مالي «تمبكتو وكيدال وغاو» منذ ثلاثة أشهر، إذ اشتد التوتر بين حركة أزواد العلمانية التي أعلنت بشكل أحادي الجانب استقلال شمال مالي، والإسلاميين الذين لا يريدون استقلال المنطقة بل فرض الشريعة الإسلامية في كافة أنحاء مالي.