دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى انتخابات مبكرة بهدف إنهاء الأزمة السياسية المستمرة في البلاد منذ اشهر، متهما رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي، باختصار البرلمان «بشخصه وقائمته»، في وقت شددت رئاسة مجلس النواب على ضرورة حضور المالكي إلى الاستجواب عملا بما يمليه الدستور، مؤكدة أن البرلمان هو السلطة الأعلى في البلاد، فيما كشف التحالف الوطني، عن أن رئيس كتلته ابراهيم الجعفري سيتولى رئاسة لجنة الإصلاح التي اتفق على تشكيلها الخميس الماضي. وذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء انه «حين يرفض الطرف الآخر الجلوس إلى مائدة المفاوضات ويصر على سياسة اثارة الأزمات، فان رئيس الوزراء وجد نفسه مضطرا للدعوة لإجراء انتخابات مبكرة».

 وفي موازاة الدعوة إلى تقديم موعد الانتخابات التي من المفترض أن تجري في عام 2014، طالب بيان مكتب المالكي الافرقاء السياسيين بالعودة «إلى الحوار القائم على أساس الدستور واجراء الإصلاحات في جميع مؤسسات الدولة». ورأى المالكي أن البرلمان «بحاجة إلى حركة اصلاحية سريعة وقوية»، واتهم النجيفي، باختصار البرلمان «بشخصه وقائمته».

في هذه الأثناء، انتقدت رئاسة مجلس النواب العراقي، تصريحات المالكي والتي اكد فيها أنه لن يكون هناك استجواب أو سحب ثقة منه قبل تصحيح عمل البرلمان، وشددت على ضرورة حضوره إلى الاستجواب عملا بما يمليه الدستور، مؤكدة أن البرلمان هو السلطة الأعلى في البلاد وقد نجح في تمرير مئات مشاريع القوانين خلال النصف الأول من دورته.

الفصل بين السلطات

وقالت هيئة رئاسة البرلمان في بيان صدر أمس، إن«البرلمان اكتسب شرعيته من الشعب فيما اكتسبت السلطات الأخرى شرعيتها من المجلس». وأضافت إن «مبدأ الفصل بين السلطات هو من المبادئ الأساسية لنظام الحكم وأن للمجلس اختصاصات تشريعية ورقابية منها منح الثقة للسلطة التنفيذية وفق الآليات الدستورية والموافقة على التعيينات الأساسية في السلطتين التنفيذية والقضائية والتي تشكّل الأساس للبناء السليم للدولة العراقية، وما يقتضيه دوره الرقابي لتنفيذ الآلية اللازمة للمساءلة والمحاسبة وكل ما يترتب على ذلك من نتائج».

وأكدت هيئة الرئاسة ضرورة «احترام الدستور من خلال وجوب حضور الجميع في مجلس النواب للمساءلة أو الاستجواب عند طلب المجلس ذلك، وعدم المساس بالركيزة الأساسية للبناء الديموقراطي».

150 قانوناً

وكشفت الهيئة أن «مجلس النواب يستعد حالياً للتصويت على أكثر من 150 قانوناً»،مؤكدة في الوقت ذاته أن «المجلس مصمم على المضي قدماً في ممارسة دوره التشريعي والرقابي حفاظاً على الأمانة التي حمَّله إياها الشعب العراقي».

تكليف الجعفري

الى ذلك، كشف التحالف الوطني ،أمس،عن أن رئيس كتلته ابراهيم الجعفري سيتولى رئاسة لجنة الإصلاح التي اتفق على تشكيلها الخميس الماضي، فيما بين ان اللجنة ستضم ممثلا واحدا من كتل منضوية في التحالف الوطني. وقال عضو التحالف محمد الصيهود في تصريحات صحفية أن «اللجنة تتكون من عضو واحد من كل كتلة سياسية وستعمل على اعتماد جميع النقاط الخاصة بالإصلاح والتي وردت في اوراق اربيل والنجف والتحالف الوطني».

 

بغداد لم تعد ترحب بـ«بايدن»

قال التقرير الذي نشره موقع «أويل برايس» الأميركية إن قبول واشنطن بتجاهل وازدراء بغداد لنائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن يدل على مدى خطورة الحرب بين الشمال والجنوب على النفط والغاز العراقي. وكيف أن هذا البلد انقسم بين جنوب تحاول أن تسيطر عليه ايران وبين شمال خاضع للسيطرة التركية والغرب.

ويقول التقرير إن البيت الأبيض سيحاول التقليل من شأن هذا الازدراء، لكن مصادر في مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قالت للصحفيين: إنها ألغت زيارة بايدن، التي كان من المقرر القيام بها خلال الأيام المقبلة، لكون بغداد لم تكن «مهيأة» له.

وكان من المرتقب أن يزور بايدن العراق ويهدف إلى حد كبير إلى نزع فتيل التوترات الناتجة عن بعض الصفقات النفطية بين السلطة المركزية في بغداد والحكومة الاقليمية الكردية في اربيل، في شمال العراق. كان من المقرر أن يزور أربيل ويجتمع مع رئيس حكومة اقليم كردستان مسعود بارزاني ايضا.