يسعى الاحتلال الإسرائيلي بشتى السبل لكسر عزيمة الفلسطينيين في معتقلاته، التي غالباً ما يقبعون فيها لسنوات طوال، حيث يستخدم أكثر من 80 أسلوبا للتحقيق والتعذيب الجسدي والنفسي ضد الأسرى.
وأوضح مركز أسرى فلسطين للدراسات، في تقريرٍ له أمس بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب، أن التعذيب أدى إلى استشهاد 70 أسيراً من أصل 199، هم شهداء الحركة الأسيرة منذ العام 1967.
وأفاد التقرير بأن وسائل التعذيب التي يمارسها الاحتلال ضد الأسرى الفلسطينيين في السجون «تُمثل سياسة ممنهجة ومدروسة وبتصريح من الجهاز القضائي، وليست سلوكا فرديا». وأضاف ان «المحققين لا يتورعون عن استخدام أساليب التعذيب المحرمة ضد الأسرى، وأن التعذيب يبدأ منذ لحظة الاعتقال ثم تقييد الأسير ووضع رباط على عينيه وإلقاؤه في الجيب العسكري والاعتداء عليه بالضرب والتهديد والشتم».
وأوضح المدير الإعلامي للمركز رياض الأشقر أن أخطر ما يتعلق بقضية التعذيب هو أن تلك الممارسات تنفذ باسم القانون، حيث شرع الاحتلال لعناصر«الشاباك» بممارسة التعذيب ضد الأسرى دون احترام لآدمية الإنسان، ووفرت لهم غطاء من المحاكم الإسرائيلية حتى لا تتم ملاحقتهم قضائياً.
وأكدت الإحصائيات أن 98 في المئة من الأسرى الذين تعتقلهم سلطات الاحتلال تعرضوا للتعذيب في أقبية التحقيق التابعة لأجهزة الأمن الإسرائيلية ومراكز الاعتقال المختلفة. وأكدت اللجنة العامة لمكافحة التعذيب، وهي منظمة إسرائيلية، استخدام التعذيب ضد المعتقلين الفلسطينيين فور توقيفهم أو عند نقلهم إلى مراكز الاعتقال أو بعد السجن. وأوضحت اللجنة أن «الأسرى يكونون مقيدين بشكل عنيف ومؤلم ولا يشكلون أي خطر، ومن بينهم قاصرون يفترض أن يتمتعوا بالحماية حسب القانون الدولي والقانون الإسرائيلي نفسه، وذلك بعلم السلطات القضائية والتشريعية في إسرائيل»، التي لم تتخذ ضدهم أي إجراءات عقابية.
