انشغلت الحكومة التركية أمس بحادث إسقاط الطائرة الحربية في المياه الإقليمية السورية ظهر الجمعة، وبحث رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو في اجتماعين منفصلين مع قادة الجيش والاستخبارات الخطوات التي ستتخذها الحكومة التركية، فيما أقر الرئيس التركي عبدالله غول بأن الطائرة التركية انتهكت الأجواء السورية وأن الاتصالات مع دمشق حول هذا الموضوع قائمة، في حين أكدت دمشق أنها أسقطت الطائرة بعد دخولها المجال الجوي السوري.
قالت وسائل إعلام تركية إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عقد اجتماعاً أمنيا ثانياً بعد اجتماع الليلة قبل الماضية مع مسؤولين كبار بشأن اسقاط الطائرة التركية التي تؤكد السلطات التركية أنها كانت في مهمة تدريبية استطلاعية وأنها كانت بلا ذخيرة.
وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في اجتماع مع قادة بالجيش التركي ورئيس الاستخبارات لمناقشة الخطوات التي يمكن اتخاذها بعد أن أسقطت سوريا إحدى طائرات البلاد العسكرية. ونقلت وسائل إعلام تركية عن وزارة الخارجية قولها إن الاجتماع، الذي استمر ساعتين وحضره نائب رئيس هيئة الأركان وقادة عسكريون كبار ورئيس الاستخبارات الوطنية، ناقش أيضا عملية البحث عن الطيارين المفقودين.
إقرار بالخطأ
من جانب آخر، أقر الرئيس التركي عبدالله غول بأن الطائرة التركية ربما انتهكت المجال الجوي السوري.
ونقلت وكالة انباء الاناضول عن غول قوله «عندما تفكرون في سرعة الطائرات لدى تحليقها فوق البحر، فمن الطبيعي ان تمر وتكرر المرور فوق الحدود فترة قصيرة من الوقت»، مضيفاً القول خلال زيارة الى قيسيري وسط تركيا إن «هذه أمور غير متعمدة ودون نية سيئة وتحصل بسبب سرعة الطائرات»، مؤكداً أن اتصالات هاتفية جرت مع النظام السوري بعد الحادث.
وتواصلت أمس عمليات بحث في البحر المتوسط قبالة سواحل محافظات هاتاي جنوب تركيا للعثور على الطيارين، وتشارك في هذه العمليات سوريا أيضاً، كما قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي سبق الآن عقد اجتماع أزمة في أنقرة الليلة قبل الماضية. غير أن بياناً رسمياً صدر صباح أمس أكد أن عمليات البحث عن الطيارين لم تثمر عن شيء حتى إصدار البيان.
دعوة للهدوء
على الصعيد ذاته، دعا وزير الشؤون الأوروبية التركي أجمين باجيس مواطني بلاده أمس إلى التحلي بالهدوء والصبر عقب إسقاط القوات السورية إحدى الطائرات التركية المقاتلة.
ونقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء عن باجيس قوله إن «الدولة التركية قوية ولننتظر استكمال العملية بقليل من الصبر والتفهم» في إشارة إلى التحقيقات الجارية للوقوف على ملابسات إسقاط طائرة طراز اف4 (فانتوم) في المجال الجوي السوري، مضيفاً القول إنه «من المهم تذكر أنه ليس كل شيء أسود وأبيض».
وكان التلفزيون التركي نقل عن نائب رئيس الوزراء بولنت أرينج قوله إن الطائرة التي أسقطتها سوريا لم تكن طائرة حربية وانما طائرة استطلاع غير مذخرة. ولم يتضح على الفور أين كان أرينج يتحدث.
تأكيد سوري
إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن ناطق باسم الجيش قوله إن قوات الدفاع الجوي السوري أسقطت الطائرة بعد دخولها المجال الجوي، دون أن تعرف في بداية الأمر أنها تابعة لتركيا. وأضاف الناطق أنه تبين لاحقا أن الهدف الجوي كان طائرة عسكرية تركية دخلت مجالنا الجوي وتم التعامل معها وفق القوانين المرعية في مثل هذه الحالات.
وكانت وسائل اعلام تركية قالت إن الطائرة التي أسقطت من طراز فانتوم 4 وهي مقاتلة يمكن أيضا أن تقوم بعمليات استطلاع.
