سخط ومخاوف أزمات تعيد الأمور إلى «مربع الصفر»

الشارع المصري .. قلقُ وعنف نتيجة قرارات «العسكري»

فتاتان مصريتان تلعبان الورق خلال اعتصام في ميدان التحرير

ت + ت - الحجم الطبيعي

إحباط شعبي واسع تعمّق في نفوس المصريين في أعقاب إصدار المجلس العسكري إعلاناً دستورياً مُكمّلاً مكّنه من الاحتفاظ بسلطات واسعة، بيد أن مبعث القلق الأكبر لدى الكثيرين يتمثّل في أن تثير أزمة سياسية جديدة احتمالات تجدد الاضطرابات في الشوارع. على الصعيد ذاته، تتكاثر التساؤلات في الشارع المصري حول أمر يعتبرونه غاية في الأهمية يتمثّل في: متى يعود العسكر إلى ثكناتهم؟، في وقت يرى الكثيرون أن الحوار وليس التظاهرات تظلّ على رأس المطلوبات لاستعادة الاستقرار وتحقيق المطالب.

انتقاد سياسيين

ويقول أديب عشري، (54 عاماً)، والذي كان ضحية الاضطراب الاقتصادي إذ فقد وظيفته كمحاسب في شركة أدوية، «لم نر سياسيين يهتمون بالخدمات للمواطنين، يجب أن يجلسوا ويتحدثوا معا، الذهاب للعمل أفضل من الاحتجاج».

بيد أن هذا لا يعني أن عشري أقل غضبا من غيره من سياسات المجلس العسكري بقراره حل مجلس الشعب، وإن كان عبر حكم من المحكمة الدستورية بعدم شرعيته، إذ يرون أنه كان الثمرة الملموسة لثورة 25 يناير. ويمضي عشري قائلاً: «يتصرفون كما لو كانوا يجروننا من شعرنا ويمسحون بنا الأرض»، محذّراً في الوقت ذاته من التسرّع في رد الفعل بقوله «الجماعات السياسية يجب أن تقدر قوتها قبل أي مواجهة مع الجيش».

انقلاب عسكري

في الأثناء، لا يزال سياسيون ونشطاء ينتقدون خطوات المجلس العسكري إذ يفهمها الكثيرون بأنها «انقلاب عسكري»، مشيرين إلى أن «الشارع أثبت أنه إحدى القنوات القليلة التي تفيد في الحصول على تنازلات من الجيش».

ويضيف النشطاء «لم يكن من قبيل المصادفة أن أعلنت السلطات قرار محاكمة مبارك العام الماضي بتهم تتصل بقتل المتظاهرين قبل أيام من تنظيم تظاهرات حاشدة رغم أن المجلس العسكري يؤكد أن المسألة قضائية وليست سياسية»، لافتين إلى أنه «صار من الصعب الآن تعبئة الجماهير التي نال منها التعب لتنزل إلى الشارع».

انقسام

ويقول طارق الخولي أحد قادة حركة شباب 6 ابريل التي كانت من بين الحركات التي ألهبت فتيل الثورة ضد نظام مبارك، «من يحتجون هم فقط المسيسون وأعضاء الجماعات السياسية، كان من الأسهل بكثير دعوة الناس للتظاهر أيام الانتفاضة، ربما كان من بين أسباب ذلك أن الهدف المباشر في وقت الانتفاضة كان الضغط من أجل إسقاط مبارك لكن القضايا التي تعرض على الناس اليوم تثير الانقسام مثل شكل الدستور والسلطات التي ينبغي أن تكون لرئيس الدولة»، مضيفاً «لكن هذا لا يعني أن الشارع لا يمكن أن يشتعل من جديد على الرغم من أن قوة الدفع حالياً تراجعت».

ويختتم الخولي إفاداته بالقول: «إذا نظرنا إلى السنة ونصف الماضية نجد أن المزاج العام صار غير ممكن التنبؤ به، من الصعب جداً أن تقيسه».

 

مخاوف

 

يخشى كثيرون من إشعال فوز المرشح أحمد شفيق الشارع من جديد، بسبب غضب من أسقطوا مبارك والذين لا يطيقون أن يروا في مكانه رجلاً يعتبرونه امتداداً لنظامه. في الوقت ذاته يؤكد مراقبون أن الشارع المصري يعتبر أهدأ بشكل عام عنه في الشهور الماضية، والتي وقعت فيها أحداث عنف أبرزها قرب مبنى وزارة الدفاع في شمال العاصمة خلال اعتصام طالب المشاركون فيه بإنهاء الإدارة العسكرية لشؤون البلاد.

Email