أبدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر استعدادها لدخول مدينة حمص السورية لإجلاء مدنيين، بعدما تلقت موافقة السلطات والمعارضين، فيما أعلنت الخارجية الاميركية ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ستلتقي الاسبوع المقبل نظيرها الروسي سيرغي لافروف في سان بطرسبورغ، أبلغ كبير مراقبي الأمم المتحدة في سوريا مجلس الأمن أن أعضاء بعثته استهدفوا مراراً من جانب حشود غاضبة وإطلاق نار من مسافة قصيرة الأسبوع الماضي قبل أن يتخذ قراره بتعليق عملياتهم.

وقالت اللجنة في بيان إن «اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري يحاولان إجلاء ومساعدة أشخاص محتجزين في العديد من أحياء مدينة حمص من جراء استمرار المعارك»، مضيفة أنها والهلال الأحمر السوري مستعدتان لدخول المدينة القديمة في حمص وأحياء القرابيص والقصور وجورة الشياح والخالدية. وأكدت المنظمة التي مقرها في جنيف أن «السلطات وافقت رسمياً على طلبنا والمجموعات المعارضة أعطتنا ضمانات باحترام الهدنة»، لافتة إلى أن مئات من المدنيين محتجزون في حمص القديمة ولا يستطيعون الفرار من المعارك ولا اللجوء إلى مكان آمن في المدينة.

إجلاء المصابين

وقالت مسؤولة عمليات الشرق الأوسط بياتريس ميغيفان روغو، في البيان، إن أولويتنا الأولى هي إجلاء المرضى والجرحى نحو مناطق أكثر أماناً، حيث يمكنهم تلقي العلاج، مضيفة القول «نريد أيضاً إجلاء المدنيين الذين كانوا غير قادرين على الفرار من منطقة المعارك». وتأمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً بتعزيز المساعدات الإنسانية الموجودة لدى الهلال الأحمر السوري.

من جهة أخرى قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فكتوريا نولاند ان كلينتون ستلتقي وزير الخارجية لافروف إضافة إلى عدد من قادة المجتمع المدني على هامش منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ «آبيك» حول النساء والاقتصاد والذي سيجري في 28 يونيو».

وتتوقف كلينتون في سان بطرسبورغ في نهاية جولة مدتها اربعة ايام من 27 الى 30 يونيو تزور خلالها فنلندا ولاتفيا.

استهداف البعثة

من جانب آخر، قال دبلوماسيون بالأمم المتحدة حضروا اجتماع الليلة قبل الماضية إن الجنرال روبرت مود أبلغ مجلس الأمن المكون من 15 عضواً في جلسة مغلقة أن فريق مراقبيه غير المسلحين المؤلف من 300 فرد تم استهدافه بإطلاق نار من مسافة قصيرة أو من جانب حشود معادية عشر مرات على الأقل في الأسبوع الماضي.

وقال المبعوثون إن مود ذكر أن حوادث «إطلاق نار غير مباشرة» أطلقت فيها نيران من مسافة 300 إلى 400 متر على المراقبين، وقعت بصفة يومية. وأضافوا أنه في الأسبوع الماضي ضربت تسع عربات تابعة لبعثة المراقبين أو لحقت بها أضرار. وصرح دبلوماسي بأن مود تحدث عن «بضع مئات من حوادث إطلاق النار غير المباشرة».

وبعد جلسة مجلس الأمن التي عقدت، أول من أمس، سأل الصحافيون مود عن سبب تعليقه مهمة بعثته فقال: «اتخذت القرار استناداً إلى المخاطر على الأرض، واستناداً إلى أن هذه المخاطر تجعل من الصعب تنفيذ المهام الموكلة للفريق».

وصرح بأن بعثة المراقبة لن تستأنف العمليات الكاملة إلا إذا حدث تراجع ملموس لمستوى العنف وعبرت كل من الحكومة والمعارضة عن التزامهما بسلامة المراقبين وضمان حرية حركتهم، مضيفاً القول إن الحكومة السورية «عبرت عن هذا بوضوح شديد خلال الأيام القليلة الماضية لكني لم أر بياناً مماثلاً بهذا الوضوح من المعارضة بعد».

خطورة الموقف

وألقى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام إيرفيه لادسو، أيضاً، كلمة أمام مجلس الأمن أكد فيها أن الموقف على الأرض بالغ الخطورة للسماح للمراقبين بالقيام بدوريات معتادة، مؤكداً للصحافيين أن فريق المراقبين علق «معظم أنشطة البعثة»، بسبب ما وصفه «بمخاوف أمنية خطيرة للغاية»، مشيراً إلى أن تفويض بعثة المراقبة ومدته 90 يوماً ينتهي في 20 يوليو.

وأحجم لادسو عن الكشف عن توقعاته بشأن موقف مجلس الأمن من تمديده. وقال «سنرى في الوقت المناسب قبل 20 يوليو ماذا سيكون قرار مجلس الأمن في هذا الصدد»، مؤكداً أن الأمم المتحدة مازالت ملتزمة بخطة أنان ووصفها بأنها اقتراح السلام الوحيد المطروح للبحث في الوقت الراهن. وقال «لا توجد خطة بديلة».