اعتبرت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، أمس، أن رؤية الحكومة العراقية لحفظ الأمن «خاطئة»، داعية إياها إلى دراسة الوضع من الناحية التنموية وليس العسكرية وذلك بعد تفجيرات «الأربعاء الاسود» التي راح ضحيتها عشرات العراقيين، لافتة إلى أن الصراع السياسي يؤثر سلباً على الأوضاع الأمنية. فيما استمرت أمس موجة العنف حيث حصدت 15 قتيلا في هجمات متفرقة في بعقوبة والفلوجة والعاصمة بغداد.
وقال عضو اللجنة شوان محمد طه في مؤتمر صحافي ببغداد إن «الحكومة العراقية تعتمد على عنصر القوة لغرض حفظ الأمن الذي يقاس بالقدرة وليس بالقوة، فكثرة المداهمات والاعتقالات ونزول المعدات العسكرية إلى الشوارع أمر غير مجد»، معتبراً أن «رؤية الحكومة لاستتباب الأمن خاطئة».
غموض
وأضاف محمد طه، وهو نائب عن التحالف الكردستاني، أن «الأجهزة الأمنية ليس لديها إمكانية استخبارية حتى تتمكن من التصدي للعمليات الإرهابية»، مشيراً إلى أن «كبار ضباط الداخلية يتحدثون عن اتخاذ التدابير اللازمة لبسط الأمن، ولكن بعد فترة قليلة يظهر العكس، ولا يوجد أي جهة أو أي شخص يتحمل مسؤولية ذلك».
ورأى محمد طه أن «الصراع السياسي يؤثر سلباً على الواقع الأمني وهو أحد عوامل عدم استقراره»، داعياً الحكومة العراقية إلى أن تنظر للأمن نظرة تنموية وليس عسكرية بحتة..
استهداف الشرطة
الى ذلك، أفاد مصدر في شرطة محافظة الأنبا، أمس، بأن 5 أشخاص غالبيتهم من الشرطة سقطوا بانفجار الفلوجة، مبينا أن الحصيلة أولية وقابلة للزيادة. وقال المصدر في حديث لـ«السومرية نيوز»، إن «الحصيلة الأولية لانفجار السيارة المفخخة قرب دائرة جنسية الفلوج، 5 قتلى من عناصر دورية لشؤون الشرطة كانت قرب الدائرة، وإصابة ثلاثة آخرين».
من جهة أخرى أعلن مصدر في الشرطة العراقية بمحافظة ديالى أمس أن شيخ عشيرة وثلاثة من أقاربه قتلوا بهجوم مسلح على منزله بشمال غرب بعقوبة.
وقال المصدر إن مسلحين مجهولين هاجموا، في ساعة متأخرة من ليل أول أمس منزل حسين إبراهيم الجنابي أحد شيوخ عشيرة الجنابات في منطقة الحديد وأطلقوا النار ما أسفر عن مقتله ونجله مروان واثنين من أقاربه. وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن المسلحين تركوا وراءهم عبوتين ناسفتين عند بوابة المنزل تم إبطال مفعولهما من قبل خبراء المتفجرات.
العاصمة تحت نيران العنف
وفي بغداد، أفاد مصدر في الشرطة العراقية، مقتل مدنيين اثنين وإصابة آخر بانفجار عبوة لاصقة وسط قضاء أبو غريب غرب بغداد.
وقال المصدر، إن «عبوة ناسفة كانت مثبتة بسيارة مدنية انفجرت، ظهر أمس، لدى مرورها في حي الشهداء وسط قضاء ابو غريب، (20 كيلومترا غرب بغداد)، مما أسفر مقتل شخصين وإصابة آخر».
وشهدت بغداد، أيضا مقتل خبير متفجرات برتبة نقيب في الجيش العراقي بانفجار سيارة مفخخة كانت مركونة على جانب طريق في منطقة التاجي شمال بغداد، أثناء محاولته تفكيكها.
وكانت العاصمة وسبع محافظات أخرى شهدت، أول أمس، أكثر من 32 تفجيراً، تسببت بمقتل أو إصابة ما لا يقل عن 318 شخصاً بينهم زوار وجنود وعناصر أمن، ونفذت تلك التفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة وهجمات مسلحة وبقذائف هاون.
