أعلنت بريطانيا أن الجهود الدولية لتخفيف حدة الصراع المتصاعد في سوريا تتركز على محاولة التوصل لانتقال سلمي، وأن التدخل العسكري الأجنبي ليس مطروحاً، في حين أكدت واشنطن أنه لا يوجد «علاج معجزة» لحل الوضع «المأساوي والمعقد».
وفيما اعتبرت الأمم المتحدة أن العنف يزداد سوءاً، مع تصعيد الجيش الهجمات على مراكز مدنية، وتحول المعارضة بطريقة متزايدة إلى شن هجمات منسقة، توقع الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان عقد اجتماع قريباً لمجموعة اتصال حول سوريا، بهدف إقناع الأطراف بتنفيذ خطته، وليس وضع خطة أخرى، في حين أعلنت موسكو استعدادها لاستضافة مؤتمر دولي بشأن سوريا، بمشاركة إيران.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن الجهود الدولية لتخفيف حدة الصراع المتصاعد في سوريا تتركز على محاولة التوصل لانتقال سلمي وإن التدخل العسكري الأجنبي ليس مطروحا.
وأضاف هيغ، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الخارجية الباكستانية حنا رباني خار، في العاصمة الباكستانية إسلام اباد: «لا نبحث أي تدخل عسكري أجنبي. أعتقد أننا يجب ألا نفكر فيه بمنظور ليبيا أخرى».
وتابع القول إن «التشبيه الآن أقرب إلى الموقف في البلقان مثلما تتطور الأمور الآن،حيث نرى النظام يستخدم الأسلحة الثقيلة ضد مناطق آهلة بالمدنيين ثم إرسال ميليشيا لتقتل وتغتال الشعب». وأكد أن «كل جهودنا مخصصة لدعم انتقال سلمي في سوريا وإيجاد حل سلمي». وأضاف أنه «اذا كان هناك أي حل عنيف فإنه سيؤدي بوضوح إلى العديد من الوفيات وقدر كبير من المصاعب للشعب السوري».
بانيتا: علاج معجزة
في الأثناء، اعلن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أول من امس انه لا يوجد «علاج معجزة» لحل الوضع «المأساوي والمعقد» في سوريا.
وفي كلمة أمام أعضاء المجلس الأميركي التركي، وهو مركز أبحاث يعمل على تعزيز العلاقات بين واشنطن وأنقرة، قال بانيتا ان «الوضع في سوريا معقد ومأساوي فوق الحد، ومن كل النواحي. لا يوجد علاج معجزة». وأوضح بانيتا من جهة اخرى أن الرئيس السوري بشار الأسد قام بـ«أعمال عنف مشينة».
أنان: اجتماع قريب
إلى ذلك، توقع الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان عقد اجتماع قريباً لمجموعة اتصال حول سوريا، بهدف إقناع الأطراف في سوريا بتنفيذ خطة أنان، وليس وضع خطة اخرى.
وقال احمد فوزي الناطق باسم أنان في جنيف امس: «نأمل في ان يعقد مثل هذا الاجتماع قريبا، ان كوفي أنان متشجع بموقف الروس، والعمل الدبلوماسي يتكثف». وأضاف ان «هدف مثل هذه المجموعة هو إقناع الأطراف في سوريا بتنفيذ خطة أنان وليس وضع خطة اخرى».
وتابع «نعتمد على كل الأطراف التي لديها نفوذ لكي تمارس ضغطا على كل الأطراف»، بهدف إيحاد حل سياسي للأزمة السورية. وقال إن عقد مثل هذا الاجتماع وموعده وكذلك لائحة المشاركين فيه «لا يزال يجب تحديدها». وأضاف أن «المشكلة الرئيسية هي تطبيق خطة انان».
استضافة مؤتمر
وأوضح فوزي أن تصعيد العنف في الأيام الماضية «غير مقبول على الإطلاق ويجب ان يتوقف، ولذلك طلب كوفي أنان من كل الحكومات التي لديها نفوذ ان تزيد ضغطها وان تحمل كل الأطراف المتحاربة على الوصول الى ذلك». وخلص الى القول ان «طرف النزاع الأبرز يجب ان يوجه رسالة قوية لإنهاء العنف وفي الوضع الراهن، هو الحكومة السورية».
استضافة روسية
من جهة اخرى، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو مستعدة لاستضافة مؤتمر دولي بشأن سوريا.
وذكر لافروف في تصريح أوردته وكالة «إيتارتاس» الروسية للأنباء: «اقترحت روسيا تنظيم مؤتمر يستند إلى مبادئ واضحة». وقال إن أي تقدم في تسوية الصراع ربما يأتي فقط من الجانب الأميركي. وأكد أن إيران ستشارك في المؤتمر المزمع.
تفاقم العنف
من جهة اخرى، قال مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان العنف في سوريا يتفاقم، إذ صعد الجيش هجماته على المراكز المدنية واتجهت المعارضة على نحو متزايد إلى الهجمات المنسقة على القوات الحكومية السورية.
وأوضح المكتب الصحافي لكي مون في بيان: «يعبر الأمين العام عن بالغ قلقه للتصعيد الخطير للعنف المسلح في انحاء سوريا خلال الأيام القليلة الماضية، والمخاطر الشديدة التي يواجهها المدنيون في المناطق التي تتعرض للقصف». وأضاف أنه «يجب ان تتوقف إراقة الدماء والمعارك على الفور».
وذكر البيان ان مراقبي الأمم المتحدة العزل في سوريا أبلغوا عن زيادة مستوى المعارك المسلحة بين القوات الحكومية وقوات المعارضة. وأضاف ان «العمليات العسكرية المكثفة للحكومة، ومنها قصف مدينة حمص وما تردد من انباء عن قصف مراكز سكانية اخرى، وكذلك إطلاق النار من المروحيات على تلبيسة والرستن تؤدي إلى خسائر فادحة بين المدنيين وانتهاكات لحقوق الإنسان».
وذكر البيان: «يؤكد الأمين العام أهمية وصول قوة المراقبين التابعة للأمم المتحدة بلا قيد إلى الحفَّة، وسط أنباء عن حشد للقوات الحكومية حول البلدة». وتابع ان قوة المراقبين التابعة للأمم المتحدة تراقب أيضا «الهجمات المخططة والمنسقة (للمعارضة) على القوات الحكومية والبنية التحتية المدنية في العديد من الأماكن».
وجاء في بيان الأمين العام ان «العنف على وجه الإجمال يشتد مع تحول التكتيكات». وأضاف ان بان كي مون حض الجانبين على الوفاء بالتزامهما بالسلام بموجب خطة الوسيط الدولي كوفي أنان للسلام، التي قبلاها في وقت سابق من هذا العام
معارضون: على الحكومة المقبلة إخراج البلاد من أزمتها
أعلن معارضون سوريون أن وزير الزراعة السابق والمكلف بتشكيل الحكومة السورية، البعثي، رياض حجاب يتفهم ضرورة أن تكون الحكومة المقبلة حكومة إنقاذ لسوريا وأن تمتلك كل الصلاحيات للعمل من أجل البلاد.
وتعتبر الحكومة السورية الحالية التي يرأسها الخبير الزراعي عادل سفر «حكومة تصريف أعمال» بموجب الدستور، بعد تعيين برلمان جديد قاطعته قوى المعارضة الفعلية الداخلية والخارجية، التي تطالب بتغيير نظام حزب البعث الذي يحتكر السلطة منذ نحو نصف قرن.
ونقلت صحيفة «الوطن» السورية التابعة للنظام الحاكم والصادرة امس عن الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير «المعارضة»، التي تناقش بعض الأعضاء فيها مع حجاب في إطار المشاورات لتشكيل الحكومة المرتقبة، قولها ضرورة أن تكون الحكومة المقبلة «قوة سياسية» تعمل من أجل إخراج البلاد من الأزمة التي تمر بها. في حين طالبت المبادرة الوطنية للأكراد السوريين بتشكيل حكومة «وحدة وطنية» من تكنوقراط وسياسيين تهتم بتداعيات الأزمة.
وقالت الصحيفة شبه الرسمية إن «رئيس الحكومة المكلف رياض حجاب أجرى اول من أمس مشاورات لتشكيل الحكومة مع رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين عمر أوسي» بعد مشاورات أجراها الأحد الماضي مع وفد من الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير. وكلف الرئيس بشار الأسد الأربعاء الماضي حجاب بتشكيل حكومة جديدة، وذلك بعد انتخابات تشريعية جرت في مايو الماضي.
