منعت السلطات السورية إسعاف صحافيين تعرضوا للقصف في مركز إعلامي في حمص القديمة، فيما قتل عشرات السوريين في عمليات القصف التي تقوم بها قوات النظام على بعض المدن والأحياء الثائرة، بينما شهدت ساحة العباسيين في قلب العاصمة دمشق ولليوم الرابع على التوالي اشتباكات بين الجيشين: النظامي والحر المعارض..
في حين أفادت الأنباء بأن مدينة الرستن في حمص أحد معاقل الجيش السوري الحر، تعرضت لقصف من قوات النظام بشكل مكثف ومنذ أيام، وسط تقارير عن احتجاز الجيش النظامي والشبيحة مئات من المدنيين في قرى حماه دروعاً بشرية.
ووجه المركز الإعلامي للثورة السورية نداء إلى المراقبين الدوليين للمساعدة في إدخال الأطباء إلى حي الحميدية في حمص لإسعاف المصابين بقصف المكتب الإعلامي في الحي.
فيما تحدث الناشط هادي العبدالله من داخل حمص القديمة عن إصابات بالغة تعرض لها الإعلاميون الذين كانوا يغطون احداث الثورة في المدينة القديمة، حيث قصف مركزهم بشكل مباشر، نتيجة استخدامهم اتصالات فضائية، حسب الناشط.
حمص وريفها
وأفاد المرصد أن مدينة الرستن تتعرض لقصف من القوات النظامية السورية التي تستخدم الطائرات المروحية في محاولة للسيطرة على المدينة الخارجة عن سيطرة النظام والمحاصرة منذ شهور. كما تعرض حي جورة الشياح في حمص لقصف من القوات النظامية «التي تحاول السيطرة عليه وعلى أحياء اخرى» في المدينة.
استدعاء المراقبين
وفي حين بثّ ناشطون سوريون صوراً على شبكة الإنترنت تظهر آثار قصف للجيش النظامي على حي الخالدية في مدينة حمص.. عاودت كتيبة المدفعية المتمركزة في منطقة الغابة المحاذية لحي الوعر قصف أحياء المدينة بعد توقف للقصف استمر لثلاث ساعات وفق ما أفادت الهيئة. ودعا الناشطون مراقبي الأمم المتحدة لزيارة حمص ليشهدوا قيام طائرات النظام بقصف الأحياء.
وفي مدينة القصير في المحافظة ذاتها، تعرض حاجز للقوات النظامية لهجوم من مقاتلين معارضين فجراً ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من عناصر الحاجز، بحسب المرصد، في وقت شهد حي العباسيين بدمشق اشتباكات عنيفة في الساعات الأولى من صباح أمس، وفق المركز الإعلامي السوري الذي أوضح أن الاشتباكات جرت قرب مبنى الخبراء الروس، فيما استمرت الاشتباكات في أكثر من موقع في العاصمة السورية، وخصوصاً القابون التي تعرضت لقصف مدفعي وبرزة التي تحاصرها مدرعات الجيش.
وتواصلت الاشتباكات المتقطعة في بساتين المزة وكفرسوسة وداريا والمليحة والغوظة الشرقية بين عناصر الجيش الحر وقوات النظام.
اشتباكات عنيفة في دير الزور
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان ان خمسة اشخاص، بينهم عسكري منشق، قتلوا في قصف تعرضت له بلدة العشارة في ريف دير الزور شرق البلاد من القوات النظامية السورية، مضيفاً القول إن «المنطقة شهدت فجرا اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، ما اسفر عن مقتل ما لا يقل عن ستة عناصر من القوات النظامية. كما اشار المرصد الى العثور على ثماني جثث مجهولة الهوية في البلدة».
إدلب: انفجار في شارع الثورة
وفي مدينة إدلب شمال غرب البلاد، قتل اربعة من عناصر الأمن بينهم ضابط، بالإضافة إلى مدني إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية أمنية في شارع الثورة، فيما قتل فتى من قرية سرجة في محافظة إدلب إثر اصابته برصاص قناص في الرأس. كما قتلت سيدة اثر اطلاق الرصاص على حافلة كانت تستقلها قرب مدينة اريحا. وقتل أربعة مدنيين اثر سقوط قذيفة على قرية عدوان في سهل الروج في المحافظة ذاتها.
حماة وريفها
وفي محافظة حماة (وسط)، قتل ثلاثة مدنيين على الأقل في عملية عسكرية تنفذها القوات النظامية في قرى قسطون وشاغوريت واللج في الريف. وفي قرية قسطون، قتل عسكري وأعطبت دبابة اثر استهدافها من مقاتلين معارضين للنظام.
وأفاد الناشط أبوغازي الحموي في حماة وكالة «فرانس برس» ان القوات النظامية تواصل استهداف بلدات وقرى المحافظة التي يتحصن فيها مقاتلون مناهضون للنظام، مضيفاً القول إن «القوات النظامية اقتحمت قريتي قسطون وشاغوريت في حماه»، معبراً عن قلقه من «العنف الذي يسجل الآن لأننا سمعنا ان القوات النظامية تستخدم المدنيين كدروع بشرية».
واوضح ان الهجوم على قسطون وشاغوريت يأتي ضمن سلسلة من الهجمات التي تشنها القوات النظامية في الأسابيع الأخيرة ضد القرى ذات الغالبية السنية في محافظة حماة والتي تضم بين سكانها خليطاً من الطوائف الدينية، بينهم العلويون.
إسقاط مروحية في الحفة
وفي ذات الإطار، قالت الهيئة إن الجيش النظامي قصف مدينة الحفة التي تشهد حملة عسكرية منذ أيام باللاذقية صباح أمس في أعقاب قيام عناصر الجيش السوري الحر بإسقاط مروحية للجيش أول من أمس، كما انشق عشرة من الجنود وانضموا لقوات الجيش الحر، حسب بيان للهيئة العامة للثورة.
الجيش الحر يسيطر على مزيد من الوحدات العسكرية
تضاربت الأنباء بين المصادر الرسمية ومصادر الجيش الحر حول عدد من الأحداث الأمنية التي شهدتها سوريا في الأيام القليلة الماضية. ففي حين أقرت الحكومة السورية على لسان وكالة الأنباء الرسمية بأن مجموعة وصفتها بالإرهابية هاجمت يوم أول من أمس مقر وحدة عسكرية جوية في منطقة الغنطو بريف حمص بهدف سرقة الأسلحة والعتاد العسكري.
ذكر بيان رسمي صادر عن قائد المجلس العسكري في حمص وريفها العقيد قاسم سعد الدين أنه تمت السيطرة على كتيبة الصواريخ الكائنة في قرية الغنطو، وهي كتيبة صواريخ فولغا تابعة للواء 72 الفرقة 26 التابعة لإدارة الدفاع الجوي و انشقاق كافة الضباط والعناصر بالتنسيق مع قيادة الجيش الحر في الداخل المتواجد بالمنطقة وتم تأمين حماية جميع المنشقين.
وأكد البيان أيضاً استيلاء الجيش السوري الحر على كتيبة الصواريخ المتواجدة في مدينة القصير قرية ام الصخر لواء 72 دفاع جوي وقام بتنفيد العملية لواء احرار العاصي بقيادة العقيد عبد المعين صطوف رئيس المكتب العسكري في القصير التابع للمجلس العسكري في حمص وريفها.
وفيما قالت كتيبة ثوار الشعيطات في حمص إنها تمكنت من الاستيلاء على نقطة حرس حدود هجانة وأسر عناصرها، تحدثت مصادر رسمية عن تفجير ات وإحباط عمليات تفجير في عدد من المدن السورية منها عبوتان ناسفتان في حي مساكن برزة في مدينة دمشق أسفرتا عن مقتل جندي ومدنيين، وإحباط محاولة مجموعة مسلحة تفجير سيارة نوع مرسيدس مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات في شبعا قرب جرمانا بريف دمشق.
وذكرت الوكالة أن وفدا من المراقبين الدوليين اطلع صباح أمس على السيارة المفخخة في المنطقة.

