من المتوقع أن ينتخب المجلس الوطني السوري رئيساً جديداً له خلفاً للدكتور برهان غليون الذي تقدم باستقالته الشهر الماضي على خلفية انتقادات وجهتها له بعض أطراف المعارضة والتنسيقيات التي تعمل على الأرض. وفي حين يبرز اسم عبدالباسط سيدا كأوفر المرشّحين حظاً لخلافة غليون.. تستعد هيئة التنسيق الوطني، التي تمثل معارضة الداخل، لعقد مؤتمرين توحيديين للمعارضة في داخل سوريا وخارجها.
وبدأ المجلس الوطني أمس اجتماعا يستمر يومين في اسطنبول لاختيار رئيس جديد لهذا التحالف الأكبر للمعارضة بعد استقالة رئيسه برهان غليون، والذي قوبل بمعارضة بعض مكونات المجلس، التي اتهمته بعدم الفعالية، فيما ترجح مصادر المجلس أن يتم انتخاب د. عبدالباسط سيد، وهو شخصية كردية مستقلة وتوصف بأنها معتدلة ورجل تصالحي» و«نزيه» ومستقل».
وكان غليون الذي اختير رئيسا للمجلس في أكتوبر الماضي باعتباره شخصية قادرة على أن تجمع في المجلس عددا كبيرا من التيارات، وأعيد انتخابه مرتين، واجه انتقادات حادة بعدما سمح للإخوان المسلمين بشغل مكان أكبر من اللازم في المجلس. كما أخذت عليه لجان التنسيق المحلية التي تسهم في تحركات الشارع السوري، عدم التنسيق بين المجلس وناشطيها على الأرض.
وتحدث عدد من مسؤولي المجلس عن «توافق» لاختيار سيدا ما لم تحدث مفاجأة.
وسيدا المولود في 1956 في مدينة عامودا شمال شرقي سوريا ورئيس مكتب حقوق الإنسان في المجلس، يحمل دكتوراه في الفلسفة، ويقيم في السويد منذ فترة طويلة.
علاقات جيدة
وقال المعارض جورج صبرا عضو المكتب التنفيذي والمرشح السابق لرئاسة المجلس، لوكالة فرانس برس: «أعتقد أنه يستطيع أن يحصل على موافقة كل مكونات المجلس، لديه علاقات جيدة مع الجميع».
وقال منسق العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري في أوروبامنذر ماخوس إن «الإخوان يبقون مؤيدين لغليون. لكن نظرا لتطور الوضع ولأن لجان التنسيق تعارضه، من غير المرجح أن تمارس بعض الهيئات نفوذها لإبقائه في منصبه»، مضيفاً أن «سيدا لا يملك خبرة سياسية كبيرة وليس لديه تاريخ طويل في المعارضة. يجب العثور على شخص يلقى قبول الجميع».
ويتميز سيدا بصفتي المعارض الذي «لا ينتمي إلى أي حزب» والكردي المعتدل. وستكون مهمة الرئيس المقبل إصلاح المجلس لجعله محاورا يتمتع بالمصداقية في نظر معارضيه في الداخل الذين يرون أنهم لا يتمتعون بتمثيل كاف والجيش السوري الحر الذي يحقق تقدما على الأرض لكنه لا ينسق مع المجلس، وفي نظر الأسرة الدولية.
هيئة التنسيق
إلى ذلك تعتزم بعض أطراف المعارضة السورية في داخل البلاد وخارجها، عقد مؤتمرين خلال الشهر الجاري والذي يليه في محاولة لتوحيد جهودها والعمل على إيجاد حل للأزمة في البلاد.
وقال رئيس مكتب العلاقات الخارجية في «هيئة التنسيق الوطنية السورية» المعارضة عبدالعزيز الخير إن أطرافاً من قوى المعارضة السورية الداخلية والخارجية تعد لعقد مؤتمرين للمعارضة لتوحيد جهودها نظراً للاستحقاقات الخطيرة التي تتصاعد على الساحة السورية.
وأضاف أن «المؤتمر الأول سيعقد نهاية الشهر الحالي، وعلى الأغلب في إحدى الدول الأوروبية، والثاني سيعقد بداية الشهر المقبل تحت قبة الجامعة العربية وبرعايتها وبالتنسيق مع مكتب المبعوث الخاص المشترك كوفي أنان من أجل توحيد جهود المعارضة الداخلية والخارجية».
