صوّت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة امس على مشروع قرار دان فيه بقوة قتل المدنيين والأطفال في سوريا على يد القوات الموالية للنظام ودعت إلى إجراء تحقيق شامل ومستقل في مذبحة الحولة، وهي لهجة وصفها دبلوماسيون بأنها مخففة لتفادي خسارة روسيا، فيما حذّرت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي من اندلاع «نزاع شامل» في سوريا يضع المنطقة في «خطر كبير» مشيرة إلى أن مذبحة الحولة « يمكن أن ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية» ودعت إلى إحالة ملف هذه الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وعقد مجلس حقوق الإنسان الذي يضم 47 دولة جلسة طارئة وهي رابع جلسة يعقدها هذا العام بشأن سوريا، وتوصل إلى تبني إدانة النظام السوري على مذبحة الحولة.

واعتبرت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي خلال جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان قبل التصويت حول سوريا عقدت بطلب من كل من قطر والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ان مجزرة الحولة يمكن أن ترقى إلى مستوى «جرائم ضد الإنسانية وجرائم دولية اخرى». وقالت بيلاي في خطاب تلته ممثلة عنها أن هذه الجرائم يمكن أن تكون إشارة على نموذج هجمات منهجية او معممة ضد السكان المدنيين ارتكبت بدون أي عقاب». ودعت مجلس الأمن ان ينظر في احالة سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية. وحذرت من اندلاع «نزاع شامل» في سوريا يضع المنطقة في «خطر كبير»، داعية الأسرة الدولية إلى دعم خطة الموفد الدولي الى سوريا كوفي انان.

تحقيق دولي

وفي تفاصيل قرار الإدانة، قال دبلوماسيون إن مجلس حقوق الإنسان دعا إلى تحقيق شامل تجريه المنظمة الدولية في المذبحة التي وقعت في بلدة الحولة بعد أن ألقى المجلس بشكل أولي اللوم فيما حدث على القصف الذي قامت به القوات السورية وعلى مسلحين موالين للرئيس السوري بشار الاسد. ودان القرار «القتل الذي أكده مراقبو حقوق الإنسان» في هجمات شملت «قتل غاشم للمدنيين بالرصاص من مسافة قريبة وانتهاكات جسدية شديدة من جانب عناصر مؤيدة للنظام وقصف متكرر من جانب القوات الحكومية بالمدفعية والدبابات لمنطقة سكنية».

نص ضعيف

وصرح دبلوماسيون بأن النص الذي رعته الولايات المتحدة وقطر وتركيا ليس بالقوة الكافية ليكسب تأييد الاتحاد الأوروبي. وقال دبلوماسي عربي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة «رويترز»: «الشعور العام هو ان النص ضعيف. لهذا السبب تحديدا لا يؤيده الاتحاد الأوروبي». وقال دبلوماسيون إن الاتحاد الأوروبي سعى لتشديد اللهجة فيما يتعلق بالمحاسبة بما في ذلك إمكانية ان يتحرك مجلس الأمن وانه طرح تعديلات على النص.

وقال دبلوماسي غربي: «الخلاصة هي أن المداولات مستمرة اما لتحقيق توافق اراء او إصدار قرار أقوى». واستطرد: «المسألة هي اما محاولة الحفاظ على تأييد روسيا او التضحية ببعض التعبيرات الاقوى. البعض يود تبني توجه عملي أكثر وهو يضع نصب عينيه في نهاية المطاف نيويورك» مشيرا الى حق روسيا في استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن. تعاون روسيا

 

قالت مندوبة الولايات المتحدة لدى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إنها تأمل في اقتراب روسيا والولايات المتحدة من الاتفاق على العمل معا لوقف العنف في سوريا. وقالت إيلين تشامبرلين دوناهو لصحافيين خارج المجلس إنها تعتقد أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون «ستجتمع مع وزير خارجيتهم مطلع الأسبوع ونأمل أن يكونوا على وشك الإنضمام إلينا لاستخدام الوسائل المتاحة لدينا معا للتأكد من عدم خروج هذا الصراع عن نطاق السيطرة».