اكتنف الغموض والتضارب المشهد السياسي في ليبيا بشأن مستقبل انتخابات المؤتمر الوطني العام (البرلمان) التي كانت مقررة 19 يونيو المقبل. ففي وقت ألمح رئيس المجلس الانتقالي الليبي، مصطفى عبدالجليل، في تصريحات أمس إلى احتمال تأجيلها، قال الناطق الرسمي باسم المجلس أن الأمر بيد المفوضية العليا للانتخابات، وليس للمجلس الانتقالي علاقة بالموضوع ما رأى فيه المراقبون بوادر انقسام في السلطة الانتقالية في ليبيا.
وقال عبدالجليل أن الانتخابات ستتأجل بسبب النظر في الطعون التي قدمها مرشحون منعوا من الترشح مؤكداً أن كل شيء يتوقف على طعون المرشحين والتي ستؤدي إلى تأجيل الانتخابات إذ على المرشحين أولا اجتياز مرحلة تدقيق ولهم الحق في الطعن في القرار الصادر بحقهم أمام المحكمة.
وأوضح الناطق الرسمي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي محمد الحريزي أن القرار النهائي في هذا الأمر بيد المفوضية العليا للانتخابات.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن الحريزي قوله إن «تأجيل الانتخابات من عدمه متروك للمفوضية العليا للانتخابات صاحبة الاختصاص ولا علاقة للمجلس الوطني الانتقالي بهذا الموضوع».
على صعيد آخر ،ذكرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية، أن «مجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات أعلن عن الشروع في اعتماد المراقبين المحليين والدوليين لانتخابات المؤتمر الوطني العام وتحديد مقار الاعتماد».
وقال مجلس المفوضية في بيان نقلته الوكالة إن اعتماد المراقبين جاء «تماشياً مع مقتضيات العملية الانتخابية لانتخاب المؤتمر الوطني العام وضمانا لنجاح العملية الانتخابية وفقاً لمعايير النزاهة والشفافية».
وسيعتمد مراقبون ووسائل إعلام من داخل البلاد ووكلاء المرشحين،بالإضافة إلى مراقبين دوليين من أعضاء المنظمات الدولية ومؤسسات الإعلام غير المحلية والبعثات الخاصة، وفقا للوكالة الليبية.
وكانت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا أعلنت في 18 مايو الجاري عن إغلاق باب الترشيح لانتخابات المؤتمر الوطني العام، والتي ستكون الأولى من نوعها في البلاد منذ أكثر من 55 عاما. وبلغ عدد المرشحين المستقلين حسب اخر إحصائية للمفوضية 2476 مرشحاً فردياً فيما بلغ عدد المرشحين عن الكيانات السياسية 310 مرشحين، سيتنافسون خلال عمليات الاقتراع التي يفترض أن تبدأ نهاية يونيو المقبل.
يشار إلى أن رئيس المفوضية نوري العبار أكد أنه ليس بوسعه تأكيد موعد 19 يونيو ولم يحدد العبار ولا عبد الجليل موعدا جديدا محتملا للانتخابات أو إلى متى يمكن تأجيلها.
