احتفل الأردنيون امس بالعيد 66 لاستقلال المملكة حيث تزينت شوارع العاصمة عمان والمدن الأردنية بالأعلام الوطنية فيما صاحبت هذه الأجواء مسيرات حاشدة في كل مناطق المملكة تعبيراً عن رفضهم لرفع الأسعار المزمع تطبيقه قريباً وردد بعض المتظاهرين صيحات "لا استقلال الا بالاصلاح" مطالبين بحل مجلس النواب وانتخاب أعضاء مجلس الأعيان.
واستذكر الأردنيون محطات المسيرة المظفرة والمفعمة بالعمل الجاد والمتواصل والناجزة بسواعد أبناء الأردن وبناته ومتمسكين بثوابت المملكة الأردنية المستندة إلى دستورها، دولة عربية إسلامية يصونون فخر إنجازاتهم ويتطلعون للغد الأكثر إشراقا وإصلاحا بقيادة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.
ويحمل هذا العيد معاني الشرف والمجد والعزيمة التي لا تلين، فالأردنيون منذ كان فجر الثورة العربية الكبرى نموذج تليق بهم الوحدة والحرية والحياة الفضلى، فهم من بنى وأصلح وعزز، ومن كانوا على الدوام الأوفياء لوطنهم وملوك بني هاشم تجمعهم المبادئ والقيم النبيلة سدا منيعا في وجه كل الأطماع والتحديات.
وكان الملك عبد الله الثاني تابع في احد ميادين التدريب في منطقة الشيدية أول من أمس مجريات التمرين العسكري الذي نفذته القطعات المشاركة في تمرين الأسد المتأهب 2012 والذي تزامن الاحتفال بالذكرى 66 لاستقلال المملكة حيث أبدى الملك إعجابه بالمستوى المتميز والاحتراف الذي وصلت إليه التشكيلات والوحدات المشاركة بالتمرين واستعدادها للقيام بالواجبات الموكولة لها .
مسيرات حاشدة
بالموازاة نظمت أحزاب وقوى سياسية ونشطاء مسيرات في مختلف مناطق المملكة تحت عنوان «لا استقلال بلا اصلاح»، على وقع ذكرى الاستقلال وحصول حكومة فايز الطراونة على ثقة مجلس النواب بما يفهم موافقة النواب على رفع اسعار المحروقات والكهرباء.
ولاحظ المراقبون ازدياد أعداد المشاركين في المسيرات بمختلف مناطق المملكة مفسرين ذلك بخشية رجل الشارع العادي من «رفع الاسعار» المرتقب الذي أعلنت عنه الحكومة مؤخرا.
ففي عمان نظم الإسلاميون مسيرة من أمام المسجد الحسيني بعد صلاة الجمعة وصولا إلى ساحة النخيل. وعلى وقع هتاف «ما بكون الاستقلال.. حتى ترجع هالأموال»، رفع فيها المشاركون شعارات من بينها: «جيب المواطن خط احمر»، و«رفع تعرفة الكهرباء لصالح من؟»، و«الأرض لخزينة الدولة وليست أملاكا لأشخاص»، و«الجوع يهز عروشا لم تهزها الأحزاب».
مطالب
وطالب المشاركون في المسيرة بحل مجلس النواب وانتخاب أعضاء مجلس الأعيان. وبالتزامن وكما جرت عليه العادة في الربيع الأردني انطلقت مسيرة موازية لتجمع الولاء والانتماء للوطن وقائد الوطن، التي عملت قوات الأمن على فصلها عن المسيرة الأولى بأطواق أمنية منعا لأي احتكاك بين الجانبين.
وفي شمال الأردن، ولأول مرة سمعت هتافات في المسيرات التي خرجت هناك طالت رموزا في الدولة، مطلقين حملة لعدم دفع فواتير الكهرباء في حال تم رفع أسعارها. وشاركت في هذه المسيرات في اربد وعجلون وجرش قوى حزبية وشعبية.
وشارك في مسيرة اربد المئات وهو مشهد لم يعتد عليه سكان اربد منذ انطلاق الربيع الأردني قبل عام ونصف.
ويفسر مراقبون ذلك بشعور المواطن العادي بالخطر بعد الإعلان المرتقب عن رفع أسعار المشتقات النفطية وأسعار الكهرباء، وبالفعل حذر المشاركون في المسير من رفع الأسعار مشيرين إلى ما آل إليه وضع المواطن من سوء تدبير الحال الاقتصادي في ظل الغلاء المتصاعد ونية الحكومة الانتقالية برفع الدعم عن المشتقات النفطية.
كما حذر المشاركون كل الجهات الرسمية وصاحبة القرار في الأوضاع الاقتصادية بمس لقمة عيش المواطن.
وفي الجنوب حيث محافظات الكرك ومعان والطفيلة التقت جميع المسيرات التي نظمت يوم امس بعد صلاة الجمعة على المطالبة برفض رفع الأسـعار وتحذير الحكومة من مغبة الإقدام على قرار كهذا.
