لعل أحد أهم المشـاهد التــي تفرض نفسها على الانتخابات، هو افتقاد غالبية المرشحين للنزاهة والشفافية في تصريحاتهم واتهاماتهم لمنافسيهم في محاولة منهم للتأثير على صوت الناخب الذي نال العديد من الإشادات من قبل المنظمات الدولية لسلوكه المتحضر وحرصه على المشاركة على الرغم من ارتفاع حرارة الجو ونقص الإمكانيات بالعديد من اللجان الانتخابية .
وخاصة بمحافظات الأقاليم التي تفتقد للتهوية الجيدة ودورات المياه الكافية. فقد اتهم المرشح عبد المنعم أبو الفتوح عبر الموقع الرسمي لحملته، منافسه أحمد شفيق بـ«إرهاب الناخــبين»، قائلاً: «انتهاكات حـــملة المرشح أحمد شفيق تذكرنا بعهد المخــلوع حسني مبارك وتستعيد سلوك الحزب الوطني المنحل في محاولة من فلول النظام القديم إجهاض الثورة».
وحمّل أبوالفتوح، اللجنة القضائية العليا لانتخابات الرئاسة المسؤولية الكاملة عن حدوث تجاوزات ارتكبها أنصار شفيق في أكثر من لجنة انتخابية، وذلك برفضها تطبيق قانون «العزل السياسي» على هذا المرشّح، على حد قوله.
ملاسنات
فيما تبادل أنصار أبوالفتوح أيضًا وأنصار المرشح محمد مرسي، الاتهامات والملاسنات الكلامية بينهما، حيث تقدم محامي أبو الفتوح ببلاغ جاء فيه «قيام عدد من السيدات المنتقبات باختراق قواعد اللجنة العليا للانتخابات والوقوف أمام اللجان الانتخابية للتأثير على السيدات أمام المدارس وحثهم على اختيار محمد مرسي»، في وقت اتهم مرسي، أنصار أبو الفتوح بالتعدي على نساء تابعات لجماعة الإخوان أمام مقار اللجان الانتخابية. بينما قامت حملة المرشح الرئاسي عمرو موسى بتحرير محضر بقسم شرطة «الرمل ثاني» بالإسكندرية، ضد أنصار المرشح عبد المنعم أبو الفتوح، حيث اتهموهم بالتعدي على عدد من مندوبي موسى بالمحافظة.
خروقات
أما المرشح أبو العز الحريري فلم يلتزم هو الآخر الصمت والهدوء، حيث أكد أن «القلة الطائفية» ـ قاصدًا جماعة الإخوان المسلمين والجماعة السلفية المسيطرة على مجلسي الشعب والشورى ـ بالتنازع على اقتسام أكبر قطعة من كعكة السلطة، مع القوى الأخرى المتمثلة في الفلول والمجلس العسكري قائلاً: «النظام القديم يتم إحياؤه الآن رسميا باختيار رئيس أيا كان تمثيله الفلول أو الإسلاميين، وأن من سيعلن اسمه وليس انتخابه سيكون طبقا للاتفاق، حتى تنفرد الفلول والعسكر بالسلطة وينفرد التيار الإسلامي بمجلسي الشعب والشورى وتشكيل الحكومة».
أما المرشح خالد علي فخرج إلى اتجاه آخر للنقد صوب القائمين على العملية الانتخابية حيث اتهمهم بمنع وكلاء له من دخول المقار الانتخابية، فيما اتهم المرشح هشام البسطويسي كلا من المرشحين عمرو موسى وأحمد شفيق بارتكابهما خروقات وعمليات ترويع ضد الناخبين قائلاً: «مستحيل أن يصل مرشح من النظام السابق في الإعادة، والشعب الذي قام بثورة ودفع دماء لن يقبل بأن يعود النظام القديم مرة أخرى». يذكر أن اللجنة العليا للانتخابات قد أعلنت بان أي مرشح سيتجاوز القواعد العامة التي وضعتها وأهمها احترام قرار الصمت الانتخابي وعدم الدعاية أمام مقار اللجان الانتخابية سيتم إحالته فورا للتحقيق وتطبيق القانون عليه فورًا.
