لم تنجح سخونة الأجواء الانتخابية المصرية في صرف أهل الساسة عن سؤال لا يزال يتردد ألا وهو: «من سيحصد لقب سيدة مصر الأولى؟»، فزوجات المرشحين للرئاسة رغم معاناة المصريين سابقا من «نفوذ» قرينة الرئيس، لكن ذلك لا يعني عدم الاهتمام بهذا الملف. وكما يحلو للبعض أن يردد المثل الشعبي «وراء كل رجل عظيم امرأة»، يردد هؤلاء «وراء كل مرشح زوجة تدعمه».
هذا هو حال زوجات المرشحين في الانتخابات الرئاسية المصرية فما بين زوجة تسعى لدعم زوجها معنوياً وأخرى تحاول أن تبرز صفات وإيجابيات زوجها للناخبين، قامت كل واحدة من زوجات مرشحي الرئاسة بنشاط مكثف لدعم زوجها في الانتخابات، وإقناع الناخب بأنه «الأصلح للرئاسة» والعبور بها إلى بر الأمان.
زوجة المرشح عبدالمنعم أبوالفتوح تدعى علياء محمود تعمل استشاري أمراض نساء وتوليد أنجبت منه ستة من الأبناء وتسكن مع زوجها بـ «فيلا» في التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، ورغم رفضها الظهور الإعلامي إلا أن هناك العديد من المصادر التي تؤكد الدور الذي تلعبه في دعم زوجها بشكل عام وخاصة في بداية زواجهما عندما تعرّض أبو الفتوح للعديد من الاعتقالات السياسية بسبب انتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين قبل أن يتم فصله منها حيث رفضت التخلي عنه وتمسكت به حتى اللحظة، التي تسانده فيها في الانتخابات الرئاسية.
ولا تختلف زوجة أبوالفتوح عن زوجة المرشح حمدين صباحي والتي تدعى سهام نجم وتشغل حاليًا منصب الأمين العام للشبكة القومية لمحو الأمية وتعليم الكبار.
وشغلت سابقًا منصب ممثلة المنطقة العربية باللجنة الاستشارية الدولية لمبادرة التعليم للجميع التابعة لليونسكو كما أنها عضو بارز في العديد من منظمات المجتمع المدني.
ورغم أوضاعهم الاقتصادية المتواضعة في بداية زواجهما في أواخر السبعينات من القرن الماضي إلا أنها وقفت بجوار زوجها بكل ما تملك فعاشت معه كما يقول المصريون «على الحلوة والمرة»، وأنجبت منه محمد وسلمى وترى أن فرصة صباحي في الانتخابات كبيرة لما يمتلكه تجاه البسطاء والفقراء.
تصريحات
ومن أغرب تصريحاتها مطالبتها «بإلغاء لقب سيدة مصر الأولى» لكل زوجة رئيس وأن يتم منحه «لكل امرأة قامت بدور متميز في المجال العام».
أما ليلى محمود بدوي فهي زوجة المرشح عمرو موسى وتعمل سيدة أعمال في تجارة الملابس الجاهزة ويؤكد المقربون منها أنها تعمل بكل قواتها على دعم زوجها. وترى أن موسى «إنسان مخلص جدًا في عمله» ودائمًا ما ينجح في كل ما يقوم به ويمتلك قدرة على إقناع الآخر بوجهة نظره. ليلى تتفق في الرأي مع زوجة حمدين في أن «زوجة الرئيس القادم» يجب تجريدها من لقب «سيدة مصر الأولى»، وأن تبقى بعيدة عن القصر الرئاسي والظهور الإعلامي.
أما نجلاء علي زوجة مرشح حزب الحرية والعدالة محمد مرسي فهي حاصلة على الثانوية العامة وتعمل داخل جماعة الإخوان المسلمين بقسم الدعوة وأعلنت دعمها الكامل لشريك عمرها في الانتخابات. وسبق لها أن ظهرت معه في أحد المؤتمرات الشعبية واصفة إياه بأنه «أحسن أب وأحسن زوج وأحسن أخ وأحسن ابن»، وكانت تحلم بأن يصبح زوجها رئيسًا للوزراء إلا أن خروج خيرت الشاطر من الترشيح وإعلان حزب الحرية والعدالة دعمه لمرسي رئيسا للجمهورية «كان أسعد أيام حياتها وتحلم بيوم إعلان النتائج وفوز زوجها».
سيرة
أما زوجة المرشح أحمد شفيق والتي وافتها المنية منذ أسابيع بعد صراع طويل مع المرض إلا أن المقربين منه أكدوا أن زوجته عزة عبد الفتاح لعبت دورًا مهمًا في الفترة الأخيرة وخاصة مع إقالة زوجها من رئاسة الوزراء وانتشار العديد من الشائعات حول علاقته برموز النظام السابق والمطالبة بتقديمه للمحاكمة كشريك لهذا النظام.
عزة رفضت التخلي عن زوجها ووقفت بجواره وقدمت له كل أنواع الدعم للخروج من حالته النفسية السيئة طيلة الشهور التي سبقت إقالته؛ لدرجة أنها كانت أقوى المؤيدين له لخوضه سباق الانتخابات الرئاسية والتأكيد على أنه «الأقدر على قيادة مصر» خلال المرحلة المقبلة ولعل ظهور شفيق بأحد البرامج التليفزيونية عقب وفاة زوجته وهو يتحدث عن زوجته «والدموع تتساقط من عينيه» رغم صلابته المتعارف عليها «يؤكد حقيقة ما قدمته عزة له».


