يستمر مسلسل العنف في سوريا حاصدا مزيدا من القتلى في اشتباكات وعمليات عسكرية وانفجارات، كان الأبرز انفجار هز ضاحية القابون في العاصمة دمشق خلف خمسة قتلى، تزامنا مع قتل الجيش اثنين من المحتجين في بلدة البصيرة في محافظة دير الزور على مرأى من المراقبين الدوليين، في حين شنت القوات النظامية حملة اعتقالات في اغلب مناطق البلاد.
وذكرت وسائل إعلام مملوكة للدولة ونشطاء إن خمسة أشخاص قتلوا امس لدى انفجار عبوة ناسفة في مطعم في العاصمة السورية دمشق.
وألقى التلفزيون السوري باللوم على «إرهابيين» وأضاف أن القنبلة انفجرت في مطعم وعرض لقطات لمطبخ محترق وغرفة مليئة بالحطام.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويرصد أعمال العنف في البلاد إن القنبلة انفجرت بعد منتصف الليل ولكنه لم يقدم أي معلومات عمن وراء الهجوم. واقتحمت القوات النظامية منطقة برزة ونفذت حملة مداهمات واعتقالات فيها. وحي قابون الواقع بشمال دمشق، حيث انفجرت القنبلة مركز للاحتجاجات المطالبة بإنهاء حكم الرئيس السوري بشار الأسد وشهد أيضا معارك بين موالين للأسد ومقاتلين من المعارضة.
قتل بحضور المراقبين
في الأثناء، قال مسؤول بالجيش السوري الحر، يدعى أبوليلى، إن الشرطة السورية قتلت اثنين من المحتجين امس عندما فتحت النيران على حشد خرج لاستقبال مراقبي الأمم المتحدة في محافظة دير الزور (شرق).
وأضاف أبوليلى، في حديث هاتفي من دير الزور، إنه «بمجرد أن دخلت قافلة الأمم المتحدة البصيرة خرج المئات لاستقبالها. ولم تمر دقائق حتى تعرضوا لإطلاق النيران». و «غادر المراقبون البصيرة على الفور. دعوناهم للعودة لكنهم رفضوا». وأكد ان قتالاً اندلع بعد ذلك بين قوات جيش النظام والمعارضين المسلحين المتمركزين في البلدة.. في وقت قال مصدر آخر من المعارضة في محافظة دير الزور أن القوات الحكومية التي تحاصر البصيرة بدأت في إطلاق مدافع مضادة للطائرات باتجاه البلدة.
كما زار وفد من المراقبين الدوليين امس بلدة معرة مصرين في ادلب. وأظهرت مقاطع مصورة بثها ناشطون على الانترنت مئات المتظاهرين في البلدة يسيرون إلى جانب سيارتين تحملان شعار الأمم المتحدة وهم يهتفون: «يلا ارحل يا بشار»، و«ايه والله عن الثورة ما نتخلى».
اشتباكات واعتقالات
وفي ريف حلب (شمالي سوريا)، وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من المجموعات المنشقة المسلحة في بلدة الاتارب المحاذية لريف ادلب (شمال غرب) حيث تتركز عمليات القوات النظامية. كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الأمن نفذت حملة مداهمات واعتقالات بعد فجر أمس في عدد من أحياء مدينة حلب.
وفي ادلب، أصيب مدنيون سوريون بجروح اثر إطلاق نار من القوات النظامية في بلدة كفررومة، بحسب المرصد. وأفاد ناشطون أن الجيش يحاول اقتحام البلدة ويشتبك مع عناصر من الجيش الحر.
في محافظة حماة (وسط)، تعرضت بلدة اللطامنة لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة للقوات النظامية أسفرت عن سقوط جرحى. وقال ناشطون في المكتب الإعلامي للثورة في حماة ان «القوات النظامية معززة بالآليات تحاول اقتحام البلدة وتشتبك مع العناصر المنشقين عنها والموجودين في البلدة».
ووقعت اشتباكات محدودة بين القوات النظامية ومنشقين عنها في أحياء المدينة التي سمعت فيها أصوات انفجارات صباحية، الذي أشار أيضا إلى اقتحام القوات النظامية قرية كوكب في ريف حماة حيث «بدأت حملة مداهمات».
وفي ريف دمشق، اعتقلت القوات النظامية خمسة أشخاص على الأقل أثناء حملة مداهمات واعتقالات في منطقة سابر.
وسمعت فجر امس أصوات انفجارات وإطلاق رصاص في مدينة دوما في ريف دمشق قبل ان تدخل القوات النظامية إلى احيائها وتنتشر في محيطها. ونفذت القوات النظامية حملة مداهمات في مدينة حرستا ومحيطها بحثا عن مطلوبين، اثر الاشتباكات التي دارت بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء في المنطقة. وفي ريف درعا (جنوب)، قتل شخص في بلدة النعيمة فجرا في إطلاق رصاص.
اختطاف
اختطف الجيش السوري الحر امس، 17 لبنانياً في منطقة حجيج في حلب، وهم في طريق عودتهم من زيارة العتبات في العراق.
وقالت مندوبة الوكالة الوطنية للإعلام في سوريا، إن «الجيش السوري الحر أوقف ناقلة ركاب كبيرة كانت تقل 50 مواطناً لبنانياً كانوا عائدين من زيارة الى العتبات المقدسة في إيران، فأنزلوا الرجال الذين بلغ عددهم 17، واحتجزوهم بينما تركوا النساء اللواتي انتقلن الى فندق في حلب».
في هذه الأثناء، تجمّع عدد من أهالي المخطوفين في منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت احتجاجاً على اختطاف أبنائهم.
