بعد شغله منصب آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك، كان موقع أحمد شفيق سيئاً جداً عقب ثورة 2011، لكنه بات أحد المرشحين الأوفر حظاً للفوز في الانتخابات الرئاسية التي تبدأ الأربعاء المقبل بعد أن ركز حملته على عودة الأمن.

ويسعى شفيق الذي كان رئيساً لأركان سلاح الجو ووزيراً للطيران المدني في ظل النظام السابق إلى إقناع الناخبين الذين أنهكتهم التقلبات السياسية وتدهور الاقتصاد بجدارته جاعلاً من شعار الاستقرار ومكافحة الجريمة أساس حملته. ويقول يجب أن يعود الأمن وبقوة، ويرى أن المجتمع لن يستقر إلا بقبضة من حديد للدولة. ورغم اتهام البعض له بأنه من «فلول» النظام السابق إلا أن البعض يرى أنه يعود مرة أخرى إلى الساحة السياسية.

وبحسب استطلاعين حديثين للرأي، احدهما بطلب من صحيفة مستقلة والثاني أجراه جهاز حكومي، فإن أحمد شفيق يعد الآن من المرشحين الثلاثة الأوفر حظاً مع وزير الخارجية الأسبق عمرو موسى والإسلامي المعتدل عبد المنعم أبو الفتوح. لكن الكثير من المراقبين يشككون في هذا التصنيف إذ ان طريقة اجراء الاستطلاع لا تزال «غير موثوق بها تماماً». ويشتبه البعض بأنه «تم التلاعب عمداً» بنتائج الاستطلاع لدفع الرأي العام إلى الميل إلى مرشح يلقى تأييد الجيش وهذا ما ينفيه الأخير. ويرى مؤيدو شفيق في أي حال أنه الوحيد القادر على الإصلاح.

وقالت موظفة في مصرف: بالتأكيد سأصوت لشفيق لأنه الرجل الذي سيعيد النظام إلى البلاد وسيقضي على «البلطجية والمتطرفين»، على حد قولها.

وخاطبته شابة إثر مؤتمر صحافي قائلة: «أنا مجنونة بك أنا اعشقك»، ورد عليها شفيق «اتعرفين لدي بنت في مثل عمرك».

وكاد يتم إسقاط اسم شفيق من لائحة المرشحين بعد تبني قانون يحظر على كبار مسؤولي عهد مبارك الترشح للانتخابات الرئاسية، وذلك قبل أن يتم إدراج اسمه مجدداً من قبل اللجنة الانتخابية. واتهمه نائب في الآونة الأخيرة بأنه «باع أراضي بأسعار أدنى من سعر السوق لابني مبارك» اللذين تجري محاكمتهما مع والدهما بتهمة «الفساد»، الأمر الذي نفاه بشدة. كما أكد أنه بعد تعيينه وزيراً لم يلتق الرئيس السابق «إلا نادراً». وقال خلال مقابلة تلفزيونية «لقد عملت مع نظام مبارك وعملت مع نظام الرئيس الراحل أنور السادات وعملت مع نظام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فلأي نظام تريدون أن تنسبوني؟».

ويقول أنا «معتاد على النجاح»، وهو الذي اضطر للاستقالة تحت ضغط المتظاهرين في ميدان التحرير بعد شهر من تعيينه رئيساً للوزراء من قبل مبارك. رغم ذلك، يرى محمد واكد أحد معارضي النظام السابق ان نجاح شفيق في الانتخابات الرئاسية سيؤدي إلى «إعادة تفجر الحركة الثورية».