ساد الهدوء الحذر أمس أرجاء مدينة طرابلس اللبنانية بعد موجة الاشتباكات الجديدة التي اجتاحتها الخميس، وفيما شهدت المدينة انتشاراً كثيفاً للجيش، رفض قاضي التحقيق العسكري اللبناني طلب تخلية سبيل شادي المولوي المتهم بـ «أعمال إرهابية» والذي تسبب اعتقاله في اشتباكات مذهبية دامية أدت إلى سقوط 10 قتلى وجرح قرابة 100 آخرين.

وقال مصدر قضائي: إن «القاضي صقر أبدى رأيه برد طلب إخلاء سبيل الموقوف شادي المولوي الذي تقدم به وكيله المحامي أول من أمس الخميس، وأحال الرأي إلى قاضي التحقيق العسكري نبيل وهبة». وأضاف أن «القاضي وهبة ردّ بدوره الطلب، نظراً لاستكمال إجراءات التحقيق، وعين جلسة ثانية للمولوي يوم الثلاثاء المقبل».

اعتصام

وتزامن الإعلان عن عدم إخلاء سبيل المولوي من قبل القاضي صقر صقر مع دخول وقت صلاة الجمعة في طرابلس، حيث تم قطع كل الطرق المؤدية إلى ساحة عبد الحميد كرامي من المنافذ كافة. وأوضحت لجنة أهالي الموقوفين الإسلاميين، أن «قطع الطرق المؤدية إلى الساحة، هو لتأدية صلاة الجمعة فيها، تنفيذاً لمقررات اللجنة بالاعتصام على الرصيف الداخلي في الساحة يومياً وأداء صلاة الجمعة من كل أسبوع، وهذا ما تم إبلاغه لوزير الداخلية العميد مروان شربل خلال زيارته إلى طرابلس». وكان القاضي صقر ادعى على ستة أشخاص بينهم المولوي الذي أوقف الأحد الماضي في مسقط رأسه مدينة طرابلس الساحلية الشمالية بتهمة القيام بـ«أعمال إرهابية».

إزالة حواجز

وخيمت أجواء الحذر على المناطق التي شهدت اشتباكات مسلحة في طرابلس في ظل انتشار كثيف للجيش اللبناني.

وذكرت التقارير الأمنية الواردة من الشمال أن «الوضع في طرابلس وخصوصاً في منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية وجبل محسن ذات الغالبية العلوية اللتين شهدتا اشتباكات مسلحة على مدى الأيام الخمسة الماضية لا يزال حذراً».

وأشارت التقارير إلى أن الاشتباكات المسلحة توقفت منذ فترة عصر الخميس، فيما سجل انفجار قنبلة يدوية في منطقة التبانة لم يؤد إلى وقوع إصابات، ولفتت إلى أن الحركة في هذه المنطقة لا تزال خفيفة في ظل إقفال المحال التجارية والمدارس فيما تشهد أحياء طرابلس الأخرى حركة طبيعية في ظل إقفال الجامعات والمدارس.

وقالت التقارير إن «وحدات الجيش اللبناني نفذت انتشاراً أمنياً وعسكرياً واسعاً في المنطقة الفاصلة بين باب التبانة وجبل محسن وأزالت عدداً كبيراً من الحواجز التي كان يحتمي خلفها المسلحون فيما قامت وحدات أخرى من الجيش وقوى الأمن الداخلي بوضع حواجز وتسيير دوريات راجلة ومؤللة في المدينة للحفاظ على الأمن وتوقيف أي مسلح». ضبط سيارة محملة بالأسلحة قرب عين الحلوة

أعلنت قيادة الجيش اللبناني أمس، أن وحدات من الجيش ضبطت ليل الخميس سيارة محملة بالأسلحة والذخائر عند مدخل مخيم عين الحلوة جنوب لبنان.

وذكر بيان صادر عن قيادة الجيش أنه »على اثر توافر معلومات عن فرار عدد من المطلوبين من مخيم عين الحلوة الى جهة مجهولة، عززت وحدات الجيش إجراءاتها حول المخيم المذكور والمداخل المؤدية اليه كما اقامت العديد من الحواجز في مناطق مختلفة«. وأضاف البيان »خلال هذه الإجراءات تم عند مدخل مخيم عين الحلوة مساء الخميس ضبط سيارة محملة بالأسلحة والذخائر من عيارات مختلفة كانت متجهة الى إحدى المناطق اللبنانية«.

وكانت صحيفة »السفير« اللبنانية ذكرت قبيل هذا البيان نقلاً عن مصدر أمني، أن »الجيش ضبط سيارة معدة للتفجير عند أحد مداخل عين الحلوة«.

من جهة أخرى، قال بيان قيادة الجيش ان »سيارة مدنية مرت ليلاً على أحد الحواجز التابعة للقوى الأمنية في منطقة مشاريع القاع في وادي البقاع شرق لبنان من دون أن يمتثل سائقها لإشارة عناصر الحاجز بالتوقف«. وتابع البيان ان »عناصر الحاجز أطلقوا النار باتجاه عجلات السيارة، عندها بادر من كان بداخلها الى إطلاق النار على عناصر الحاجز الذين ردوا بالمثل ما أدى الى إصابة عسكري بجروح وتضرر مركبة عسكرية ومقتل أحد المسلحين واعتقال آخر«.

مضيفاً انه »تبين أن السيارة محملة بكمية كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات«. وتولت الشرطة العسكرية التحقيق في ظروف الحادث وملابساته بإشراف القضاء المختص.