فيما هدأت حدة التصعيد العسكري الخطابي بين دولتي السودان، طالب جنوب السودان منظمة الأمم المتحدة الضغط على الخرطوم وحملها على العودة للمفاوضات، في وقت أعربت المنظمة الدولية عن عدم رضاها عن سلوك الطرفين فيما يختص بعدم انسحابهما الكامل من مناطق النزاع، فيما يتوقع أن يصل السودان كبير وسطاء الاتحاد الإفريقي ثابو مبيكي في محاولة لدفع المفاوضات.
وناشد كبير مفاوضي دولة جنوب السودان باقان أموم، الأمم المتحدة إلى الضغط على الخرطوم وحملها على العودة إلى طاولة المفاوضات، مشيراً إلى مساندة حكومته قرار مجلس الأمن رقم 2064 والاستعداد لاستئناف المفاوضات مع الخرطوم برعاية الاتحاد الإفريقي.
وأضاف أموم خلال مخاطبته حشداً جماهيرياً في ذكرى تأسيس الجيش الشعبي لتحرير السودان الــ 29: إنه «يتعين على الأمم المتحدة الضغط على الخرطوم للعودة إلى المفاوضات ووقف قصف جنوب السودان وسحب قواتها من ابيي ومناطق محتلة أخرى في ولاية بحر الغزال الغربية».
ورداً على عدم التزام طرفي النزاع بالانسحاب الكامل من مناطق النزاع، عبرت الأمم المتحدة عن عدم رضاها عن تطبيق القرار الذي اعتمدته قبل أسبوعين بشأن الصراع بين السودان ودولة جنوب السودان.
وقال مبعوث الأمم المتحدة للسودان، هيل مينكيريوس، في مجلس الأمن أمس إنه على الرغم من عدم وجود المزيد من الاعتداءات بين الدولتين إلا أنه قد وجد إجمالاً أن أياً من الطرفين لم يسحب قواته بشكل كامل من المناطق المعنية. وفي إطار الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لنزع فتيل التوتر وإبعاد شبح الحرب الشاملة بين البلدين، من المتوقع أن يكون وصل العاصمة السودانية الخرطوم كبير وسطاء الاتحاد الإفريقي ثابو مبيكي، في محاولة لدفع المفاوضات بين السودان وجنوب السودان التي علقت في مارس الماضي، على اثر اندلاع القتال على حدود الدولتين.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية العبيد مروح لوكالة «فرانس برس»: إن «رئيس جنوب إفريقيا السابق سيلتقي خلال زيارته الخرطوم التي تستمر يومين الرئيس السوداني عمر البشير ومسؤولين آخرين»، كما من المتوقع أن يزور ثابو مبيكي جنوب السودان.
من ناحية أخرى جدد مجلس الأمن الدولي أمس، تفويض بعثته لحفظ السلام في منطقة أبيي التي تطالب السودان وجنوب السودان بالسيطرة على مصادر النفط الموجودة بها، لمدة ستة أشهر أخرى.
ورحب مجلس الأمن الدولي بسحب الجنوب قواته العسكرية من أبيي الأسبوع الماضي وطالب السودان أن تخطو نفس الخطوة من دون شروط من أجل تخفيف التوترات بين الجانبين.
مباحثات
وصل وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي إلى القاهرة في ساعة مبكرة من صباح أمس، قادما من الخرطوم، في زيارة لمصر تستغرق يوماً واحداً، يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين.
وتتناول مباحثات الوزير السوداني تطورات الوضع في السودان، خاصة في إقليم دارفور، والعلاقات بين بلاده وبين دولة جنوب السودان بعد الأزمة الأخيرة التي حدثت بينهما بسبب منطقة هجليج الحدودية.
وتتزامن زيارة الوزير السوداني إلى القاهرة مع زيارة مبعوث الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي للسلام إلى إقليم دارفور إبراهيم جمبري.
