اشتعل السباق الرئاسي في مصر قبل أيام من بدء الانتخابات المقررة في 23 مايو الجاري. إذ اشتدت حدة التصريحات والاتهامات المتبادلة بين المرشحين، وسط توقعات بتزايد حدّتها مع اقتراب الحسم الانتخابي.

وتتباين الاتهامات بين المرشحين ما بين «صحية»، وأخرى تتعلق بــ«السمعة والنزاهة والشخصانية»، فضلاً عن ثالثة تتعلق بتغير مواقف المرشح وآرائه وفقاً لظروف كل فترة زمنية، إذ لم تلتزم الاتهامات معايير أو ثوابت محددة فلم تكتف بالتراشق ما بين تيار ديني وآخر ليبرالي كما هي العادة، بل وصلت مرحلة الاتهامات بين أطراف كل تيار.

اتهامات صحية

وتزايدت حدة الاتهامات خلال الأيام الماضية بين المرشحين عبد المنعم أبوالفتوح وحمدين صباحي، إذ بدأت حينما روّج أفراد من داخل حملة أبوالفتوح لــ«تقارير صحية» تفيد أن المرشح الرئاسي حمدين صباحي مريض بالبلهارسيا، معلومة زادها انتشاراً عدم نفي صبّاحي، بل تأكيده على أنه مولده كان في الريف المصري ومن الطبيعي أن يكون أصــــيب بهذا المرض أيام طفولته، في وقت أعلــن أحد أفراد حملته أن «الحملة تمتلك مجـــموعة من التقارير التي قد سبق أن قدّمها طبيب عبد المنعم أبو الفتوح للمحكـــمة الإدارية العليا للإفراج الصحي عنه في قضية التنظيم الدولي للإخوان»، مشيراً إلى أن «أبو الفتوح يعاني عدة أمراض كالقصور في شريان القلب والسكر، ما يـــعني احتمال تعرّضه في أي وقت لخطر توقف رئتيه عن العمل فضلاً على أن الانفعال الشديد يعرّضه للموت».

أغلبية إسلامية

في موقع آخر من حلبات العراك السياسي، تبادل أبو الفـــتوح ومحمد مرسي الاتهامات، إذ يعلم المرشحان أن «أصوات الإسلاميين ستكون لها نصيب الأسد في فوز الرئيس القادم»، حيث يسعيان إلى اجتذاب الأصوات بكل الوسائل والطرق، ما دعا المرشح أبو الفتوح إلى الإعلان مراراً وتكراراً أنه «يمتلك شعبية كبيرة داخل جماعة الإخوان، وأنه واثق من حصد الأغلبية من أصواتهم»، أمرٌ دفع الجماعة إلى إعلان مساندها التامة لمرشح حزب الحرية والعدالة محــمد مرسي، والتأكيد على أن أبو الفتوح لا صلة له بالجماعة ولن يتم دعمه، محــــذرين لـــما يروجه المرشح على أن هناك «قيادات إخوانية في بعض المحافـــظات تقوم بالدعاية له سراً».

تمويل حملة

وعلى حلبة أخــــرى، يشتد العراك الانتخابي على وقع تصريحات إعلامية متبادلة بين المرشحين عمرو موسى وأبو الفتوح، أشعل أوراها أموال الدعاية الانتخابية للمرشحين. ففيما اتهم أبو الفتوح خصمه أن تمويل حملته غير معروف المصدر، ملمحاً إلى «معلومات تشير إلى دعم بعض القوى الدولية له في حملته»، أمرٌ دفع موسى إلى الرد على الاتهامات قائلاً: «نقل إلينا أيضاً أن التوكيلات التي حصل عليها أبوالفتوح كان وراءها حملة تمويل كبيرة».

خيانة الثورة

على جانب آخر، يعتبر أصغر مرشحي الرئاسة وأحد شباب ثورة 25 يناير خالد علي أقل المرشحين إنفاقاً على حملته الإعلامية، إلا أن ذلك لم يبعده عن المعترك، إذ شن خالد هجوماً حاداً على المرشح أحمد شفيق، مشيراً إلى أن «انتخابه كرئيس للجمهورية يعتبر بمثابة خيانة للثورة والوطن، ما دفع شفيق إلى الرد عليه في أحد البرامج التلفزيونية على شاشة قناة «سي بي سي» الفضائية المصرية، قائلاً : «الأخ اللي مش عارف اسمه إيه بالضبط -قاصداً خالد علي- ياريت يعرف هو بيتكلم عن مين أصلاً ويقرأ كويس تاريخ وإنجازات أحمد شفيق».

ووسط احتدام التصريحات ذات الروائح الاتهامية بين مرشحي الرئاسة المصرية طمعاً في التـــتويج والظفر بمنصب «رئيس جمــــهورية مصــر العربية»، يطرح مراقبون تساؤلات عن إلى أين ومتى تنتهي الاتهامات المتبادلة ما بين المرشحين، ومتى تشهد الانتخابات أنموذجاً ديمقراطياً يــحترم فيه كل مرشح منافسه؟.

 

الإعلام مُحرضاً

 

يؤكد مدير المكتب الإعلامي للجماعة الإسلامية بمصر محمد حسان أن «هناك من يسعى لإشعال نار الحرب بين مرشحي الرئاسة»، مشيراً إلى أن «هذه الاتهامات ترجع إلى حداثة التجربة الديمقراطية على الشعب المصري»، مطالباً أن «يبدي كل مرشح وجهة نظره وله كل الحرية في ذلك، شريطة عدم الطعن في سمعة أو حياة المرشح الآخر»، متهماً في الوقت ذاته الإعلام بأنه المحرض الرئيسي لإشعال النار بين المرشحين لنشره ونقله الطعن والتجريح بين المرشحين».