وضعت ألمانيا وأفغانستان أمس أساساً جديداً للتعاون بينهما في فترة ما بعد انسحاب القوات الدولية من أفغانستان بحلول العام 2014، بتوقيعهما اتفاقية شراكة، فيما أقرت حكومة التشيك خطط خفض قواتها في أفغانستان خلال العامين المقبلين، وسط أنباء عن مقتل 14 مسلحاً واعتقال اثنين آخرين في عمليات شنتها القوات الأمنية في أنحاء مختلفة من البلاد. ووقعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الأفغاني حامد قرضاي أمس في العاصمة الألمانية برلين اتفاقية شراكة.

وتعهدت ميركل مجدداً بتقديم مساعدات ألمانية لأفغانستان حتى عقب انتهاء المهمة القتالية في أفغانستان، حيث أعلنت أن بلادها ستوفر لكابول نحو 150 مليون يورو سنوياً بعد 2014 لتمويل قوات الأمن الأفغانية. ووصفت الاتفاقية بأنها «علامة فارقة» في العلاقات بين البلدين، مشيرة إلى أن بلادها تشعر دائماً بأنها ملزمة بالمشاركة في التطور الجيد للأوضاع في أفغانستان، قائلة إن مصير أفغانستان محل اهتمامنا، يمكنكم الاعتماد على أننا سندعمكم حتى بعد العام 2014. وفي الوقت نفسه أكدت أهمية تطوير هياكل الدولة في أفغانستان بشفافية، مضيفة أنه يتعين على قوات الأمن أيضاً «الالتزام بالقوانين».

وتوجه قرضاي إلى برلين في زيارة تستغرق يوماً واحداً قبل التوجه إلى الولايات المتحدة للمشاركة في قمة حلف الأطلسي (الناتو) المقرر عقدها الأسبوع الجاري في شيكاغو، والتي ستشارك فيها ميركل أيضاً.

من جانب آخر أقرت حكومة التشيك أمس خطط خفض قواتها في أفغانستان خلال العامين المقبلين قبل أن يسحب حلف شمال الأطلسي قواته القتالية الأجنبية بنهاية العام 2014. وسينخفض عدد قواتها المشاركة في قوة المعاونة الأمنية الدولية «إيساف» التي يقودها حلف الأطلسي من 640 جندياً العام الحالي إلى 539 في العام 2013.

وسينخفض العدد العام 2014 إلى 340 جندياً، ولن يتجاوز 150 بعد انسحاب حلف شمال الأطلسي. على صعيد آخر أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية أمس، عن مقتل 14 مسلحاً واعتقال اثنين آخرين في عمليات شنتها القوات الأمنية في أنحاء مختلفة من البلاد.

رسائل مسمومة

تلقى عدد من سفارات دول حلف شمال الأطلسي أمس، رسائل تحتوي على مسحوق مشبوه وتهدد بتسميم جنود الحلف في أفغانستان، إن لم يتوقفوا عن قتل عناصر طالبان، وفقاً لما أعلنه دبلوماسيون والشرطة. وجاء في الرسالة أن »السم« الموجود في الرسائل سيوزع في قوافل التموين التابعة لقوات الحلف في أفغانستان، التي تنوي باكستان أن تجيز لها مجدداً عبور أراضيها بعد منعها طوال 6 شهور، فيما لم يتم تحليل المسحوق المشبوه بعد بحسب الشرطة الباكستانية ودبلوماسيين.

وأفاد مسؤولون أمنيون باكستانيون رفضوا الكشف عن هوياتهم لوكالة «فرانس برس»، أن «سفارات فرنسا والمملكة المتحدة واستراليا تلقت الرسالة ويمكن أن تكون أرسلت إلى غيرها». وصرح دبلوماسي في إحدى تلك السفارات لـ «فرانس برس» رافضاً الكشف عن هويته، «تلقينا رسالة تحوي كيساً بلاستيكياً محكم الإغلاق يضم مسحوقاً رمادي اللون، لم نفتحه.