حاولت القوات السورية النظامية اقتحام مدينة الرستن، أحد معاقل الجيش الحر في ريف حمص (وسط سوريا) وأسفرت محاولتها عن مقتل 23 جنديا وثمانية مدنيين وضابط منشق، فيما اتهمت موسكو تنظيم القاعدة بتنفيذ التفجيرات التي وقعت في الأيام الماضية، الأمر الذي شكك به خبراء في الحركات السلفية الجهادية معتبرين أن النظام هو من يقف وراء تلك التفجيرات.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن اشتباكات عنيفة منذ فجر أمس «على مداخل مدينة الرستن بين مقاتلين منشقين والقوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ أشهر». وقال إن القوات النظامية تكبدت «خسائر فادحة خلال الاشتباكات التي دارت فجر وصباح أمس»، مشيرا إلى مقتل «ما لا يقل عن 23 جنديا من القوات النظامية وجرح العشرات»، إضافة إلى «تدمير ثلاث ناقلات جند مدرعة والاستيلاء على اثنتين منها». وتحاصر القوات النظامية منذ اشهر مدينة الرستن، وحاولت مرات عدة اقتحامها والسيطرة عليها.
تجمع للمنشقين
ويتركز تجمع كبير من المنشقين في المدينة التي زارها في الايام الماضية رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود والتقى فيها مع الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل العقيد قاسم سعدالدين.
خشية
وقال الناطق العسكري باسم الجيش الحر في حمص وريفها الرائد المنشق سامي الكردي لوكالة «فرانس برس» من مدينة الرستن إن «القوات النظامية أمطرت المدينة خلال يومين بأكثر من 300 قذيفة من مختلف أنواع الأسلحة، تمهيدا لاقتحامها». واسفر هذا القصف امس عن مقتل طفل وسقوط عشرات الجرحى بحسب المرصد.
واضاف الكردي الذي انشق عن القوات النظامية قبل شهرين، إن الجيش «حاول التقدم فجراً باتجاه المدينة لكنه ووجه بمقاومة عنيفة من عناصر الجيش الحر المتمركزين في المدينة».
وقال الكردي ردا على سؤال ان «العسكريين المنشقين والمدنيين من سكان الرستن في حالة تأهب لمنع القوات النظامية من دخول المدينة بكل ما في وسعهم»، مضيفاً القول إن «الناس باتوا يعرفون ماذا يعني دخول القوات النظامية إلى مدينة منتفضة»، في اشارة الى ما يردده ناشطون ومنظمات حقوقية عن انتهاكات واعدامات حصلت بعد اقتحام القوات النظامية لمناطق معينة.
من جانب آخر، نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر من المعارضة قولها إن قصف الرستن من قبل القوات الموالية للأسد أسفر عن مقتل تسعة أشخاص على الاقل وإصابة 40 من بينهم أحد قادة الجيش الحر الملازم أحمد أيوب.
حملة اعتقالات ومظاهرات
وفي دمشق، أفاد المرصد ان القوات النظامية السورية نفذت الاثنين حملة مداهمات في حي القابون.
وفي محافظة حماة وسط سوريا، خرجت تظاهرات صباح أمس ابرزها في بلدة اللطامنة تضامنا مع بلدة التمانعة الواقعة أيضا في الريف الغربي من المحافظة نفسها، والتي قتل فيها اول من أمس خمسة مواطنين بينهم امرأة واصيب 18 آخرون بنيران القوات النظامية لدى اقتحامها البلدة.
واظهر شريط فيديو وزعه ناشطون على شبكة الانترنت محلات تجارية مقفلة في اللطامنة، واشار الناشط ابو غازي الحموي في بريد الكتروني الى ان هناك «اضرابا عاما في البلدة نصرة لبلدة التمانعة».
وسارت تظاهرة صباحية في بلدة حيالين في ريف حماة وفي حي بستان القصر في مدينة حلب (شمال)، بحسب ناشطين.
في دير الزور شرق البلاد، قتل طفل في الخامسة عشرة من عمره برصاص القوات النظامية التي اعتقلت اكثر من 15 شخصا من مدينة القورية، بحسب المرصد.
اتهامات روسيا
على صعيد آخر اعتبرت روسيا أن القاعدة ومجموعات متحالفة معها تقف «وراء الاعتداءات» التي وقعت في الأيام الماضية في سوريا.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف لصحافيين «بالنسبة لنا من الواضح جدا ان مجموعات ارهابية تقف وراء ذلك -القاعدة وتلك المجموعات التي تعمل مع القاعدة»، مستبعداً أن تجري في الوقت الراهن مباحثات بين المعارضة والحكومة السورية.
واضاف «من الصعب القول كيف ستتطور الامور، لكن في الوقت الراهن فان ظروف جلوس الطرفين الى طاولة مفاوضات غير متوافرة».
رد الخبراء
إلى ذلك يرى خبراء ان النزاع السوري يساهم في بروز مجموعات اسلامية متشددة تتبنى اعتداءات دامية، وتنطلق في عملياتها من تلقاء ذاتها او بإيعاز من النظام بهدف تشويه صورة المعارضة. ويقول الخبير في شؤون العالم العربي والاسلامي ماتيو غيدار، الذي يتخذ من فرنسا مقرا، لوكالة فــرانس برس «تـنظيم القاعـدة غير موجود في سوريا. الا ان هناك بعض المجموعات الجهادية التي تعتمد اسلوب عمل» تنظيم القاعدة المتطرف. ويضيف القول إنه من«المعروف ان اعضاء هذه المجموعات سوريون وليسوا اجانب، وان عددهم قليل جدا، وان احدا لا يعرفهم حتى الآن، لا القاعدة ولا المتمردين» في سوريا.
ويقول غيدار الذي وضع كتبا ودراسات عدة حول القاعدة، ان منفذي هذه الاعتداءات، مهما كانت هويتهم، «يوقعون عملياتهم باسم القاعدة».
وبحسـب تقرير لمجموعة الازمات الدولية ان هذه الاعتداءات اداة في يد النظام «ليشوه صورة اعدائه ويزيد من تحفظات الغرب على التورط في نزاع يغرق في الفوضى». اغتيال
اغتال مسلّحون في سوريا أمس ضابطين وشيخ عشيرة وولده.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر مسؤول في ريف دمشق أن مجموعة مسلحة اغتالت صباح أمس العقيد أحمد سلمان معلا في منطقة جوبر في دمشق، موضحاً أن المجموعة المكوّنة من خمسة أفراد فتحت النار على العقيد معلا أمام منزله في جوبر أثناء ذهابه لعمله ما أدى إلى مقتله، فيما لاذت المجموعة المسلّحة بالفرار. وفي محافظة درعا استهدفت مجموعة تستقل سيارتين، بنيران أسلحتها الرشاشة، المقدّم بفرع الأمن الجنائي قيس ساروت، ما أدى إلى مقتله على الفور، فيما عثر على جثة سائقه ضياء الشوفي الذي اختطف بعد إصابته لدى محاولته مقاومتهم في شارع السويدان بالمدينة.
وفي محافظة دير الزور شرق سوريا، اغتال مسلحون شيخ عشيرة العكيدات عبدالعزيز الهفل وولده.
احتجاج
اعتصام لاجئين في الأردن
اعتصم مئات اللاجئين السوريين في مخيم الملعب البلدي في مدينة الرمثا، معلنين إضرابا مفتوحا عن الطعام للمطالبة بتحسين ظروف لجوئهم، التي يصفونها بـ اللاإنسانية.
وقال احد اشهر الناشطين بين اللاجئين ويدعى شادي بردان ان المضربين يطالبون بتوفير الرعاية الصحية للاجئين الذين يعانون أمراضا خطيرة، منتقدين عدم قيام الحكومة الأردنية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن بتقديم الرعاية الصحية.
وقال العديد من اللاجئين يعانون أمراضا خطيرة كالسرطان والقلب، ويقبعون في المخيم دون أي متـــــابعة صحية، الأمر الذي يشكل خطرا على حياتهم، مطالبا بنقل الـــــمرضى للـــعلاج في المستشفيات، منتقدين سوء الخدمات الإغاثية المقدمة، الى حد وجود نقص في المياه.
