تلاحق جملة من الشائعات مرشحي الانتخابات الرئاسية في مصـر المقرر إجراؤها 23 و24 الجاري، ويرى مراقبون أن هذه الشائعات أمر طبيعي في أي معركة انتخابية قوية، وفي الغالب يكون وراء ترويجها مجموعة من أعداء المرشح، كمحاولة للنيل منه، وتقليص عدد مؤيديه بالشارع.
وبدأت حملة الشائعات منذ فترة طويلة، وكان المرشح صاحب الخلفية الإسلامية محمد سليم العوا، أول وأبرز من طالته تلك الشائعات، إذ تم اتهامه بـ«التشيّع»، كما تم ترويج فكرة أنه يعادي الأقباط في مصر، ويتلوّن للجميع لنيل تأييدهم، بداية من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يدير شؤون البلاد في مصر الآن، وحتى جماعة الإخوان المسلمين، الفصيل الأكبر تواجدًا بالشارع المصري، وهي الشائعات التي قام بنفيها أعضاء حملته غير مرة، وأكد عبدالناصر محمد، أحد المتحدثين الإعلاميين باسم حملة العوا، أن تلك الشائعات لم تؤثر في موقف مرشحه، في ظل تزايد الوعي الجماهيري للمعركة الانتخابية، وفي ظل عدم وجود ما يؤكدها، بما يجعل الشارع كله يؤمن بأنها مجرد شائعات للنيل منه وإضعاف موقفه في سباق الانتخابات الرئاسية، وتقليص عدد مؤيديه.
ولم يسلم د.عبدالمنعم أبوالفتوح من الشائعات أيضًا، إذ تم اتهامه بالاعتراف بإسرائيل، فضلاً على اتهامه أيضًا بأنه سيقوم بإعادة وضع جماعة الإخوان المسلمين لما كانت عليه أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، نكاية فيهم، خاصة بعد أن تنكروا له، وخرج منها لإعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية، وروج هذه الشائعة أحد القيادات الإخوانية الشهيرة.. إلا أن حملة أبوالفتوح نفت تمامًا تلك الاتهامات، ووصفتها بـ«غير المنطقية»، معتبرة إياها محاولة للنيل منه كمرشح ذي سمعة طيبة بالشارع المصري ولديه كم هائل من المؤيدين، بما أظهر قوته في الشارع المصري وأرهب باقي المنافسين له.
شائعات
أما مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي، فروج أعداؤه لشائعات حول قيام نجليه بالاعتداء على «ضابط شرطة» في محافظة الشرقية، في محاولة لإظهار مرسي بصورة مغايرة لما يشتهر به في الشارع المصري، وهي الشائعات التي نفاها مرسي في أكثر من لقاء له.
اتهامات
وفيما يتعلق بالمرشح المحسوب على التيار الناصري حمدين صباحي، فقد واجهته اتهامات بكونه كان مؤيدًا لنظام الرئيس الليبي المخلوع معمر القذافي، وهي الشائعات التي انتشرت بصورة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي الشهير، فور أن قام ، أحد كبار الكتاب في مصر بلال فضل، بنشرها عبر صفحته على «تويتر»، لتتوالى تصريحات النفي من حملة صباحي، والتي أكدت فيها دعم صباحي لثورات الربيع العربي، والتخلص من الديكتاتوريات العربية التي عانت منها الشعوب.
يؤكد مراقبون أن الشائعات ظاهرة طبيعية في أي معترك انتخابي، وتظهر في كل الانتخابات، في محاولة لسحب البساط من أسفل مرشح، وتعزيز مرشح آخر، مشددين في الوقت ذاته على ضرورة ألا يتورط فيها حملات المرشحين المختلفة، وأن يلتزموا بأدب التنافس وعدم ترويج مثل تلك الشائعات، والالتزام بروح المنافسة الحميدة بين كل المرشحين.
اتهامات
باتت السمة الغالبة على الحوار الدائر بين جماعة الإخوان المسلمين والمرشح عبدالمنعم أبوالفتوح، هي الاتهامات المتبادلة، والتي قد تصل إلى حد الشائعات، التي تهدف إلى النيل من سمعة كل منهما، في محاولة لـ«تصفية مبكرة» للحسابات بين الطرفين على الساحة، بما يؤثر في فرص كل مرشح، سواء محمد مرسي، مرشح الإخوان، أو أبوالفتوح، وبما يسهم في نشر شائعات كثيرة حول الطرفين في معترك السباق الانتخابي.
